الأحد ٢٧ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٩
بقلم سید سلیمان سادات اشکور

معطیات الثورة علی الکلاسیکیة فی الادب والنقد

الملخص

الكلاسيكية هي أوَّلُ مدرسة أدبية ظهرت في القرن السادس عشر للميلاد بعد ذلك التقدم العلمي العظيم في أوروبا. وكانت تهدف إلي إحياء التراث الأدبي اليوناني واللاتيني، بما كان في ذلك التراث الأدبي من العناصر الفنية والإنسانية. ولقد أحدثت المدارس الأدبية المختلفة كمدرسة كليمان مارو، ليون وبعدهما ماليرب تغييرات في شكل القصيدة ومضمونها.

وفي أخريات القرن السابع عشر بدأ طالبوالتجدد بالصراع مع أدباء تلك المدرسة ونادوا بالتمرد عن القوالب القديمة الجافة والمعاني المتكررة واعتقدوا برسالة أخري للأدب والشعر. فقد شهد الأدب العربي صراعات كانَ مُعْظمها بالتبعية عن الغرب. وحاولت الجمعيات الأدبية والنقدية مثل جماعة الديوان وأبولوفي الشرق والرابطة القلمية والعصبة الأندلسية في الغرب الوقوف أمام مظاهر الكلاسيكية في إنتاجات أصحابها، حتي يكون الأدب والشعر منبعثينِ عن الشخصية المستقلة، ويتسم الشعر بالوحدة العضوية والتجربة الشعرية والصورة الموحية، وقد أحدثت هذه الآراء والصراعات الأدبية والنقدية تطوراً عظيماً في النظرة إلي الشعر والأدب، ونتجت عنها المدارس الأدبيه المختلفة من مثل الرومانسية والرمزية والواقعية وكما ظهر الشعر الحديث بكل انواعه.

الكلمات الرئيسية: الكلاسيكية، الأدب، التقليد، التجديد، النقد، المدارس الأدبية

المقدمة
إننا بالنظر إلی تاریخ الأدب العربی المعاصر ندرک أن الأدب والنقد الأدبی قد تمیزا بالطفرة المثالیة فی سبیل التطور والتقدم من الانحطاط والإفراط فی التقلید إلی النهضة الأدبیة والتجدید.
ومن الطبیعی أن لا تحدث هذه الطفرة فجائیة، ویجدر بنا أن لا نسمیها الطفرة لأن الطفرة فی الأدب غیر ممکنة عقلا ً وعادة.

لکن لهذه الطفرة المتوهمة أوالتقدم الأدبی والوعی الفکری مراحل وعوامل مهدت السبیل لها. فعندما بنی الغربیون أساس نهضتهم فی القرن الخامس عشر وبعده فی العلوم والفنون والسیاسة والاجتماع والاقتصاد والمجالات الأخری، إلی أن تطورت الأوضاع، ما وصلَ شیئ من هذه الثورة الواسعة والعمیقة إلی البلاد الشرقیة، لکننا بالنظر فی بدایة القرن العشرین نلاحظ أن مثقفی العرب وعالمیه قد أدرکوا ضرورة التجدید والإبداع وفق متطلبات العصر الجدید، وقد وجدنا آثار ذلك الادراك فی العلوم کافة.

یری العلماء والمثقفون أن الإنسان فی بدایات القرن العشرین قد وصل إلی درجة من المعرفة والتقدم، وبالعبرة عن الماضی ونکباته نفر عن التحجر والسخافة العقلیة.

وأما العصرنة فی الأدب والفن والنقد فقد ظهرت بشکل آخر، لأن الأدب والفن والشعر متغیرات حسب إرادة العصر والمقتضیات المکانیة والزمانیة علی خلاف العلوم الأخری مثل التاریخ والفلسفة وغیرهما، ففی تلك العلوم قدرة ذاتیة علی التحول وراء القواعد والأصول.
فقد مرت علی الأدب فی القرن الأخیر مراحل هی:

1- ما قبل النهوض: النهضة فی أی عصر من العصور إلی حد کبیر مرتبطة بالأمور السیاسیة والثقافیة والاجتماعیة. کما أنها ترتبط بقیمة الفرد الإنسانیة والمشاعر الذاتیة کعنصر بشری موثّر أومتأثر، فقد قضی علی الأدب العربی قبل النهضة، العهد العثمانی والترکی مع ما کان فیهما من الضعف والإرباك. کان قد انحط الأدب واللغة والعلم غايةَ الانحطاط، حتی بدأت الحملة الفرنسیة ولایزال الأدب فی عزلة وتأخر. فقد أحدثت الحملة والمؤثرات الأخری شیئا من التطور علماً وأدباً فی عهد محمد علی باشا، فتحرك الأدب والعلم قلیلاً، وقد ظهرت إثرها الحرکات الإحیائیة والمدارس والدعوات العلمیة والأدبیة ومن ثَمّ حیاة أدبیة جدیدة.

2 - النهضة: قد قامت النهضة تحت أقدام المحتلین، وبالتأثر من النداءات الداعیة إلی الاکتفاء الذاتی والرجوع إلی التراث الأدبی، وساعد علی ذلك التطور والازدهار ظهور المطبعة والصحف والمعاهد العلمیة والترجمة والعوامل الأخری.

3- بین الالتزام والتجدید: قد حدثت نتیجة هذه التحرکات الأدبیة بین الملتزمین بالتراث الأدبی المسمی بالکلاسیکیین من مثل البارودی، شوقی، المنفلوطی، والمجددین أمثال میخائیل نعیمة، العقاد، المازنی والآخرین فی الشرق والغرب نزاعات قادت إلی التطور الأدبی والنقدی وظهور المدارس الأدبیة المختلفة فی ساحة الأدب العربی المعاصر.

أ- الکلاسیکیة جذورها وأصولها

الکلاسیکیة هی أول مدرسة أدبیة ظهرت فی القرن السادس عشر للمیلاد بعد ذلك التطور العلمی العظیم فی أوربا، وکان دعاتها يَهدفون إلی إحیاء الأدب الیونانی واللاتینی کهدف أساس وابتدائی، بما أن ذلك الأدب مع تلك القوالب والمضامین یتمیز بالأصالة والإنسانیة والنظرة إلی الکمال. (أنظرسکرتان،1375، ص11)

وکان الأدباء عند رجوعهم إلی التراث الأدبی الأصیل یطالعون تلك الآثار ویمعنون النظر إلیها حتی یدرکوا أسرار جمال تلك الآثار وسبب تخلیدها. وهم ینجزون هذه العملیة إما بالذوق والتحلیل المباشر وإما بالتحقیق والبحث فی کلام المنظّرین القدماء أمثال ارسطوفي "الخطابة" و"الشعر" وهوراس فی کتاب "فن الشعر".(أنظرالأصفر،1999 ص 7)

وأمّا "کلاسیك" فی اللفظ مصطلح بمعنی عام لا یتحدد لغة ومضموناً ولا یتسنی لنا أن نخصه بمکان أوزمان، أونصفه بمیزات معینة. ومعناه العام هوکل أثر جمیل وعظیم مرَّ بمراحل مختلفة وطویلة فی مسیرته التکاملیة حتی بلغ ذروته فی الجمال والتکامل. وبعبارة أدق هوعمل یقوم علی أساس الأفکار العریقة والعواطف الخالدة بطریقة جادة ومتحکمة ومنسقة ویبتعد عن الفوضی والتوتر والسخافة ابتعاداً کاملاً.ً

فقد أُستخدم هذا المصطلح أول مرّة سنة 1818، ومن ثمّ شاع فی البلاد الأروبیة فی مدة أقل من عشرین سنة شیوعاً کاملاً، علی الرغم من أنه کان موجوداً فی توجه الأدباء والشعراء إلیه والعمل فیه منذ القرن السادس عشر للمیلاد.(نفس المصدر، ص 8)

فلفظة کلاسیك من الناحیة الاشتقاقیة تعود إلی "کلاس " بمعنی الصف والردیف وکل شیء مدرسی ثم صارت صفة لکل أدیب بارع ملتزم بالقواعد. ومن هنا أصبحت تشتمل علی متّبعی الشعراء والأدباء القدماء فی یونان القدیم واللاتین، والکلاسیکیة فی ظهورها کمدرسة أدبیة خاصة مرتبطة إلی حد کبیر بالطبقة الأرستقراطیة آنذاك لأن الطبقة هذه کانت تحب وتثنی علی کل أثر متکامل وجمیل.(انظرسکرتان،1375، ص 9)

وأما جذور الحرکة الکلاسیکیة فترجع اإلی القرنین الثاني عشر والثالث عشر للمیلاد وتتجسد فی ظهور أدباء کبارمثل "دانته " فی کتاب "کومیدیا إلهیة ". فهويبسط نظریة الشعر الکلاسیکی فی هذا الکتاب شارحاً له وموضحاً اکنافه. وبتراك ولوکاشیوفی القرن الرابع عشر أدباء آخرون فکّروا فی الکلاسیکیة وأنتجوا آثاراً کلاسیکیة.( أنظر بریستلی،1372، ص 5)

ومواجهة الأقطاب الحضاریة یعنی الفرانسا والایطالیا ارجعت الفرانسا إلی الأدب الیونانی واللاتینی القدیم، وأسرع هذه الرجعة ظهور صناعة الطباعة وإصلاحات بروتستان.
والشعر الکلاسیکی بظهور مدارس أدبیة مثل کلیمان ماروت سنة (1407-1544)

الشاعرالکبیر وجسر العبور من القرون الوسطی إلی النهضة ومدرسة لیون فی القرن السادس عشر مع أدباء مثل هروت ، وموریس سیف والسیدة لوییس لابی ومن هنا مدرسة رونسار سنة (1585) کان یهدف إلی أهداف عظیمة مثل التطور فی اللغة والقواعد والتجدد فی الموسیقی واستخدام الأساطیر وإدخال أجناس أدبیة مشهورة للیونان کالمأساة، والملحمة والنقد. (نفس المصدر، ص22)

کان یرجح أصحاب هذه المدرسة العقل علی العاطفة ویؤکدون علی الأسلوب الخطابی والتعلیمی فی الشعر، وهم بهذه النظرة کانوا مبتعدین عن الذات ومحبوسین فی آثار القدماء، حتی ظهر مالیرب فی القرن السابع عشر وألقی شرارة التجدد والخروج عن الکلاسیکیة المفرطة فی نفوس البشر، علی الرغم من أنه قد بقی علی الکلاسیکیة فی التطبیق لکنه قد رفض آراء رونسار رفضاً. (انظرهارلند،1382، ص 76)
وقد حدثت فی القرن السابع عشر للمیلاد ردودُ فِعْلٍ علی الأفکار القدیمة فی الأدب والشعر نتج عنها النزاع بین أصحاب الکلاسیکیة وطالبی التجدد.

قد وقع فی هذه الفترة تساؤلات حول الأدب والشعر حتی قیل: لماذا وإلی متی یکون الأدب غارقاً فی التراث الأدبی المندرس ومقلداً لما جاءنا من آثار الیونان واللاتین الأدبیة. فنتج عن هذه النزاعات ظهور فئة متشددة للکلاسیکیة، ولکنّ العوامل المتعددة کتطور وازدهار العلوم الاخری ومواکبة الکنیسة مع المجددین ومسألة الاهتمام بالذات والشخصیة المستقلة فی الأدب والشعر أدّت إلی انتصار المجددین.(انظرفورست،1385، ص35)

ولهذه النزاعات فی البلاد الأروبیة أهمیة خاصة، لأنها علی الرغم من بعض اعوجاجات وانحرافات مثل بروز روح الانفصال عن المسیحیة، مصدر لکل المدارس الأدبیة فی القرن الثامن عشر للمیلاد (أنظرکلیب، 1997، تمهید) ففی نظرة تتصل هذه النزاعات إلی الماضی وتنفذ إلی التکامل والازدهار وفق العصر.

وأما الأدب العربی فقد نقل فی عهوده الذهبیة کل ما کان لدیه من العلم والثقافة والفن إلی البلاد الأروبیة، ویشهد علی ذلك أقوال أمثال بتراك الشاعر الإیطالی وهونکة فی کتاب "شمس العرب تسطع علی الغرب "(هونکة، 1993،ص 399)

وهناك أدباء مثل عبد الحمید الکاتب، ابن المقفع، الجاحظ، التوحیدی، خوارزمی، الحریری، حسان، فرزدق، بشار، أبی العتاهیة، أبی تمام، البحتری، ابن المعتز، المتنبی، المعری، وغیرهم جزء صغیر من هذا التراث الأدبی العظیم.

وقد جرب هذا الأدب فی العهد العثمانی لیلة طویلة وکدرة من الجهالة والجمود الفکری والأدبی. وکان انهیارالعالم الإسلامی من الناحیة السیاسیة والعسکریة فی هذا العهد بمثابة القضاء علی تضلّع المسلمین فی أنحاء العالم.

وعندما سیطر الغرب علی مصادر القوة والثقافة فی العالم أصبح الأدب الشرقی والعربی یشرب من مناهل الأدب الغربی، وهذا التأثر لم یکن فی الأسلوب والتعبیر فقط، بل إنما کان فی المضامین والأغراض وفلسفة الأمور والآثار المنتجة. وتتجسد هذه المسألة فی ظهور مدارس أدبیة هامة مثل الکلاسیکیة، الرومانسیة، والرمزیة والواقعیة.

قد ظهر الأدب العربی الکلاسیکی فی أواخر القرن التاسع عشر للمیلاد والعقد الأول من القرن العشرین تحت عناوین مدرسة الإحیاء، البعث، عمود الشعر، الاتباعی وغیرها.

وتعتبر هذه الرجعة الادبیة نوعاً من الضعف الأدبی، لأن الفقر والحاجة الأدبیة والفکریة تؤدی إلی اللجوء إلی أفکار الآخرین. والجدیر بالذکر أن التقلید فی بدایته تابع لعهد الانحطاط الأدبی یمثله شعراء أمثال خشاب، شیخ حسن عطار، علی درویش والآخرون وهم قد وقعوا فی ورطة السطحیة وضعف التعبیر والعامیة فی الشعر.

ولکنْ هناك شعراء أمثال شیخ ناصیف الیازجی، یوسف الأسمر، محمود سامی البارودی، أحمد شوقی، حافظ ابراهیم وغیرهم، رجعوا إلی العصور الذهبیة للأدب العربی وسطّروا بإبداعهم وحرکاتهم الحیویة، ازدهار الکلاسیکیة فی الأدب العربی (انظرخورشا، ص64)
وقد ساعدت علی ظهور المدرسة الکلاسیکیة فی الأدب العربی التطورات السیاسیة الجدیدة ونفوذ الغرب، والوعي الوطني والشعبي، وظهور التیارات الفکریة المختلفة، والصحف وإحیاء التراث الأدبی القدیم والترجمة والعوامل العدیدة الأخری.

وتمتاز هذه المدرسة الأدبیة بتقیدها بالبحور والأوزان القدیمة، ونظام القافیة الواحدة والأغراض القدیمة مثل المدح والهجاء والفخر والرثاء واستخدام الأسالیب البیانیة المتکررة. (أنظرنعیمه،1975،ص 19)

ومعالجة الموضوعات المتعددة فی القصیدة الواحدة وشعر المناسبات المختلفة مواصفات أخری للقصیدة الکلاسیکیة فی الأدب العربی.

وأما الکلاسیکیة الجدیدة فهی تتصف بالأسالیب البیانیة السائغة بسبب شیوع اللغة الصحفیة، ومعالجة الموضوعات الوطنیة والتعبیر عن وقائع الجوامع ووضع حجر الأساس للشعر التمثیلی فی الأدب العربی، وکما أنّ ظهور قضایا عامة حیال قضایا خاصة من مظاهر الکلاسیکیة الجدیدة فی الأدب العربی.(أنظر ابوشباب، 1988، ص66)

ب- الجمعیات الأدبیة فی الشرق ورفض عمود الشعر

عندما وقف عدد کبیر من الأدباء فی أوروبا عامة وفرانسا خاصة أمام المدرسة الکلاسیکیة ودعی إلی التجدید والابتعاد عن قیود الماضی، کان الشرق یواکبه فی هذا المجال. وهذه المسایرة نتجت فی أصولها عن تطور الأفکار المعاصرة وتأثیر الغرب علیها.

وقد لعب خلیل مطران دوراً اساسیاً فی تقدم الأدب العربی المعاصر من التقلید إلی التجدید ومن الکلاسیکیة إلی الرومانسیة، وهوبرأیی جسر لاتصال الأدب الکلاسیکی بالأدب التجدیدی عند الدیوان وأبولو.(أنظر الطناجی، ص 309 )
یقول مطران وهو یطلب الطیران:

یا ایها الطائر المغنّی
بلا نثیر ولا نظیم
ونحن باللفظ والمعانی
نعجزعن بعض ما نرید
أعرجناحیک یارفیق
اطر وامرح وخلی بال

(هدارة،1994، ص 23)
وهناك قصیدة له مسماة بـ"المساء" تحتوی علی المضامین العصریة الجدیدة مطلعها:
داء المّ فخلت فیه شفائی
من صبوتی فتضاعفت برحائی (الموسی،2000، ص113)

جماعة الدیوان فی مصر

عبد الرحمن شکری، العقاد، والمازنی هم رواد هذه المدرسة، الذین نادوا بالذاتیة والتوجه الوجدانی وتخلص الشعر من القوالب والمضامین المتکررة. وقد ألّف اثنان منهم هما االعقاد والمازنی سنة 1921 للمیلاد کتاب "الدیوان فی الأدب والنقد " یحتوی علی عدة مقالات ذات صبغة ثوریة، داعیَيْنِ إلی الخروج عن قیود الماضی وراسمینِ الآفاق أمام التجدید، والذوق والإبداع عند أصحاب الدیوان یترأسان علی سائر الامور.
وتعد المقتضیات العصریة، قابلیة التغییر فی الأدب والشعر، الاتصال بالخارج، تطور النقد الأدبی فی العالم، الاتجاه المغالی نحوالمیراث الأدبی البالی، ظهور روح التمرد علی أثر الاحتلال والاستثمار وإشاعة التوجه نحوالذاتیة من العوامل الهامة لظهور مدرسة الدیوان فی العهد المعاصر.

الأغراض وطرق العمل:

هم کانوا یدعون إلی أن یکون لمصر أدبٌ عربیٌّ خاصّ ینبعث عن طبیعة الإنسان المستقلة والعریقة. وقد أزالت هذه الجمعیة الأدبیة بمقالات وکتب نقدیة الّفتها، وبالعلاقات الأدبیة المختلفة والإنجازات النقدیة، قدسیّة أصنام أدبیة مثل شوقی، حافظ ابراهیم من جهة، ومن جهة أخری مهّدت الأرضیة لتقدم الأدب والنقد نحوحیاة جدیدة عصریة.

الجذور:

والحقیقة أن لهذه المدرسة الأدبیة بکل النظریات المطروحة جذوراً عربیة وغربیة. وأما جذورها الغربیة فنجدها بسهولة فی القرن التاسع عشر للمیلاد. وترجع جذورها العربیة إلی العصر العباسی تتجلی فی محاولات أبی تمام، ابن الرومی، الآمدی، الجرجانی، الحاتمی وغیرهم. فإننا نری أکثر آرائهم من مثل الوحدة العضویة للقصیدة، التقلید، الإرجاع والإحالة والابتعاد عن الأصل والجوهر والسرقة الادبیة فی أفکار وآثار هولاء الشعراء والأدباء.(أنظر الدسوقی، 1970، ص 271 – هدارة، 1994، ص 24)

آثار جماعة الدیوان بین النظریة والتطبیق:

قد دعی أصحاب الدیوان إلی أمور کالابتعاد عن التقلید، الوحدة العضویة، التجربة الشعریة، الصورة الشعریة،الذاتیة، والمباحث الأخری، فهل التزموا بکل هذه الأمور التی دعوا إلیها؟
قد واجهت جماعة الدیوان علی الرغم من المحاولات الجادة فی سبیل التجدید مشاکلَ لتطبیق هذه الآراء وحذت حذوالشعراء التقلیدیین فی إنشاد مضامین قدیمة مثل المدح، والرثاء، والهجاء والغزل وعلی نفس الأسلوب الشکلی. وربّما تعود هذه المتابعة إلی أنّ لهم حواجز زمانیة أومکانیة من مثل المجتمع والتفکیر الأدبی المسیطر علی البلاد، وکذلك تعوّدهم الذاتیة علی هذه الأمور المتکررة التی کانت تجری علی البلاد منذ القرون.
فینکر العقاد شعر المناسبات ویرفضه لکنه ینشد فی مدح الملك فاروق:

فاروقُ فی البیداء یصحبها
تیهوا بنی البیداء وافتخروا
رفعواالخیام علی السحاب فلا
أسسٌ تطاولها ولا جدرُ
فی طالع الأیام مرتقبٌ
ولسابغ الأنعام مدّخر...

(العقاد، دیوان،1921، ص201)
هناك فی هذه الأبیات مصطلحات تقلیدیة متکررة مثل رفع الخیام، طالع الأیام، الفخر والمضامین الأخری والقوالب القدیمة کلها تنبع من التراث الأدبی القدیم.
فالعقاد یتحدث لنا عن التشبیه الأدبی وإدراک جوهر الأمور ولکنه ینشد:

الماءُ فاضَ علی الجنادل والسواحل والجسور
خلجانه تنساب کالحیات ما بین الصخور
متسابقاتٌ کالسوابق فی مجال مستدیر
والنیلُ مصطفقٌ کمن قد هزّه فرطُ السرور

( نفس المصدر، ص 289)
وکثیراً ما نری المازنی یقع فی شرک التقلید، الأبیات التالیة جزء یسیر منه:
یقول المازنی:

تحدّرَ حتی قلت لیس بمنتهٍ
وأقصرَ حتی قلت جفّت مصادرُه
وقد قال النابغة قبله:
تطاولَ حتی قلت لیس بمنتهٍ
ولیس الذی یرعی النجومَ بآیب
وفی بیت آخر یقول المازنی:
طوی الدهرُ مابینی وبینك من هویً
ولیس لما یطوی مانُك ناشرُ
ویرتبط البیت بما یقول ابونواس ارتباطاً شکلیاً تاماً:
طوی الموتُ ما بینی وبین محمد
ولیس لما تطوی المنیةُ ناشرُ
وهوفی بیت آخر یقلد امرئ القیس الشاعر الجاهلی ویقول:
انّ شفائی عبرةٌ لوهرقتها
ولکنّ جفنی کالبطون العقائم

(القط،،1981ص 140)
وعبد الرحمن شکری أیضاً یُرمی بالضعف والقصور فی آثاره، هوالذی یقول:

ألا یا طائر الفردوس إنّ الشعر وجدان
وفی شدوك شعر النفس لا زورٌ وبهتانُ
یقول فی البیت:
لعمرک ما ادری أتلک أزاهر
مفتحة أم قد رأیت الأمانیا
کما یقول معن بن اوس:
لعمرک ما أدری وإنی لأوجل
علی أیّنا تغدوالمنیة أوّل
وفی مکان آخر یقول:
کفی بنفسی داء أننی رجلٌ
أخشی الحیاةَ وأقلی سطوةَ الأجل
یشابه قول المتنبی فی بیته:
کفی بجسمی نحولاً إننی رجل
لولا مخاطبتی إیاک لم ترنی

( نفس المصدر، ص 147)
ونری أنه فی مجال التشبیه یقع کما وقع العقاد والمازنی فی التقلید حیث یقول:

ولیلة کشعاع الحزن داجیة
لا أستعیذ بها إلا من الأرق
جاءت بأغید یفری اللیل عن وضح
من وجهه کطلوع البدرفی الغسق

(نفس المصدر،ص167)
وهناک کثیر من الشواهد تدلنا إلی أنهم قد خرجوا عن المبادئ التجدیدیة التی نادوا بها وبهنواعلیها. وعلی هذا الأساس قد واجهت جماعة الدیوان فی مسیرتها التکاملیة مشاکل فی تطبیق نظریاتها، وربّما هذه الحواجز تعود الی طبیعة هذه المسیرة.

وعلی أیة حال هم أرادوا بتألیف هذا الکتاب أن یمحوا من الأذهان ذلك التفکیر الخاطئ فی إقامة الأدب الوطنی علی أساس التراث القدیم ویشیروا إلی أن الأدب فی سجن القیود الجافة والمضامین المندرسة والمتکررة لن يستطیع أن يواجه الآداب الأجنبیة الأخری.(أنظر أمین، ص 191)

فلذلك ینتقد العقاد والمازنی شعراء أمثال شوقی، حافظ ابراهیم وکتّاباً مثل المنفلوطی نقداً شدیداً. وعلی الرغم من وجود بعض التطرف فی الأسالیب النقدیة لدیهم، قد طَرقت هذه الآراء النقدیة فی نقد الشعراء الکلاسیکیین بصورة تطبیقیة فکانت هی کحجر أساس لتطور النقد فی الأدب العربی المعاصر. ویری الأستاذ عبد المنعم الخفاجی فی کتابه "الأدب العربی الحدیث " أن ظهور الأدب العربی المعاصر یتزامن مع سنة 1921 السنة التی نشر فیها کتاب الدیوان.
جماعة آبولو

عندما کانت الظلمة والجهالة قد ملأت مصر وشحنت الوقائع قلوب أناسها من الغضب والاشمئزاز، أسّس الدکتور أحمد زکی أبوشادی مع عدید من الأدباء والشعراء مثل أحمد شوقی، علی محمود طه، ابراهیم ناجی، أحمد محرم وغیرهم ذوی الاتجاهات والمذاهب المختلفة جمعیةً أدبیة تسمّی آبولووتهدف إلی أغراض هی ارتقاء حیاة الشعر و\الشاعر، والمسایرة مع النهضات العلمیة والأدبیة الأخری. ودعت الجمعیة إلی الرومانسیة وذلك بالتأثر بالآداب الأروبیة وبالتبعیة عن خلیل مطران وبالعلاقات الأدبیة المباشرة وغیر المباشرة مع جماعة الدیوان.

وتتمیز رومانسیة آبولوبمیزات کبساطة التعبیر، رفض التقلید، التوجه نحوشخصیة الشاعر المستقلة والتحرر عن الأسباب المادیة والغلوفی حب الطبیعة. (انظر الکتانی،1982، ج1، ص425)

وتأثرت جماعة آبولوفی رومانسیتها بالغرب ونظرت إلی الأمور نظرة ثقافیة وذاتیة مبتعدة عن المزلات بلا طائلة.

ینشد أحمد زکی أبوشادی فی قصیدة تحمل عنوان "أقصی الظنون":

أقصی الظنون وجودی أصله عدم
ومن عجیب وجودی لیس ینعدم
فی ذمة الصمات الماضی البعید وما
تخفی العصور هدیً هیهات یغتنم

(أبوشادی،1926، ص 300)
ومن الناحیة الشکلیة والالتزام بالقافیة المحددة والتفعیلات، تقرّبت الجماعة من التحرر، یقول حسن کامل الصیرفی فی قصیدة "اللغز":

أنا الروض، لکن أنکرتنی جداوله
أنا الغصن، لکن باعدتنی بلابله...
فصوّح هذا الروض وانکسر الغصن
وأصبح هذا الأفق تجهله العین
أین خریر الماء؟
أین الجداول؟

( الصیرفی،1934، ص 10)

المعطیات النظریة النقدیة والأدبیة للجماعتین

قد وقف أصحاب الدیوان وآبولومنذ نشأتهما أمام القصیدة العربیة الکلاسیکیة، فکان خروجهم عن عمود الشعر الکلاسیکی فی عدة جوانب هی:

1)فی الشکل: إنّ جماعة الدیوان وآبولوقد ثارتا علی نظام القصیدة الطویلة ذات النسق الواحد وتوجهتا نحوشعر المقطوعات وشعر التوشیح وشعر تعدد الأصوات کما ثار أعضاؤهما علی نظام القافیة الواحدة فنوّعوا فیها وألغوها أحیاناً.(أنظر خفاجی، عباس محمودالعقاد بین الصحافة والأدب، ص 293)

2)فی المضمون: تمرّدوا فیه علی ضیق المعانی المتناولة ومحدودیة إطارها،کما ثاروا علی عدم تعبیر الشاعرعما یراه فی الوجود والمجتمع من نقص وتناقض ودعوا إلی التعبیر عن هذه الأشیاء وضرورتها، ووقفوا أمام استخدام الشعر فی بیان الموضوعات التاریخیة، و\رفضوا التفاهة التی غلبت علی الحیاة والشعر کما رفضوا شعر المناسبات ودعوا إلی الخیال و\العاطفة المرهقة فی الشعر وإدراك الجوهر فیه وقالوا إنّ للشعر قیمة إنسانیة ولیس قیمة لسانیة فعبّروا عن المواقف الشخصیة والمشاعر النفسیة وثاروا علی الغموض فی الشعر وفساد المعنی.

3) فی البناء: قد رفض أعضاء هاتین المدرستین التفكك الذی یجعل القصیدة مجموعة مبدّدة ومتشققة لا تربطها الوحدة العضویة الصحیحة فنادوا بها. (انظرهدارة،1994، ص 341)
وعلی أساس هذه المیزة ینبغی أن تکون القصیدة عملاً فنیاً تاماً یکمل فیه تصویر خاطر أوخواطر متجانسة کما یکمل التمثال بأعضائه، والصور بأجزائها، واللحن الموسیقی بأنْغامه، بحیث إذا اختلف الوضع، أوتغیّرت النسبة، أخلّ ذلك بوحدة العمل الفنی، فإنّ القصیدة عندهم کالجسم الحی یقوم کل عنصر من أعضائه بوظیفته الخاصة، ولا یمکن الاستغناء عنه أبداً. وطبعاً بوجود الوحدة العضویة فی القصیدة یبطل تعدد الأغراض فیها وتنتفی تلك المقدمات فی مطالع القصیدة سواء کانت غزلیة أم طللیة أم خمریة.

فإنّ الوحدة العضویة التی دعا إلیها العقاد ورواد مدرستی الدیوان وآبولوقد غیرت بناء القصیدة تغییراً کاملاً، بحیث ذهب منها الحشووالتفكك والانتقال والاستطراد وخلت من تناقض المعانی واضطراب العواطف والمشاعر النفسیة وأصبحت القصیدة حیة تعبّر عن الذات والوجدان.
3)فی اللغة: ثار أعضاء المدرستین علی ما سُمّی بلغة الشعراء والقاموس الشعری، ودعوا إلی تحریر اللغة الشعریة من القوالب الجافة والأسالیب القدیمة ونادوا بضرورة التعبیر عن المضامین الجدیدة بلغة قادرة علی التحلیل والترکیب، فهم غیّروا ذلك المعجم المهجور والمبتذل واستخدموا معجماً آخر مستعملاً فی المجتمع والحیاة لیقرب العمل الشعری من حرکة العصر وتأمل الفکرة وإثارة الوجدان.

نظرة علی الآراء النقدیة الخاصة لجماعة الدیوان وآبولو

قضیة التشبیه: الشاعر فی رأیهما هومن یشعر بجوهر الأمور ولیس من یعددها ویحصی أشکالها وألوانها، والشاعر هوالذی یکشف عن حقیقة هذا الشيء وعن لبابه وصلته بالحیاة وصلة الحیاة به. فإنما الابداع هوإدراك حقیقة الأمور، وعلی هذا الأساس اُنتُقد أحمد شوقی بسبب بعض صور التشبیه فی شعره.

الطبع والصنعة: وقد وجب فی آرائهما أن یتحرر الأدب من الصناعة اللفظیة، وأن یکون المضمون هوالذی ینبغی أن یهتم به الأدیب، ولهذا قد اُتّهم المنفلوطی بالصنعة والتکلف فی التعبیر وعدم جریه مجری الطبع والذوق.

الوحدة العضویة: قد شرحناها فیما مضی من المقال. فعِیب علی بعض الشعراء الکلاسیکیين عدم وجود الوحدة العضویة فی إنتاجاتهم وحبسهم فی قیود الماضی.

صدق الوجدان: نادی أصحاب الدیوان وآبولوإلی أن یکون الشعر ترجمان النفس والوجدان والعاطفة مع الخیال المجنح، دون أن یکون الشاعر مشغولاً بغیره وهویردد أقوال السابقین ویقلد معانیهم ومضامینهم. والشعر عند هذه الجماعة هوما یجعلك تحس عواطف النفس إحساساً عمیقاً وتعبّر عن تلك الأحاسیس.

التجربة الشعریة: یقول العقاد فیها ویتبعه الآخرون " إن المحكّ الذی لایخطئ فی نقد الشعر هوإرجاعه إلی مصدره، فإن کان لا یرجع إلی مصدر أعمق من الحواس فذلك هوشعر القشور والطلاء، وإن کان یلمح وراء الحواسّ شعوراً حیاً، ووجداناً تعود إلیه المحسوسات، کما تعود الأغذیة إلی الدم، ونفحات الزهر إلی عنصر الطبع ".(خفاجی، عباس محمودالعقاد بین الصحافة والأدب، ص 329)

فهویدعوإلی أن تکون القصیدة معاناة شخصیة عاشها الشاعر فلا تحمل أی أثر من التقلید، والشاعر عنده هومن یشعربجوهر الأشیاء ویدرك فحوی الأمور ولاقشورها وظاهرها. والتجربة الشعریة هی تجربة الشاعر وحده ولیس تجربة أحد سواه، ومن ثَمّ یبتعد عنها التقلید والأخذ أوالسرقة. وعلی هذا تکون التجربة الشعریة جزءاً من أجزاء البناء العام للقصیدة المعاصرة بکل ما فیها من عناصر العاطفة، والحس، والعقل، والخیال والموسیقی.

الصورة الشعریة: تُلقی العناصر الموجودة فی القصیدة مثل الوحدة العضویة، صداقة الوجدان، التجربة الشعریة بکل اجزائها تصویراً خیالیاً فی ذهن السامع. وتنتج هذه الصورة عن التناسق المطلوب بین تلك العناصر.

ج ـ الجمعیات الأدبیة فی الغرب (المهجر) وطرد عمود الشعر
الرابطة القلمیة والعصبة الأندلسیة فی الأدب والنقد:

لقد هاجرکثیر من اللبنانیین بأسباب مختلفة بعد الصراعات الحادثة سنة 1860 وقطنوا فی أمریکا الجنوبیة والشمالیة. وهم مارسوا فی هذه البلاد أعمالاً أدبیة أثّرت علی الحرکة التکوینیة المتکاملة للأدب والنقد، ومن هنا أسّسوا الرابطة القلمیة فی أمریکا الشمالیة والعصبة الأندلسیة فی أمیرکا الجنوبیة.

فتشکّلت الرابطة القلمیة بواسطة أدباء أمثال عبد المسیح حداد، جبران خلیل جبران، رشید أیّوب ومیخائیل نعیمة سنة 1920 فی نیویورك وکانت ترمی إلی أهداف هامة. (أنظر خفاجی، دراسات فی الأدب العربی الحدیث ومدارسه، ص 326)

وهم أدرکوا السلاسل التی تحبس النفوس وتجعل الشعر عقیماً واعتقدوا أنّ کل هذه الامور یعود إلی التقلید.

وقد أدّی الامتزاج بین الثقافتین العربیة والغربیة إلی ظهور ثقافة جدیدة أخری أثرت علی تطویر الأدب والشعر تأثیراً کبیراً، وعلاوة علی هذا قد بعث التمییز العنصری والقومی والعوامل الأخری علی انعزال الشعراء عن المجتمع والتجائهم إلی أحضان الطبیعة. وهناك مسائل أخری کالابتعاد عن الأوطان الأصلیة، والحریة بمعناه الغربی، والحیاة المادیة البحتة والطبقیة الموجودة فی البلاد الغربیة کلها قاد إلی أن تختلف رومانسیة أدباء المهجر عن نظرائهم فی المدارس الأدبیة الشرقیة.

تجدر الإشارة إلى أن کل هذه التفاعلات سواء کان فی الشرق أوفی الغرب وعلی الرغم من بعض الفروق فی طریقة النظرة والسلوك، قد وقعت فی مواجهة الکلاسیکیة وذلك فی معظمه بالاتصال مع الغربیین.

یدخل فی شعرالشعراء المهجریین الضعف اللغوی والاضطراب فی الأسلوب البیانی والأخطاء العروضیة، وهذه الأمور هی التی لفتت أنظار النقاد والأدباء لینقدوا آثارهم نقداً شدیداً. ( أنظر أمین، ص 315)

سوف تظهرأفکارهم بوضوح عند الرجوع إلی کلام نعیمة عندما یقول " إنّ شأننا مع ضفادع الأدب لشأن والله غریب عجیب، یطالعون ما نکتب فیقولون: "نعمّا الأفکار ونعمّا العواطف، ونعمّا الأسلوب، لکن...اللغة " کأننا فیما نکتب أوننظم نلقی علیهم دروساً فی اللغة وکأنّ لا همّ لنا من النظم إلا أن نتحاشی الخطف والإشباع، واستعمال "تحمم" بدلاً من "استحم". فی الأدب العربی الیوم فکرتان تتصارعان: فکرة تحصر غایة الأدب فی اللغة، وفکرة تحصر غایة الأدب فی الأدب..." ( نعیمه،1975، ص 98)

ومن أهم الخصائص الشعریة لدی المهجر الشمالی هی: الحرص علی الوحدة العضویة، والتجدید فی الأوزان والقوافی، والصورة الشعریة فی القصیدة، وإکثار الشعر الرمزی والقصص الشعری والمطولات القصصیة والقصص النثریة فی الشکل والحنین إلی الوطن والإحساس بالغربة والأشعار التأملیة والذاتیة والتعمق فی أسرار الکون وأسرار النفس البشریة والقول برسالة الشعر الإنسانیة، والمیل إلی الطبیعة واللجوء إلیها، أخیراً التعبیر عن مشاعر الحریة الدینیة وظهور الشعر القومی العربی نتیجة إحساسهم بالتساند فی البلاد الغربیة من ناحیة المضمون.

ولقد عالجت العصبة الأندلسیة فی امیرکا الجنوبیة بأدباء ونقاد مثل فوزی المعلوف، حبیب مسعود، إلیاس أبوشبکة والآخرین، الأدب والشعر فی الاتجاهات المختلفة والاسالیب المتنوعة، ولکنّ الاتجاه الرومانسی هوالاتجاه الغالب لدی العصبة الأندلسیة.

کتاب الغربال والنظریات الأدبیة والنقدیة

یذکر میخائیل نعیمة رائد الادب والنقد فی المهجر فی کتابه الغربال قسماً من أهم الموازین النقدیة. وعلی الرغم من وجود الجوانب الإیجابیة الکبیرة فی هذا الکتاب یعاب علیه فی عدة جوانب فنلقی نظرة عابرة إلی مضامین الکتاب وما یشوبه من العیوب.

یقول نعیمه فی بدایة الکتاب " إنی عرفت الیوم بالحس ما کنت أعرفه امس بالرجاء. عرفت أن مصر مِصْران لا واحدة، مصر تری البعوضة جملاً والمورة جبلاً، ومصر تری البعوضة بعوضة، والمورة مورة. مصر لها میزان بکفة واحدة، ومقیاس بطرف واحد، مصر لها میزان بکفتین، ومقیاس بطرفتین "( نفس المصدر، ص 207)

ویتوضح تماماً أن نعیمه یقصد من مصر الأولی جماعة عمود الشعر ویدیم أن مصر الثانیة مصر مستیقظة وموقظة تنقد الأولی وتناقشها، وهی جماعتا الدیوان وآبولواللّتان تأبيان أن تتناولا غذاءهما الأدبی من القدماء ومن أدبهم دون أیّ إبداع وإظهار لشخصیة مستقلة مبتکرة.
ثم یذکر نعیمه فی قسم آخر من الغربال " یا ویل الشعر، وا حرب الشعراء إذا کان ناظم هذه الأبیات أمیرهم " ( نفس المصدر، ص 214)

لله ریشة صادق من ریشة
تزری طلاوتها بکل جدید
کَستِ الکتابة فی المسارق کلها
حسناً وفکّتها من التقیید
تهذی بحسن الخط کل مقصر
وتمدّ فی الإحسان کل مجیدِ
وتکاد تحیی مؤنساً بصریرها
وتقول أیام ابنة مقلة عودی

ویشیر میخائیل نعیمه فی کتابه الغربال الی التفكك، والإحالة، والتقلید، والولوع بالأعراض دون الجوهر فی منظومات شوقی ویری أن العقاد والمازنی فی الصواب ولهما الحق وإذا خفی الیوم فلن یخفی غداً.

یعتقد نعیمه أن السر فی ثبات الإنسان فی مواجهة الطبیعة هوالروح غیر الفانیة فی وجود الإنسان، وهذه قوة ترفعنا علی الحیوانیة، وکل ما نکتب وکل ما نفعل لیس إلا تفتشاً عن أنفسنا فی تصویر الجمال، وإن سعینا وراء الجمال لنصوّره ونکتبه فإنّما نحاول ونسعی وراء أنفسنا وهوینتج منه أن الأدب لیس إلاّ رسولاً بین نفس الشاعر اوالکاتب ونفوس الآخرین.
فلکل شیئ قیمتان، مادیة ومعنویة وأما القیمة المادیة فنقیسها بحسب حاجاتنا الجسدیة، وأما الروحیة فبحسب حاجاتنا الروحیة، وهناك فی الحیاة ما لیس له إلا قیمة روحیة، منها الفنون والآداب.

ولا تزال النفوس الإنسانیة تتطور ویزیدها الزمن تقدماً وتطوراً فلا تقدر الموازین المندرسة المتکررة أن تطفئ عطشها، ویجب علی الأدیب فی إنتاجه الأدبی أن یجعل هذه الحاجة إلی الموازین الجدیدة نصب أعینه حتی لا یکون عمله الفنی عبثاً بلا طائل.

وفی قسم آخر من الکتاب یتساءل میخائیل نعیمة " أولیس فی اللغة من أزیاء لا تعتق مع الزمان ولاتزیدها الأیام إلا جمالاً وهیبة ".( نعیمه، 1975، ص 68)
فما سر ذلك؟ وما الذی یحفظ الأدب ویجعله خالداً لا یشوب علی مرّ العصور؟ وعلی هذا یجب أن یکون فی الأدب ما یتعدی الزمان والمکان.

وهناك مقاییس أدبیة تجعل الأدب خالداً وتنبع هذه المقاییس من حاجات النفس الإنسانیة وهذه الحاجات هی:

1- حاجتنا إلی الإفصاح عن کل ما ینتابنا من العوامل النفسیة من رجاء ویأس وفوز وإخفاق وغیره
2- حاجتنا إلی نور نهتدی به فی الحیاة لیس من نور نهتدی به غیر نور الحقیقة، حقیقة ما فی أنفسنا
3- حاجتنا إلی الجمیل فی کل شیء، وفی الروح عطش لا ینطفئ إلی الجمال
4- حاجتنا إلی الموسیقی، ففی الروح میل عجیب إلی الأصوات والألحان لا ندری کنهه. فهی تهتز لقصف الرعد وخریر الماء ولحفیف الأوراق ولکنها تنکمش من الأصوات المتنافرة وتنبسط بما تآلف منها.

أما العقاد فی مقدمة الکتاب فینقد هذه المقاییس کما ینقدها عمر الدسوقی

(انظرالدسوقی،1970، ص 246) والکثیر من الأدباء والنقاد، ویرمونه بالضعف وینکرون جامعیة هذه المعاییر. وهم برأي الباحث لیسوا مخطئین فیما یرمون.

فإننا بالنظرة العابرة علی الکتاب سوف نری أن نعیمة قد بالغ فی جوانب من الأدب وترك جوانب أخری وهی هامة جداً، الجوانب التی تشتمل علی الأسلوب والتعبیر واللغة والنحووما إلی ذلك.

هویتحدّث عن الجمال ولکنه نسی أن اللغة والأسلوب التعبیری عناصر أساسیة تطلبها النفوس وکما أن البحوروالتفعیلات من عناصر الموسیقی فی الشعر.

وهوفی بحثه عن الشعر وغایته یقول إن الشاعر هونبی وفیلسوف ومصور وموسیقی وکاهن، ویشرح لهذه الکلمات قائلاً إن الشاعر نبی لأنه یری أشیاء لا یستطیع أن یراها کل إنسان، وهومصور بسبب أنه یصوّر ما یراه ویجعله فی قوالب جمیلة من الصور، وموسیقیّ لأنه یسمع أصواتاً متوازیة لا نسمعها نحن، وهویری الحیاة کلها ألحاناً محزنة أومطربة، وأخیراً الشاعر کما یری میخائیل نعیمه کاهن لأنّه خادم لإله وهولیس إلا الجمال والحقیقة والجوهر، ویضیف أن الشاعر لیس النظّام، والشاعر هوالذی یسقی قلمه من قلب خفاق ومن روح هائجة ونفس نابضة. فهذه الآراءعلی الرغم من وجود بعض الجوانب الخاصة للکاتب تنطبق علی ما تراه جماعة الدیوان وآبولو، لأن النفس المشترکة بین البشر هی المحور الأساس لکل أثر أدبی وعمل فنی.

وقد کتب العقاد مقدمة لکتاب الغربال ویری فی بدایة المقدمة " إنه صفاء فی الذهن، واستقامة فی النقد وغیرة علی الإصلاح، وفهم لوظیفة الأدب، وقبس من الفلسفة، ولذعة فی التهکم ".( نعیمه،1975، ص 5)

وأما الخلاف الذی یشیر إلیه العقاد فی هذه المقدمة وکتبه الأخری فهوأن المؤلف یری العنایة باللفظ فضلة لا تعتبر ویحلّ للکاتب أوالشاعر أن یخطئ ولا یزال الغرض الذی یرمی إلیه مفهوماً، واللفظ مفیداً. والعقاد یرفض هذه الرؤیة ویعدلها وینقحها " فرأیی أن الکتابة فن، والفن لا یکتفی فیه بالإفادة ولا یغنی فیه مجرد إفهام. وعندی أنّ الأدیب فی حلّ من الخطأ فی بعض الأحیان ولکن علی شرط أن یکون الخطأ خیراً وأجمل وأوفی من الصوا ب، وأن مجاراة التطویر فریضة وفضیلة، ولکن یجب أن نذکر أن اللغة لم تخلق الیوم فنخلق قواعدها وأصولها فی طریقنا ".( نفس المصدر، ص 10)

ولذا ندرك أن العقاد یعتقد بالتجدید ولکنه لا یری التجدید فی اللجوء إلی تحطیم اللغة وقواعدها وأصولها الثابتة، وإنّ الذین یحاربون الشعر القدیم ویریدون تحریره، یجب أن لا یکون التحریر من الوزن والقافیة واللوازم الموسیقیة، فیهاجم العقاد الابتذال والعامیة والسوقیة، وهویری أن الشعر "فن یجب أن ترتفع الأذواق إلی مستواه، لا أن ینزل هوإلی مستوی الناس ". ( خفاجی، دراسات فی الادب العربی الحدیث ومدارسه، ص 39)

وعلی الرغم من وجود بعض العیوب التی یوردها العقاد والآخرون علی هذا الکتاب، هناك جوانب من الإبداع والابتکار فی مقاییسه النقدیة والأدبیة لا تتنصل أبداً، الجوانب التی سوف تبلغ ذروة الکمال فی الآثار الادبیة وتسبب تخلیدها علی شرط المسایرة مع الموازین الأدبیة الأخری.

ویقول العقاد فی نهایة المقدمة "إنّ بین أیدینا الآن لهدیة من أنفس هدایا تلك الحریة المبارکة وروحاً من الحیاة تهب علی مقاییسنا الآلیة البالیة، فلنفهمها مخلصین ولنتقبلها شاکرین معجبین ".( نعیمه،1975، ص 12)

د ـ مسیرة تطور الأدب فی مجيء الرومانسیة والرمزیة والواقعیة علی التوالي

وقد حدثت ثورات علی الکلاسیکیة التقلیدیة، ونتجت عنها منافذ جدیدة لأفکار ورُؤی الأدباء والنقاد ومن ثم تعددت الاتجاهات الفنیة المختلفة فی ساحة الأدب والنقد.

ومن النتائج الأولیة للوقوف فی وجه الکلاسیکیة هی الرومانسیة والتوجه نحوالوجدان والتمرد علی الحواجز المانعة للوصول إلیه، فلم یکن الهدف الأساس والأصلی للرومانسیة هوالخروج عن النظام القاعدی وعن القیود الجافة من مثل الوزن والقافیة والروی وتفضیل العاطفة، بل إنما کان الهدف الأساس لها الرفض لکل ما کان یحول دون الحریة والحرکة.

وقد واجه أصحاب الرومانسیة مشاکل عند تحقیق أهدافهم فی إظهار الذات والوجدان فی المجتمع الذی سیطرت علیه العقلانیة، وقادت هذه المسألة إلی أن یغوص شعراء هذا الاتجاه فی عالم الخیال المؤلم ویخلقوا عوالم زمنیة ومکانیة خاصة فی آثارهم.

فقد توغّلت فئة فی الذاتیة التی هی أبرز الخصائص الرومانسیة، واعتقدت تلك الفئة أن العقل لا یستطیع أن یدرك تفاصیل الحقائق ومن ثَمّ ترکوا السیاسة والاجتماع وفضّلوا العزلة. وشعرهم یمتاز بالموسیقی الخلابة والجمال المثالی.

وأمّا الرمزیة الناتجة عن ذلك التوغّل فهی تعبیر عن الحالات المعقدة والعمیقة للنفس علی قدر ما تستطیع اللغة والخیال أن تصورها وترسم جوانبها. وبعبارة أخری عملیة معقدة للتعبیر عن الحالات النفسیة المرکبة بواسطة الخیال الخلاّق.(انظر مندور، ص 82)

وظهرت الرمزیة فی النصف الثانی من القرن التاسع عشر فی الغرب، وشوهدت فی النصف الثانی من القرن العشرین فی الأدب العربی، فلم یکن فی بدایة الأمر إلا تقلیداً لشعراء الغرب المشهورین.

وحاول فی أوّل مرة شعراء من آبولوأن ینشد الشعر فی هذا الاتجاه الادبی، ولکنّهم ما أنجزوا إلاّ نجاحات یسیرة فی إنتاجات شعراء مثل "بشر فارس". وهناک شعراء أمثال"سعید عقل" و"معین بسیسو" و"أدونیس" قد وصلوا إلی مراحل من التقدم والتطور فی توسیع الاتجاه الرمزی.( أنظر الجندی، ص 448)

وما یستنتج من دراسة الآثار الرمزیة لدی الشعراء والادباء هوأنّهم خلقوا أکثر آثارهم الأدبیة علی أساس الشعر الحر وعلی التحرر من البحور والأوزان. ولکنّ التحرر من الوزن والقافیة والبحور لا یعنی عدم وجود الموسیقی فی هذه الآثار، بل إنّما کانت هذه الإنتاجات الرمزیة تتسم بالموسیقی الرنانة والخلابة.

وترجع الموسیقی الموجودة فی هذه الآثار إلی سببین هما: السبب اللفظی والسبب المعنوی. وأما الموسیقی اللفظیة فهی استخدام التفعیلات المتشابهة والمتوازنة فی الشعر، والموسیقی المعنویة هی الارتباط الموجود فی الألفاظ والقوالب مع المعنی والمضمون، وهی التی تثیر السامع من دواخله، وبهذین السببین تتبادر ألحان خاصة فی ذهن السامع.

أضیع، أرمی للضحی وجهی وللغبار
أرمیه للجنون
عینای من عشب ومن حریق
عینای رایات وراحلون

( احمد سعید (ادونیس)،1971، ص 364 )

فقد أدی التوغل فی الذات والإغراق فیه إلی الحصر فی دائرة «الأنا» ومن ثمّ ابتعاد کثیر من الأدباء عن هذا الاتجاه الفنی، فظهر الاتجاه الواقعی کردة فعل علی هذه الظاهرة حتی یقوم بمشاکل البشر.

ما استطاعت الرومانسیة فی ذروة رقیها أن تحول دون نموبذور الاتجاه الواقعی وإن کان هذا النموتدریجیاً.

والرومانسیة نفسها کانت تدعوإلی إدخال المحسوسات فی الفن، وهذه المسألة أثَّرت علی تطویر الواقعیة فی الأدب أیضاً. إن الأدب الواقعی الذی ظهر بعد الرومانسیة - بالنظر إلی مضامینه الجدیدة - لم یکن یتناسب مع القواعد والأصول الشکلیة القدیمة للشعر، فمال نحوالشعر الحر أوالشعر الجدید ووجد فی هذا النوع من الشعر مجالاً مناسباً للمضامین الجدیدة لأنّ الواقعیة بأساسها کانت ترمی إلی حلول لمعاناة البشر ولیس غیر.

وقد تبلور التوجه نحوالواقعیة من اُخریات القرن العشرین (أنظر أبوشباب،1988، ص 267) ولایزال ینموویتطور، وهناك شعراء أمثال صلاح عبد الصبور، عبد الوهاب البیاتی، محمد الفیتوری، بدر شاکر السیاب، توفیق زیاد، محمود درویش والآخرون، قد وقفوا بالتزامهم بهذا الاتجاه الفنی وبالنظر إلی الأصول والعناصر الأدبیة والشعریة الهامّة أمام الظلم والغطرسة والاستعمار والاستثمار.

النتائج:

وقد استطاع الأدب العربی المعاصر بعد المعاناة الکبیرة أمام الکلاسیکیة مع کل ما حدث فی مجال الشعر الحر والشعر الحدیث، وبمطالعة إنتاجات الغربیین وجهد الأدباء والنقاد فی الشرق والغرب و\فی توالی الاتجاهات الأدبیة مثل الرومانسیة والرمزیة والواقعیة وحدوث التطورات المختلفة فی شکل الشعر ومضمونه أن یحصل علی کثیر من العناصر المفقودة فی الشعر من مثل التجربة الشعریة، والشخصیة المستقلة، والصورة الشعریة، والوحدة الشکلیة والموضوعیة، والموسیقی الداخلیة، وبرأی الباحث أنّ الوحدة العضویة أوالانسجام الأفقی والعمودی فی الشعر هی من أهم المعطیات الجدیدة للأدب العربی المعاصر، التی تجعل القصیدة جسماً حیاً یقوم کل عضومن أعضائه بوظیفته الخاصة ولا یمکن الاستغناء عنه أبداً. وهذه الظاهرة المنظّمة تتمتّع بالموسیقی الداخلیة وإیقاع الألحان المرکبة الهامسة.

والأخیر أن الأدب العربی المعاصر بکل ما لدیه من القوة یمارس تجربة کبیرة، وتلك التجربة هی التجدید والحداثة، فعلینا أن نطوّل له حتی یثبت قدرته وأصالته.

المصادر

1- ابوشادی، احمد زکی، دیوان الشفق الباکی، المطبعة السلفیة، مصر، 1926م
2- ابوشباب، واصف، القدیم والجدید فی الشعر العربی الحدیث، دار النهضة العربیة، بیروت، 1988م
3- احمد سعید، علی (ادونیس ) الآثار الکاملة، دار العودة، بیروت، 1971م
4- الاصفر، عبد الرزاق، المذاهب الادبیة لدی الغرب، اتحاد کتّاب العرب، دمشق، 1999م
5- امین، عز الدین، نشأة النقد الادبی الحدیث فی مصر، دار الکتاب المعاصر، القاهرة
6- بریستلی، جی – بی، سیری در ادبیات غرب، ترجمة ابراهیم یونسی، مطبعة امیر کبیر، طهران، 1372ش
7- الجندی، درویش، الرمزیة فی الادب العربی الحدیث، دارنهضة مصر، القاهرة
8- خفاجی، محمد عبد المنعم، دراسات فی الادب العربی الحدیث ومدارسه، دار الجیل، بیروت
9- نفسه، عباس محمود العقاد بین الصحافة والادب، مکتبة الانجلوالمصریة، القاهرة
10- خورشا، صادق، مجانی الشعر العربی الحدیث ومدارسه، انتشارات سمت، طهران
11- الدسوقی ،عمر،فی الادب الحدیث، دار الفکر العربی، بیروت، 1970م
12- سکرتان، دمینینگ، کلاسیسیزم، ترجمة حسن افشار، نشر مرکز، طهران، 1375ش
13- الصیرفی، حسن کامل، دیوان الالحان الضائعة، القاهرة، 1934م
14- الطناجی، طاهر، حیاة مطران، الدار المصریة العامة للتألیف والترجمة، مصر
15- العقاد، عباس محمود والمازنی، عبدالقادر، الدیوان فی الادب والنقد، مطبعة السعادة، مصر، 1921م
16- العقاد، عباس محمود، الدیوان، الهیئة المصریة العامة للکتاب، مصر
17- غرگان، رحمن، مقوّمات عمود الشعر الاسلوبیة فی النظریة والتطبیق، اتّحاد الکتّاب العرب، دمشق 2004م
18- فورست، للیان، رمانتیسم، ترجمة مسعود جعفری، نشر مرکز، طهران، 1385م
19- القط، عبد القادر، الاتجاه الوجدانی فی الشعر العربی المعاصر، دار النهضة العربیة، بیروت،1981م
20- الکتانی، محمد، الصراع بین القدیم والجدید فی الشعر العربی الحدیث، دار الثقافة، مصر، 1982م
21- کلیب، سعد الدین، وعی الحداثة ( دراسات جمالیة فی الحداثة الشعریة )، اتحاد الکتّاب العرب، دمشق، 1997م
22- المندور، محمد، محاضرات فی الادب ومذاهبه، معهد الدراسات العربیة العالیة، القاهرة
23- الموسی، خلیل، قراءات فی الشعر العربی الحدیث، اتحاد الکتّاب العرب، دمشق، 2000م
24- نعیمة، میخائیل، الغربال، مؤسسة نافل، بیروت، 1975م
25- هارلند، ریجارد، درآمدی تاریخی بر نظریة ادبیات از افلاطون تا بارت، هیئة ترجمة شیراز، نشر چشمه، طهران، 1382ش
26- هدارة، محمد مصطفی، بحوث فی الادب العربی الحدیث، دار النهضة العربیة، بیروت، 1994م
27- هونکة، زیغرید، شمس العرب تسطع علی الغرب، ترجمة فاروق بیضون وکمال الدسوقی، دار الجیل، بیروت، 1993م

 الاستاذ المشرف: الدکتور امیر محمود انوا، الاستاذ المشرف المساعد: الدکتور محمود شکیب
جامعة علوم وتحقيقات
 سید سلیمان سادات اشکور: طالب الدکتوراة بجامعة آزاد الاسلامیة علوم وتحقیقات بطهران.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى