الجمعة ٢ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠٠٩
بقلم أيمن اللبدي

الأقصى وداعاً....

أشقى بكَ الفِكْرُ ما أَرْزى بكَ الزمن ُ
عَينٌ تُحاذِرُ ، أخرى هَمُّها الوَطَنُ
عاصرتَ فَيْضاً وَدارَ الحقُّ دَوْرَتَهُ
جِرابُ حظِّكَ في غُدواتها الإحَنُ
يا مسجدَ اللهِ لَمْ تُنْصِفْكَ وارِثَةٌ
وَلَمْ تخَُيَّرْ وأَمضَتْ حُكْمَها السُّنَنُ
غُثاءُ سَيْلٍ وَلوْ كابرتَ مِنْ جَزَعٍ
إمّا انتظرتَ فَسلوى نِصْفُها الشَّجنُ
كُفَّ النّداءَ فما خلفَ التِّلالِ يدٌ
وَنِصفُ أيـدٍ يُلَهيّها به الوَثَنُ
حتى الشّكاةَ وندبَ الحالِ أعْوَزهمْ
جَديدهُ الصمتُ قبرٌ ما لهُ كَفَنُ
يا بن الكرامِ عيونٌ لمْ تعدْ حفراً
أصابها الطَّمسُ وانشقَّتْ لهمْ أُذنُ
يُبسُ الوجوهِ وما في الصَّدرِ مرتجفٌ
أمّا اللِّسانُ فيخشى طردَهُ السَّكنُ
لا يحسنونَ سوى ذلٍ وَمعذرةً
فكيفَ تُطلقُ زهراً هذهِ الفَننُ
لولا بَنيكَ منَ القُربى غَدوتَ بها
ذِكرى وَتشدو لِدَوْراتٍ بهِا المُدُنُ
حُرّاسكُ الصّيدُ إنْ لاحيلةٌ قويتْ
وتأكلُ اليومَ جُلَّ الحيلةِ الفِتَنُ
بعضُ العصيِّ بأيدي ثلّةٍ مرقتْ
على ظهورِ حماةٍ ساقَها الخَونُ
ويزعمونَ بأنَّ الرأيَ في خططٍ
سلاحُها الوردُ أوْ شمعٌ لهُ حَننُ
إنْ كانَ لا بدَّ ألقواْ بالصّدورِ بهمْ
عرياً تُجرَّبُ في أجوائها المِهنُ
ما بينَ قنّاصَ فيهم ما يُجرّبهُ
صيدَ الطفولةِ شاهتْ تلكمُ السِّحنُ
أمّا السّلاحُ فصادروا لمنْ غَيْلةٍ
زُلفى الصّهاينَ والطاغوتُ يمتحنُ
متى بربّكَ كانَ الدَّفعُ طوْعَ هوىً
نيلُ الأمانيِّ موقوفٌ لها المؤنُ
هيَ الخيانةُ والتفريطُ بادئُها
أو ذا فسادُ الرأيِ ظنّهُ الحسنُ
هذا يهدّدُ بالمحتلِّ مُنتشياً
وذاكَ صالَ بأرزاقٍ لها حَزنُ
خانوا العهودَ وباعواْ واستوواْ عصباً
للمعتدينَ بيـاناً سرُّهم علنُ
إنْ كنتَ ترقبُ منْ عُميانهمْ بصراً
أشقيتَ نفسكَ فاربأ أيها الفَطِنُ
إنْ قُلْتُ أني على أَمْنٍ منَ العُقبى
خَدعتُ نفسيَ أوْ مادتْ بيَ السُّفنُ
ومثلُ ذلكَ قولُ القاعِدين بها
للبيتِ ربٌ وَيحلو بعدها الوَسَنُ
ولو تلاها لِسانُ الأمسِ ما سلمتْ
هُ الذّوائبُ أوْ شاختْ بهِ المُتنُ
يا ويحَ أمّكَ ربُّ البيتِ أمَّنهُ
فهوَ الوصيّةُ دسَّاها بكَ الجُبُنُ
واسيتَ نفْسكَ ما أصدَقْتها خبراً
وَكلُّ حالٍ لهُ منْ جِنْسهِ ثمنُ
وسوفَ تحصدُ ما وسّدتهُ عملاً
وأولُ الدَّينِ في الدنيا هيَ العرُنُ
تراهُ منكَ وداعاً أيّها الأقصى
قدْ ضّيعوكَ وما قامتْ لهمْ جُفُنُ
إنْ قدَّر اللهُ فاشفعْ ما حفظتَ بهِ
أنا برآءُ وفي أََعناقِهم شَطنُ
لولا التطيّرُ ما استوْدَعتهُ لغدٍ
قدْ أغرقوها وأودى بالورى السَّفَنُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى