الثلاثاء ٣ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
بقلم محمد فهمي العلقامي

عاد من حيث أتى

تبدلت أحواله وأطبقت عليه الدنيا بأنيابها القاسية ..وتناوشته الأقدار ...وتتابعت عليه

النوائب الواحدة تلو الأخرى، بحث عن الأصدقاء فلم يجد، أوصدت الأبواب، حاول الخروج من تلك
اللجة فلم يفلح.

طأطأ رأسه ودخل غرفته وأغلق بابها بإحكام، اتجه إلى أقصى الغرفة ، أمسك برأسه بكلتا يديه،
ماذا يفعل، ذرفت دموعه، تتابعت بغزارة، أصبحت نشيجا يدوى في أركان الغرفة.

وقعت عيناه على سجادته الخضراء - التي هجرها منذ زمن- ..أحس بشئ يتحرك بداخله،
حملها بخجل واتجه بتلقائية لموضع يعرفه جيدا على رف صغير بيمين الغرفة حيث يقبع
مصحفه تحسسه برفق أزاح ما تراكم عليه من حزن، احتضنه إلى صدره ، صلى، دعا، قرأ،
بكى، تاب، أناب، بعد لحظات ربما أيام ، بدأت أحواله تتبدل من جديد في الاتجاه الآخر.

بزغ الفجر وتسللت خيوطه البيضاء تطارد ما تبقى ظلمة ليله المعتم ...
وبعد لحظات، ربما أيام، لم يعد يدخل غرفته إلا قليل، لملم سجادته الخضراء ووضعها في
ركنها البعيد في أقصى الغرفة ، وبلا رفق أسلم مصحفه لحزنه من جديد على الرف الصغير على يمين الغرفة. رفع رأسه، خرج من الغرفة، أغلقها بإحكام ، وعاد من حيث أتى.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى