الاثنين ١٦ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٩
بقلم
القلب يرجو
القَلْبُ يَرْجُو والرِّضَـاءُ صَفَـاءُ | |
إنَّ المَحَبَّـةَ لَـوْعَـةٌ وشِـفَـاءُ | |
إنْ هَامَ قَلْبِي لَنْ يَهِيـمَ بِمِثْلِكُـمْ | |
وحَنِيـنُ وَجْـدِي لِلِّقَـاءِ دُعَـاءُ | |
والحُسْنُ فِيكِ بَـدَا كَأعْظَـمِ آيَـةٍ | |
ومَشَاعِري ظَمْـأى ومِنْـكِ رُوَاءُ | |
وجَبِينُكُمْ كَالبَـدْرِ يُهْـدِي نُـورَهُ | |
وبِوَجْهِكُـمْ تَتَـلَأْلَأُ الأضْــوَاءُ | |
باللهِ يَا سِحْرَ العُيُـونِ أمَـا لَهَـا | |
جَرْحَى وقَتْلَـى مِثْلُنَـا شُهَـدَاءُ | |
العَيْنُ تَطْـوِي لَوْعَـةً بِجِفُونِهَـا | |
وهْىَ الَّتِي هَامَتْ بِهَـا الشُّعَـرَاءُ | |
ولَقَدْ سَمِعْـتُ حَدِيثَكُـمْ مُتَرَنِّمـاً | |
وكَأنَّمَـا هَمْـسَ الكَـلامِ غِنَـاءُ | |
وأرَاكِ كَالبَدْرِ المُضِيءِ مُسَافِـراً | |
والشَّعْـرُ كَالْلَيْـلِ البَدِيـعِ رِدَاءُ | |
وفَمَاً بِلَوْنِ الوَرْدِ يَبْـدُو مُزْهِـراً | |
فِيـهِ نَفَائِـسُ لُأْلُـؤٍ وبَـهَـاءُ | |
وقَـوَامَ عُـودٍ لا يَلِيـنُ لِنَاظِـرٍ | |
صُنْعُ المُصَـوِّرِ آيَـةٌ عَصْمَـاءُ | |
ويَدَاً تُدَاوِي كَالحَرِيـرِ شَقَاوَتِـي | |
وجَمِيعُ مَا فِيكُمْ رِضَـاً وشِفَـاءُ | |
وإذِا مَشَيْتِ فإنَّمَـا هِـيَ خُطْـوَةٌ | |
أخَذَتْ قُلُوبَ النِّاسِ كَيْفَ تَشَـاءُ | |
ولَكَمْ أُنَادِي فـي بَهَـاكِ كَبُلْبُـلٍ | |
ولِكُلِّ طَيْـرٍ فـي هَـوَاكِ نِـدَاءُ | |
وأرَاكِ في الخُلُقِ الكَرِيـمِ كَأنَّمَـا | |
فَرِحَـتْ بِـهِ الأقْمَـارُ والغَبْـرَاءُ | |
كَرَمُ الكِرَامِ فَضِيلَـةٌ دَامَـتْ لَكُـمْ | |
والْبِـرُّ مِنْـكِ هَدِيَّـةٌ وسِـقَـاءُ | |
تُبْدِينَ في الآفَاقِ فِكْـراً صَائِبـاً | |
فَيُجِلُّـهُ الأُدَبَــاءُ والعُلَـمَـاءُ | |
أمَلاكَ رُوحِي القَلْبُ هَامَ لِحُسْنِكُمْ | |
يَحْنُـو كَأنِّـي لَهْفَـةٌ ورَجَــاءُ | |
ولَقَدْ رَأيْتُ صَبَابَتِي تَلْقَـى بِكُـمْ | |
أُنْساً وأنْـتِ البَسْمَـةُ السَّمْحَـاءُ | |
سَيَظَلُّ أسْرِي مِنْيَةً أصْبُـو لَهَـا | |
ولَأنْ أمُوتَ فَتَكْفِنِـي الحَسْنَـاءُ | |
ويَظَلُّ عِشْقِي في الجَوَانِحِ والحَشَا | |
يُغْرِيـه فِيـكِ فَضَائِـلٌ وسَنَـاءُ |