الاثنين ٢٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم أنس الحجار

الآلهة المزيفة

هنا عبروا
يحدثُ عنهمُ الأثرُ
وما تركوه سَربلَ بالأسى أيامَنا
وتنهدتْ من حرِّ دمعتِنا وسائدُنا
هنا نثروا
خطاياهم
على أطلالِ حرقتِنا
ومنهم من يُنصّبُ نفسَهُ ربّاً
وعبدُهُ رعاياه
وإنْ أمعنتَ في شكّ
وإنْ جادلتَ
يأتِ الصوتُ رعداً خانَهُ المطرُ:
بعثتُكَ من حُطامِ اللّذةِ الكبرى
فأنتَ الآنَ من صُنعي وفيكَ زرعتُ
مني كل مَكرمةٍ، فخذْ منّي اختصاراتي
ويا ولدي (أنا اللهُ).
 
****
هنا عبروا
وما زالتْ بقاياهم
تكبّلُ أحرفاً في عتْم حَنجرةٍ
وأدعيةً لتدرأ عنهمُ الظلماتِ خلفَ العمرِ
هل خَبِروا؟
 
****
لقد عبروا
فهل أمثالُهم شَهِدوا ليعتبروا؟
وها رحلوا
وخلُّوا خلفَهمْ إرثاً
لنأخذَ كلَّ ما جمعوا
حقيبةُ إرثهم ملأى بأسئلةٍ
تفتشُ عن إجاباتٍ
ويكفينا سؤالٌ قد ورثناهُ
سؤالٌ مُهْمَلٌ يبكي
بأجوبة بكيناهُ
<<لماذا الطيرُ يعطي لحمَهُ للقطِّ
ذوداً عن صغارِ العُشِّ
إنْ ذُعِروا>>
 
****
سنمضي تاركينَ لهمْ
حقائبَنا
مُكَدّسةً بأجوبة ٍ
ويها ما حُرمناه
سنترك حبَّنا صوراً
لنسمعَ صوتَهم يبكي:
هنا عبروا

كتبت هذه القصيدة بعد الاطلاع على خمس حالات متشابهة من شتى شرائح المجتمع العربي


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى