الأحد ١٣ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم
القلم
هل زجّ في الأملِ القنوطُ سقاما | |
وانسابَ في وهج الدما آلاما | |
هل أشبعَ القلبَ الأنينُ مواجعاً | |
واستلّ منْ عزم الكرام زماما | |
وأحالَ رفضَ الطامحين تخاذلاً | |
واغتالَ في صدر الغزاة هُماما | |
هل باتَ يفرعُ في الصخور وجذوها | |
شوكٌ يؤمّلُ في الصدى أنغاما | |
كلا, فعزمُ الشامخين إلى العلا | |
يبقى لدرب الصابرين إماما | |
لن تستكين إلى المواجع أنفسٌ | |
عزمت بأن تعلوالقفارَ غماما | |
عزمت بأن تهبَ الحياة شواهداً | |
وتظلُ في أرض الوغى أعلاما | |
هذه المحابرُ قد أجاد نباحها | |
لغواً يجاهر في العقول فصاما | |
مَلأت فضاءات التواصل ألسنٌ | |
صَبغتْ معايبُها الحياةَ ظلاما | |
قد زاغت الأقلامُ حين نباتها | |
يمتصُ من بحر الذرى أوهاما | |
قد خابَ من باعَ الحروفَ لعَالَمٍ | |
يُضني التقاةَ ويرفعُ الأبراما | |
لا تتركن محابراً قد ألهبتْ | |
نهجَ الكرام حماسةً وهياما | |
لا تجعلوا لليأس من فرط الأذى | |
سوطاً يقصّرُ للردى الأعواما | |
الصابرون على المصائب إنّما | |
من صبرهم يأتي الرجا إكراما | |
عجباً لآهات الزمان فما لها | |
غير التقاةِ صحابةً وخصاما | |
لا تُغرق السفنً الرياحُ إذا غدت | |
فيها الصوارمُ للتقاةِ مقاما | |
سيظلُّ صوتُ الصادقين مدوّياً | |
ويزيحُ عن وجه النفاق لثاما | |
لا لن تجف عن العطاء نحورنا | |
أوأن تعيب عقولنا الأقلاما | |
منذ الطفولةنستقي فإذا بنا | |
نستدرك الأفعالَ والأحكاما | |
إن قال فينا ناقص ما يشتهي | |
فكلامه يعلوبنا الأجراما | |
فلنا وربّك للحروف قداسة | |
لا نبتغي من نظمها الأهراما | |
بل نبتغي لُطفَ الجليلِ بحرفنا | |
فرضاؤه عنّا هُدىً وسلاما | |
ما أقصر الدنيا وفي أعناقنا | |
هممٌ يطارحها الفلاحُ غراما | |
لم تهفُ عنا النائباتُ لأنّنا | |
لم نخش في فكّ الهُمامِ حِماما | |
بل أنّ نهج حياتنا صور الكتا | |
ب ونقتفي في فكرنا الإسلاما | |
ما مات حرفٌ للسماء معنون | |
بل مات سفرٌ ينشدُ الآثاما | |
سيظلُّ في كون الخلود لساننا | |
رطباً نديّاً يختمُ الأختاما | |
سنظلُّ فرساناً لكلّ مُلمةٍ | |
كوناً نفيضُ مودّةً ووئاما | |
فلنا الكلام وإن تسدُّ شفاهنا | |
ولأسْمِنا يغدوالأثيرُ كلاما | |
لا تحتوينا في المصائبِ جفلةٌ | |
فيقيننا قد صاغها أحلاما | |
لم تبخل الدنيا علينا كربها | |
فسقتنا في حلوالشراب سِماما | |
القلب يصمت والأناملُ نبضها | |
يبقى صريراً يوقظُ النُيّاما | |
فرضٌ على أهل الهدى أن يكتبوا | |
للحق فأساً تكسرُ الأصناما | |
لا توقف الحبرَ المواجعُ إنّما | |
من عسرها صاغ الفؤادُ سِهاما | |
لا يسبق الصبرً البلاءُ وإنما | |
الصبرُ يسبقُ في الردى الإقداما |