الأحد ٢٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم
أبطال القدس
اللَّهُ أَكْبَرُ كَمْ فِي الْقُدْسِ مِنْ بَطَلِ | أَقْوَى وَأَثْبَتَ فِي الْهَيْجَاءِ مِنْ جَبَلِ |
مُرَابِـطٍ لَمْ يُفَارِقْ مُنْـذُ مَوْلِـدِهِ | مَهْدَ الْمَسِيْحِ وَمَسْرَى خَاتَمِ الرُّسُلِ |
ما شَبَّ إِلاَّ وَنارُ الْحَرْبِ تَلْفَحُـهُ | فَاعْتَادَ خَوْضَ الْمَنايا غَيْرَ مُحْـتَفِلِ |
لَيسَ الشَّبِـيْبَةُ فِي الأَهْوَالِ نابِتَـةً | مِثْلَ الشَّبِـيْبَةِ بَيْنَ اللَّهْـوِ وَالْغَزَلِ |
إِذا الْيَهُوْدُ رَأَوا فِي كَـفِّهِ حَجَـراً | كَادَتْ تَضِيْقُ عَلَيْهِمْ سائِرُ السُّـبُلِ |
وَإِنْ رَأَوْهُ قَرِيْـباً مِـنْ مَـخابِئِهِمْ | رَأَوا الْمَنِـيَّةَ تَأْتِيْهِمْ عَلى عَجَـلِ |
وَما يَقُوْلُ غَداً يا ثَـأْرُ مَوْعِـدُنَا | حَتَّى يُصابُوا بِأَلْـوَانٍ مِنَ الْخَبَـلِ |
فَاعْجَبْ لِأَعْزَلَ كُلُّ النَّاسِ تَخْذُلُهُ | كادَتْ تَمُوْتُ أَعادِيْهِ مِنَ الْوَجَـلِ |
يَصُوغُ بِالدَّمِ لِلأَجْـيالِ مَلْحَمَـةً | حُبُّ الشَّهَادَةِ فِيْهَا مَضْرِبُ الْمَثَلِ |
ما فَلَّ مِنْ عَزْمِهِ خِـذْلانُ أُمَّتِـهِ | أَوْ هَوْلُ تَعْذِيْبِـهِ فِي كُلِّ مُعْتَقَـلِ |
وَلا اسْـتَرَاحَ إِلَى تَأْيِـيْدِ أَلْسِنَـةٍ | باتَـتْ تُزَخْرِفُ أَقْوالاً بِلا عَمَـلِ |
لَوْ خاذِلُوهُ اسْتَعادُوا نَبْضَ نَخْوَتِهِمْ | لَماتَ أَكْثَرُهُمْ مِنْ شِـدَّةِ الْخَجَلِ |
ما الْقُدْسُ إِلاَّ عَرُوْسٌ مَهْـرُها دَمُنا | وَما لِتَقْـدِيْمِنا لِلْمَهْـرِ مِنْ بَـدَلِ |
ما أَصْعَبَ الْمَوْتَ إِلاَّ فِي مَحَبَّتِها | فَإِنَّ عَلْقَمَـهُ أَحْـلَى مِنَ الْعَسَلِ |
يا قُدْسُ مَهْما أَرَاقُوا فِيْكِ مِنْ دَمِنا | فَلَيْسَ حَقُّكِ إِلاَّ الْحِفْظَ فِي الْمُقَلِ |
وَاللَّهِ يا قُدْسُ مَهْما كانَ مَغْـرَمُنا | يَبْقَى خَلاصُـكِ دَوْماً غايَةَ الأَمَلِ |
لَوْ لِلْجِهَادِ فَـمٌ ما كانَ مَطْمَحُهُ | إِلاَّ تَحِـيَّـةَ أَهْلِ الْقُدْسِ بِالْقُبَـلِ |
نَحْنُ الْخَوالِفُ فِي تارِيْخِ أُمَّـتِنا | مَهْما انْتَحَلْنا مِنَ الأَعْـذَارِ وَالْعِلَلِ |
نَحْنُ الْخَوالِفُ قَدْ شَلَّتْ جَوَارِحُنا | حَتَّى الْمَشاعِرُ لَمْ تَسْلَمْ مِنَ الشَّلَلِ |
نَحْن الْخَوالِفُ فِيْنا النَّاسُ طامِعَـةٌ | حَتَّى تَداعَتْ عَلَيْنا سـائِرُ الدُّوَلِ |
مَا عادَ يُلْهِمُنـا تارِيْـخُ أُمَّـتِـنا | إِلاَّ الْبُكَـاءَ عَلى أَيَّـامِـنا الأُوَلِ |
لَيْتَ الْجُدُوْدَ اسْتَطاعُوا زَرْعَ نَخْوَتِهِمْ | فِيْنا بِسائِرِ ما فِي الأَرْضِ مِنْ حِيَلِ |
فِي أَيِّ فِعْلٍ مِنَ الأَفْعالِ نُشْـبِهُهُمْ | نَحْنُ الْمُقِيْمِيْنَ بَيْنَ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ |
لَوْ أَدْرَكُـوْنا تَوَلَّـوا هُمْ إِبادَتَـنا | كَما أَبادُوا الْعِدا بِالْبِيْضِ وَالأَسَـلِ |
إِذا أَضاعَ الْفَتَى أَمْجـادَ والِـدِهِ | فَقَدْ أَشادَ بِفَضْلِ الْعُقْـمِ وَالْهَبَـلِ |
فِيْمَ التَّخَـبُّطُ وَالقُـرْآنُ فِي يَدِنا | فِي كُلِّ آنٍ يُرِيْـنا مَوْضِـعَ الْخَلَلِ |
هَذَا الْكِتَابُ الَّذِي فِي ظِلِّ مَنْهَجِهِ | مِنَ الْمُحالِ وُقُوْعُ الْخَلْـقِ فِي زَلَلِ |