الأحد ١ أيار (مايو) ٢٠٠٥
بقلم مروان نزيه مخّول

"عَروسُ الجَليلْ"

( "عروس الجليل" لقب لترشيحا ، إحدى القرى الفلسطينيه التي قصِفت عام 48 وتتجسّد في النص بفتاة جميله، تدعى " فاطمه الهواري " قصفها الإحتلال لتعيش ما تبقى من حياتها عازبةً مقعده ...)

1

عَروسُ الجليلِ تغنّي على مَوّالها :

"حلاةُ الروحِ في الخَصرِالمُشوّهْ ،

حَنينُ جرحٍ لِتيهِ الشظيّهِ

زَمَنٌ من الإجرامِ صَلّى عَلَيَّ

وسلَّمَ لي طِفلاً على حِضنِ الغيابْ .

أنا الله، كَبّروا لي نادى المُسلّح ،

فعاد صداهُ يحمل منّي

إباءَ سنبلةٍ جَمّلها الحَصاد " .

2

عروسُ الجليلِ تحيكُ كَنزَتها

لترتدي مُرورَ الوقتِ في الزّمنِ السَريعْ،

تحكي لِنفسِها حكايا العذارى

أملاً على فِراشِ خيالِها

وجسداً

منَ النارِ أدْمَنَهُ الهَشيمْ ،

كَمْ منَ الوقتِ مرَّ عَلى الصِبى

لِيلقى الشَمْسَ طالعة ً

من بداياتِ الغُروبْ.

3

عروسُ الجليلِ أدْلَََتْ بِصَمتِها

لِتوَزّعَ الفحوى على سَطحِ الكَلامْ

حَدّقتْ بِشعْرِها جَدّلَ في طيّاتِهِ

هُبوب الريحِ من سَقفِ النَسيم

هيَ من قاسَتْ - جدائلُها -

خَصْرَ الطفولَةِ ، قدّاً

قصيرَالعُمرِ مُنتصِبَ الوُجودْ،

وَكم مِن غَيمَةٍ حُبلى

يَموتُ شِتاؤها في عِزِّ الخَريفْ.

4

عروسُ الجَليلِ رَاحَةُ البَحرِ

على كَفِّ التلالْ

زورقٌ يَعتري وَلا يَنحني

لموجةِ الإذلال

أبداً لا مصائر أقوى

من بلوغ النظرة الاولى

أوج الوصال

5

عروسُ الجَليلِ رقصت

في كرسيها المتحرّك نَجماً

يُضيئُ طَريقَ الخُرافةِ للعَائِدينَ

مِنْ أقاصيِ العَدَمْ ،

وكَم مِنَ الجَميلاتِ

طلُعنَ على البَدرِ بَدراً

يَبيعُ الصَخّرَ لُيونَة الإحْساسِ

مِنْ وَجهٍ حَسَنْ ؟،

لا الصخرُ لانَ " وَلا حَولَ

لِمَنْ تنادي"

6

عروسُ الجَليلِ أنتِ انتظاري

على الضِفةِ الأخرى

من عُبورِ القذيفه ،

أنتِ معي وَرْداً شقَني

لِيأتي عَلى دنيايَ مُثنّى ،

أمّا أنا فلي عندي نبيذٌ

دفينٌ في رَغبَةِ ناسكٍ

 إذا تابَ -

7

عروسُ الجَليلِ حَالتانِ خاصّتان :

ركنٌ نلوذ إليهِ لِنَصنع قاسَماً لنا !

نعلّم نَرجسَةً مِنْ أينَ يَأتي الغُرورْ،

وَعِبرَة لِمَن رَكِبَ سَمَاءَنا لِيقصُفها

فأدركَ في فراغِ ذخْيرَته

كَم فينا منْ تعَاطفٍ

مَع السَاقِطينَ

مِنْ عُلوِّ الجَريمَه.

8

عروسُ الجَليلِ مَنطِقنا :

" تلُّ زعتر" يذكّرنا فنشكره

وميرمية نشرَبَهَا لِترتوي منّا .

هِي طَيرٌ هَاجَرَ مَعَ الأسراب

لا ليَقتسِمَ الفِرار ، إنما

ليَدُلهُ السِرّبُ كَيفَ الرُجوعُ

إلى الغُصنِ الشّريدِ،

عروس الجليل فارسها ،

وَلا بُدّ

أنْ يأتي جَوادٌ أبيَضٌ

 إن شَاءَ الرّبيعْ - .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى