الأحد ١ أيار (مايو) ٢٠٠٥
بقلم شفيق حبيب

أَبكي عراقاً .....

بغدادُ !! بغدادُ !!أَنتِ العِزُّ والظَّفَرُ
وأَنتِ قبرُ غُزاةٍ من هُنا عَـبَــروا
جاءَتْكِ أرتالُ أمريكا مُدَجَّجَــةً
بالموتِ يَعْصِفُ... لا يُبقي ولا يَـذَرُ
أَبكيكِ من دمعِ قلبي كلَّما هَتَفَتْ
حمامةُ الطّاقِ : لا صوتٌ... ولا خبرُ
يا دجلةَ الخيرِ ! ماذا حَــلَّ وا لَهَفي
عاثَ التَّتارُ دماراً حيثُما انتَشَـروا
أَرضُ الحضاراتِ ناءَت تحتَ مُغتَصِبٍ
ما من مُجيرٍ ونارُ الحقدِ تسْــتعِرُ
عادتْ جحـافلُ هولاكــو تُمزِّقُها
لا خيرَ في أُمَّـةٍ تذوي وتنكَسِـرُ
نحنُ العُلوجُ... ومـنّـا كـلُّ مُرتَزِقٍ
نرجو من اللهِ إِمداداً ... وننْدَحِـرُ
واللهُ يكرهُ جَهْلاً في جـماجِـمِنـا
ويكرهُ القومَ إن هانوا وإن صَغُـرُوا
هذي الملايينُ من أَهلي مُسَـيَّرةٌ
إناّ غَدَونا مطايا... قادَها حُـمُرُ
فالعلمُ يبني من الأَجـيالِ قلعَـتَهُ
والجهـلُ يقتلُ تـاريخاً فينـدثرُ
أَضْحتْ عروبتُنا للصَّوتِ ظاهرةً
يقودُها للزَّوالِ الجـهْـلُ والقَدَرُ
قلبي على كلِّ طفلٍ مات مُحترقاً
كأنَّهُ ولَدي يُشْوى ..... وينصَهِرُ
كأنه شمعةٌ في زهوِها انطَـفأَتْ
ذكراهُ تُدمي حنايانا .... وتعْتَصِرُ
أَبكي عراقاً على أَسـوارِهِ انتصَبَتْ
عِصابَةُ الغَدْرِ ... تغزونا وتنتَصِــرُ
أَبكيكِ يا كربَلاءِ الطُّهرِ كيفَ غَدَت
أَجداثُ خيرِ الأُلى أَعْطَوْا...وما قَتَروا
أَبكيكَ يا نجفَ الأَشرافِ مَصْطَـبراً
فالمارقونَ على أعـتابِكَ انتحَــروا
يا بَصْرَةَ النّور .. يا حُزناً يمزِّقُــنا
دمعُ النَّخيلِ على بغـدادَ ينْـهَـمِرُ
بغدادُ يا شعلةً للعلمِ ما فَـتِـئَـتْ
تبكي قلوبٌ ويبكي الصَّخرُ والبَشـَرُ
بغدادُ ! بغدادُ ! أنتِ العِزُّ والظَّـفَرُ
وأنتِ قبرُ غُزاةٍ من هـنا عـَـبَروا
إنّي أَرى النّورَ خَلْفَ الغَيْبِ مُنْبَجِساً
من شمـسِ بابلَ والأَيّامُ تنتـظِــرُ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى