الأحد ١ أيار (مايو) ٢٠٠٥
بقلم إبراهيم القهوايجي

زهرة ترسم خطوات الألف ميل..

يؤرقها سغب الدرس.

دعها

تتهجى أول الحرف..

والغيم يصحبها في مأدبة الكلام

والقلق الثائر يطوحها كالزهرة الذابله..

بعدما جاءني كتابها،

لبيت نداء الحنين،

فتذكرت حلما من أحلامـــي

ووهما من أوهامي

وأنا أحرس أزهار الحديقة

أفصل من جسد الموقعين دفترا لعباءتي

وأسقط وسط أوراقه كالفراش :

كل لحجرة درسه مشتاق..

ما بين مناجاة ولقاء..

وشجون لها من الذكريات إشراق..

يا زهرة ترسم خطوات الألف ميل

ها أنت ، عما قريب،

تغادرين المنبع الدافئ

وتلتحفين فضاءات الغربة ..

وأنا أبث شوقي إلى الأحباب الموزعين على مقاعد الدرس

أزهار الحزن

وأسافر في دفاترهم المصلوبة بحرارة الشمس

لأغلق باب روحي

كي لا تشنقني خربشات التلاميذ

معلقا ، أظل، بين السماء والأرض

مسكونا بحلم يحث خطاه ليتلمس النهر الذي يعبر متاهات روحي

ممتشقا تضاريس الوطن الوعره

ومجرجرا من ورائي أطنانا من الحروف،

أزرعها لحظة النطف

ولا أجنيها لحظة القطف

وصوتي ينتحر في رئتي..

دعيني أحمل حقيبة الحب

وأحث خطاي

نحو ضوء النجم

ولون الجبال،

والبحر يفتح لي أسرار القلق

منذ بدء التكوين

وينثر لي موجه عناقيد الخراب

منذ انفطار الشرق

والحرف يلتهم دخان شحوبه

منذ غروب الشمس..

وأنت ، يا شاعري ، تحمل سقوف مجازاتك

وتمضي..

والوقت منقوع بسم الأفاعي

ورقص الأغاني ..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى