الأحد ١ أيار (مايو) ٢٠٠٥
بقلم رأفت دعسان

عندما يكون الموت رحمة

وصف لحادثة حقيقية

هاهو يتنقل في الأسواق فرحا تجتاح السعادة تضاريس وجهه وترتسم البسمة على وجه تعب من طول الرحلة. نعم كيف لا يفرح!!! فها هي ابنته التي راقبها تنبت في دوحته طوال هذه السنين وأسدل عليها من الحب والحنان اللذان ليس لهما نهاية عنده، إنها تتهيأ للزواج ها قد أصبحت عروسا تلك الطفلة التي لم تكن تنام حتى تغمض عيناها على وجه أباها الغالي يا لفرحته يا لسعادته.

ولكن الحياة لا يمكن أن تكون كلها سعيدة فها هي ابنته الأخرى مريضة بالقلب مرضا لازمها منذ الولادة وقد جاءتها حالة مرضية شديدة في خضم هذه الأحداث الفرحة جابرة هذا الأب الحنون على ترك ابنته العروس والتوجه بابنته الأخرى إلى مدينة مجاورة للعلاج لعل الله يشفيها لتكون يوما عروسا مثل أختها.

ويتولى الابن القيادة ويتقمص دور الأب الحنون المحب بكل دقة وإتقان ويبدأ بالتنقل بأخته العروس في الأسواق لكي يزفها إلى عريسها بأبهى صورة تليق بها وبعائلتها.

ولكن الأقدار تأبى أن تسير الحياة في قمة السعادة حتى تطيح بها إلى حضيض الحزن والمأساة فإذا بحادث بشع يودي بحياة الابن – الأب الجديد – والعروس وبنت صغيرة كانت ترافق أختها والخادمة.

نعم مأساة إنها مأساة ويتم الاتصال بالأب فإذا هو في طريق العودة بعد أن أطمأن على ابنته وعالجها ولكن لا أدري فليس هناك قلم على هذه الأرض أو لمسته يد البشرية يستطيع أن يصف لحظة عودته ودخوله البيت وإذا بأولاده الثلاثة قد لفوا بالأكفان لا نفس ولا حركة ولا حياة تنادي فلا مجيب تسأل فلا منصت، لماذا؟ لماذا؟ لماذا يا أولادي ؟ لم لم تنتظروني؟..

آه لو مت قبل هذا.. آه لو مت قبل هذا..

آه لو أن الزمن يرجع ولو ساعة ولو دقيقة ولو لحظة لأرى فيها أولادي!!

آه لو.. آه لو.. الصمت.. الصمت.. نعم الصمت هو الحل.

15/04/2005م

وصف لحادثة حقيقية

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى