الأحد ١ أيار (مايو) ٢٠٠٥

حنان بديع تعترف بالتعب من شغبها الشعري

حنان بديع تلقي قصائدها

كتب - عبدالله الحامدي:بألف ليلة وليلة، كتبت ألف قصيدة وقصيدة، وحلمت بعيني شهريار، وبنجمة أملكها في السماء الوحيدة .. ليست هذه العبارات سوي التمهيد الأولي الذي فرشته الشاعرة المشاكسة حنان بديع في لقائها الثاني مع الجمهور والذي صممت فضاءاته علي ما يبدو الشاعرة ذاتها في القاعة الرئيسية لنادي الدوحة وبحضور كبار الشخصيات يتقدمهم سعادة الشيخ حسن بن خالد بن حسن آل ثاني السكرتير الخاص لحضرة صاحب السمو أمير البلاد المفدي لشؤون الأسرة الحاكمة وبعض السفراء العرب والعديد من العائلات التي تحلقت حول الطاولات الدائرية راسمة تشكيلات متناثرة تعبق في أرجائها رائحة البخور وتتجول بينها فتيات يرتدين أثوابا طويلة ومزركشة كأنهن قادمات من ذلك الزمن البعيد وكأن شهرزاد ستطل عما قريب أو هكذا تخيل المثقفون والفنانون الكثر الذين حضروا الأمسية غير العادية .

في بداية حفل الشعر هذا رحب السيد منير الطباع مدير وكالة الطباع الاعلامية التي نظمت اللقاء ثم ألقي كلمة سعادة الشيخ حسن بن خالد قائلا: نفتتح الأمسية بصحبة نخبة المهتمين بالشأن الثقافي والحركة الأدبية في قطر دولة الفضاءات الفكرية الرحبة، والمنارات المضيئة التي تبث النور في العقول وتبعث التآلف في القلوب، في جو حضاري مفعم بروح التسامح وقبول الآخر، رغم التنوع في الاتجاهات مضيفا: ها هي قطر تشهد حاليا نهضة نوعية شاملة نتلمس مشاهدها في مختلف المواقع السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية، السياحية، الرياضية والثقافية حيث تميز المشهد السياسي في الفترة الاخيرة بموضوعيته وتطوره المنطقي الذي يستند الي الثوابت الراسخة متفاعلا مع المعطيات الدولية بحنكة سياسية واسلوب دبلوماسي بديع ارسي قواعدها قائد مسيرة النهضة الشاملة حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدي وتابع الشيخ حسن في كلمته: من هذا المنطلق، ومن خلال هذه النظرة الاستراتيجية البعيدة من قيادتنا الحكيمة عالجت قطر ولازالت تساهم بمعالجة مختلف الازمات التي من الممكن ان تعصف بمنطقتنا بكل موضوعية واتزان.

وكان للمؤتمرات واللقاءات الدينية دورها في تعميق الحوار ما بين الأديان والحضارات حيث نقف هنا بكل فخر وقفة اعلامية علي الارض التي كانت مهدا لأول قناة اخبارية عربية تحترم الرأي والرأي الآخر، وتتعامل مع الأحداث بكل واقعية قل نظيرها حتي لدي القنوات العالمية الأخري الأكبر سنا.

وقال ان المناخ الديمقراطي الحميم الذي تنتهجه الدولة بقيادتها الحكيمة أتاح حرية التعبير ووفر وسائله وأجواءه ليجد القلم طريقه للابداع وتتحرك المشاعر ممتزجة بالأحاسيس في واقع جديد يقدر الفن الأدبي الراقي ومنه كان هذا اللقاء.

بعد هذه المقدمة انطلقت حنان بديع بجمهورها الي فضاء الشعر عليخلفية موسيقي هادئة ومعبرة وتحت تأثير اضاءة فنية مدروسة لعلها تهدف الي خلق تقاليد مبتكرة للأماسي الشعرية وراحت تشدو بطريقتها الخاصة:

قل لي أحبك..

ودعني لا أصدقها!

قلها بقسوة

قلها بنشوة

قلها كيفما شئت

وإن شئت فانكرها

قل أحبك

قلها.. ولو عبثا

قلها مختالا

أو قلها محتالا

قلها مرة.. ولا تكررها .

ولأن هذه المعاني تشي بتكرار اعتاد عليه كثير من شاعرات الجنس اللطيف في نصوصهن فقد حاولت الشاعرة ان تحرر لغتها من الذاتية المفرطة والنرجسية التي قد تهيمن علي الشاعر احيانا ولذلك فقد حلقت حنان مع المدينة التي أحبتها في هذا المقطع:

من يشبهك أيتها المدينة؟!

غير روحي الحزينة

وجدائل شعري

وشرايين أرقي

وعادات انكساري

وسفني الغارقة كوجه النهار .

وتسبح الشاعرة عكس التيار ضد طبيعة كل بنات جنسها حين تعلن أنها لا تغار أبدا:

ما بهن نساء الكون تكاثرن

كالأرانب كالجرذان

يتساقطن كالأمطار

ملونات كنعناع وتفاح

طازجات كالخضار

لكني أبدا لا أغار

ثم تعمق الشاعرة حنان تجربتها علي ايقاع الكشف والاعتراف بالمشاعر الجوانية المتناقضة خصوصا وأنها صاحبة ديوان امرأة المتناقضات قائلة في مقطع تال:

أنا الأنثي الوحيدة

أنا المكيدة.. الدهاء

أنا التفاحة المعلقة علي شجرة الإغواء

المطرودة من جنات الاشتهاء .

ووصلت الشاعرة الي ذروة تصعيدها الدرامي وهي تبني صورها الفنية المشاغبة في قصيدتها غرام الأفاعي التي تسخر فيها من العشيق المفترض:

مارس يا صغيري

عداءك الأزلي

كرّس لغبائك الفطري

انبش في ترابي

بحثا عن خاتم ضائع

أو عن جواب . وبعد ان قامت حنان بديع بسياحة في عوالم الأنثي المتناقضة الشريرة منها والبريئة، الظالمة والمظلومة، المهاجمة والمدافعة عبر حمل متأملة تارة وراكضة منقضة علي فرائس المعاني والألفاظ تارة أخري أعلنت الشاعرة بكل وضوح في مقطع لا يقبل الشك:

تعبت من تعبي

تعبت من شغبي

تعبت من الركض علي أشواك انتظاراتي حافية .

ونحن بدورنا في الختام نتمني علي الشاعرة المشاغبة الزميلة حنان بديع أن تلتقط أنفاسها قليلا حتي تتمكن من مواجهة الجمهور في لقائها الثالث.

عن الراية القطرية


مشاركة منتدى

  • نحن أكثر الناس معرفة بمن يدعون الثقافة والادب في بلدنا قطر !!!!
    حنان بديع تسرق الكلمات من عصارات فكر القراء الذين يكتبون الى صفحات الادب بالراية ...
    تمحورها بذكاء خارق ...
    وتعيد تشكيلها .....
    وومن ثم الاحتفاظ بها في ادراج الزمان .....
    وبعد فترة تمهر توقيعها بذيل الكلمات ...........
    اسألوا عنها اهل قطر
    انها
    حنان بديع
    عجبي

    • لا يخفى على أحد مدى قسوة كلماتك يا سيد نزار..ولكن هذه الكلمات التي تعتقد أنها تنزل كالسيوف على الشاعرة الكبيرة حنان بديع ..هي كفقاقيع الصابون لا تقدم ولا تأخر من مسيرة الشاعرة حنان بديع...إلى الأمام يا حنان..وأتمنى لك دوام التقدم والنجاح..

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى