الاثنين ١٨ كانون الثاني (يناير) ٢٠١٠
بقلم عادل سالم

الإبحار في الذاكرة

في بحر ذاكرتي
أبحرت لا أدري
إلى أين الرجوع
فطريق عودتنا طويل
والشواطئ أقفرت
والسابحون على شواطئها
عادوا إلى منازلهم
حتى الفنادق أغلقت أبوابها
ومنازل الأصحاب فيها تبدلت
وبيوت حارتنا الجميلة قد غدت
سوقا تجاريا
وشقتنا القديمة أصبحت
مقهى على شرفاتها
يتسامر العشاق
يتبادلون الهمس والخمر المعتق
وابتسامات مثيرة
دهشوا جميعا
لما رأوني قادما
أتفحص البيت القديم
تعجبوا، وتساءلوا، وتراسلوا
بهواتف محمولة
لكأنني للتو عدت من المقابر فجأة
كالعائدين من الزمان
 
«من هذا القادم
من شبح الماضي؟!
وجه مظلم، معتم
كوجوه تماثيل متاحف بغداد المنهوبة
أثناء الغزو النفطي ...
وملابسه...
ضحكوا
ها ها ها ها
وأشاحوا بوجوه ساخرة لي
فأنا كالقادم من صحراء الربع الخالي
والشحاذين بباب العامود
يستعطون الغرباء على
أبواب مدينتهم»
 
إن الشوارع في الذكريات تبدلت أسماؤها
وتغيرت أرقام كل بيوتها
حتى الرفاق تغيروا
وتلونوا
كالقوس في أعلى الفضاء
 
أبحرت وحدي عائدا
تتقاذف الأمواج أشرعتي
فتعطلت وسط البحار سفينتي
وفقدت بوصلتي.
 
يا مبحرا في ذكرياتك لا تجازف
وجه شراعك للأمام
فليس للماضي مكان واحد
في عالم الأمواج
فالعائدون إلى الزمان تشتتوا
ضلوا الطريق وأصبحوا
في عالم النسيان

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى