رقصة القمر
هل يكفي لسان واحد لإدانة ألسنة اللهب الحارق والفقد الجارح وتوترات الجسد والروح؟ كم يكفي من اللغات لإدانة الألم وجرح الصدى والمنسي؟ وهل تتسع اللغات لقلب امرأة..امرأة شاعرة بدبيب الحياة وكيمياء اللغة وذبذبات القسوة ولو كانت مثقال حبة خردل؟
بثلاث لغات ـ هي الإنجليزية والفرنسية والعربية ـ أصدرت الشاعرة المغربية ثورية َنقوش باكورة أعمالها الشعرية تحت عنوان: "رقصة القمر"«مطبعة النجاح الجديدة، 2009». وهو أيضا عنوان إحدى قصائد الديوان التي بلغت سبعا وثلاثين قصيدة. وليس غريبا أن تقف الشاعرة، باعتبارها أستاذة اللغة الإنجليزية وآدابها بجامعة ابن زهر وحاملة لدكتوراه الدولة في الأدب المقارن، في برزخ اللغات والثقافات وتخوم المقارنات، مع نصوص تنضح بالألم والحلم، وترْشَح ابتهاجا بالأنوثة واحتفاء بالأمكنة وأزمنتها وأشيائها.
من قصائد الديوان: جنائن تونسية - 11 شتنبر - ليلة في تونس - في عيد ميلادها - سكنت الفجر - ليلى والشعر - شجرة ليمون - من سياتل إلى طنجة - ليال في سينسيناتي - مرثاة صبية - حوار الجسد والروح - ترتيلة في الأنوثة - حلقة الشعراء المنسيين - حلم طفل - عدالة قاسية - خليج أكادير – أصداء - أبريل مراكش – هايكو.
فعلى مدار الديوان نطقت الشاعرة بثلاثة ألسنة لتصرخ بلسان حال واحد أوحد: "أنا" أرفض مختلف أشكال القهر المادي والمعنوي:
تصرختكتب عجزهابحثا عن كلمة هاربة،وجملةلا تذعن لها سوى بِنْيتُها الجوفاء.تكتب، تغتاظتََهَبُ رقادها وأمنها رهينةبحثا عن الصورة النفيسةالتي تصفيأس القلب الممزق،وأنقاض الوردة الملطخةدون أن تلوِّن كلمةٌ بياض صفحاتها!
«ص51 من قصيدة حلقة الشعراء المنسيين»
من أعمالها التي هي في طريق النشر ديوان شعري بالإنجليزية يحمل عنوان: «أصداء الصمت».