الأربعاء ١٠ آذار (مارس) ٢٠١٠
بقلم عزيز العرباوي

أجساد...

 
جلست بشرفة بيتي، وقد توقفت الكهرباء عن العمل، وهدمت البيوت في المدينة، فأغرقت المدينة في شيء غامض إلا من ناس يمرون، نظرت إلى الشيء الغامض فلم يعد في شكله إلا شيء مظلم جامد.

القمر المعتاد الحضور كل مساء لم يأت في مساء اليوم إلا بقعة سوداء نصف بادية، قد تلون قرصه بالسواد بعد أن اعتاد في بياضه، وغاب نوره في السماء والأرض، المدينة ماتت والقمر يرثي لها الآن.

لأتذكر الأيام الفائتة، القاعدون حتى الفجر والمنتشرون تحت المصابيح في الليل كانوا يشربون حولها حتى الثمالة، فإذا الخيط الأبيض ينتشر ولا تحصي منهم إلا الأجساد الصامدة. بلساني أحصيتهم، لأرى فيهم إن بقوا على عددهم أو مات صقر منهم !.
في الليل الآتي سيستردون أجسادهم، وسينطلقون تحت المصابيح المضيئة حتى يسقطوا ثانية....

أين هم هؤلاء الهامدون أثناء ضوء النهار؟

والشمس أكانت ترحمهم لو رأت شرابالليل يهيمن؟

لو فعلوها لما عاشوا... فهي إذا كرهت أحرقت....! 
 
 
 


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى