الجمعة ٩ نيسان (أبريل) ٢٠١٠
بقلم محمد السموري

إيقونات وجع بنفسجي

المشهد الأول

باتوا يفترشون عراء الخيبة، وأحلامهم المتكسرة تئن بوجع الصحوة المرّة، وتهرب النظرات المتحسرة منهم خلف عباب الوعود المندثرة بسترالحياء المندسّ تحت ثنايا الأحداب الهادلة ، والهامات التي عرفت الطأطأة لأول مرة ، تخور في موسم الحيرة ، لا شيء كالبكاء للرجال يتقعّر .

المشهد الثاني

إنهم حيارى الدهشة، هذا العالم ما به يستقبلهم هكذا ؟ كانوا يبتسمون اعتباطا ثم يفتحون الأحداق إلى آخر مدى ، لأنهم كبروا كثيرا ، كفوا عن اعتقادهم الساذج ، لأن كل شيء في هذا العالم لم يعد ملكا لهم !

المشهد الثالث

قالوا له ماذا فعلنا لك ؟ اتركنا نلهو بألعابنا تحت سقيفة عشنا الأبدي ، لكنه أومأ باختطافهم إلى عشهم الأبدي، فقتلوا الجلاد بنظراتهم التي ظلت معلقة في السراب السرمدي إلى الأبد.

المشهد الرابع

نظرات خجلى تختلس العورة المرتمية على قارعة رصيف الأحزان المعربدة في ظلام يستحي من نهارات لم تأت بعد ، أمّا قطط الشوارع والكلاب الشاردة ، فتنثائب شكرا للقصاب.

المشهد الخامس

ها هو الهارب من خلف بحار الموت بلا هوية ، ومن خلف تاريخه الذي انتهى قبل أن يبدأ، ترك عصاه في بياّرة الأبقار، وترك مثيلهُ لا ينتظر، ليماثل هابيل وقابيل على حدٍ سواء ، وعندما لم يتمكن علمهما كيف يواريان سوءتيهما .

المشهد السادس

لم يكن أحد منهم يعرف الطريق المؤدية إلى مرابع الأعراب ، وكاد الطير يتخطفهم في التيه ، فتطوعت من أقصى المدينة أشتات مكلّبة، وعندما وقعت الفرائس في الفخ لم يحظ الصيّاد بالعظمة

المشهد السابع

قال له سأمحو أسمك من دفتر العائلة ، وأقطع لسان من يلهج بذكرك، أو أعيدك إلى رحم أمّك ، لأن الله لم يخلقك بعد، لكن الفينيق لم يأبه كثيرا للهراء، فكثيرون قبله قالوا مثل هذا ، لكن الكائن الأزلي قام كعادته من الرماد.

والمشهد الثامن

دعا أولاد عمومته ليقتصّ من غريم قيل أنه من سلالة ابن امرأة كانت تأكل القديد في مكة ، وقيل أيضا أنه من سلالة رجل علق الفأس في عنق ربهم ، وعندما هيئ لهم المتكأ جعلوه قديدا وعلقوا رأسه ليرعوي الأعراب .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى