الجمعة ٧ أيار (مايو) ٢٠١٠
بقلم لمى نور الدين محمد

ناقصات عقل

من هو هذا (الأجدب) الذي يعتقد بأن الحياة غير عادلة!!
البرد يعضّ عظام قدميّ النحيلتين، بينما أنا أحتضن أفكاري و أهرب مهاجرة، أبحث عن سماء تتسع للجميع.

العانس أنا و المتمردة، أفرّ من عريس تقليدي لأنثى لا تقليديّة.

حريتك هي كرامتك التي إن ماتت تهلك، و أنا مستميتة في الدفاع عن كرامتي.

أذكر أنني قررت أن أختلف يوم استخدمت عقلي في جميع المتاهات التي حظر على نساء كثيرات مجرد تخيّل وجودها.. زواج بلا حب هو عهر، و هو زنى مقنع بورقة.

أمي رفضتني قبل أبي و سلّمت بأني: ناقصة عقل .

عدل الحياة هو سؤالي الملحّ، و هو شكي ويقيني في آن.

حر شديد في هذا السجن، أنا اليوم عدوة الحريّة الأولى التي نطقت بدعوى جديدة ألا و هي (استخدام العقل).

العميلة أنا و المرتدة، أسجن من قبل وطني المستقر، والذي زعزعت جاحدة مثلي استقراره.

مع الزمن يصبح للمسمى تكرار تقليدي يطرده من نطاق التفكير.

التعميم يقتل الأفكار..لكن العادات و الموّرثات لم تعد أفكارا، فهي ما عادت تدخل العقل و لا تطرق بابه.

أية قضيّة اجتماعية أو دينية أو سياسية..تثير جدلا قتّالا، و تخلق كراهية و حروبا هي قضية تحمل من المورثات و المسلمات ما لا يمكن مطلقا الدفاع عنه تحت اسم ( الفكرة).

أختي رفضتني قبل أخي وسلّمت بأني: ناقصة عقل .

عدل الحياة هو سؤالي الملحّ، و هو شكي و يقيني في آن.

الرياح تشدني، محاولة إعادتي إلى مجاراة التيار، إلى صديقات الموضة و ألوان الشعر، و أنا منذ عرفت صداقة الكتاب، أمسيت أخرى.
المغرورة أنا و المعقدة، ألعن من قبل أقاربي و أصدقائي، يصفوني بالوقحة لأنني أحمل آراء متمردة و مستوردة.

ناقصة عقل هي من تصمت، معتقدة الأمر لا يعنيها، و أنّها لن تكون من ( القوة) لتقف في وجه مجتمع، و أقارب، و أصدقاء .
ف(الوضع على مايرام)، أو الجمل المشابهة التي نسمعها من الصامتات المؤدبات، لا تنجم إلا عن العدائية للكتاب.. التي توّرث كالعادات و التقاليد، و لا تخضع مطلقا لاستفسارات منطقيّة.

عدل الحياة هو سؤالي الملحّ، و هو شكي و يقيني في آن.

لا برد، و لا حر..لا ضرب و لا تعذيب قد يغيّر أو يلغي من أفكاري و تفكيري.
الأنثى الضعيفة القويّة أنا، التي و في أضعف حالاتها قد تسايركم، لكنها ستلقن أطفالها ما أملاه عقلها عليها.

موجودة أنا في كل زمن، و في كل مجتمع، قناعاتي و معتقداتي التي تسكن عقلي لن تغيرها حياة.

سألمس العدالة في ثباتي على ما يمليه عقلي عليّ، و سأقضي عمري أضحك على مصطلح (عادلة).

الذكية أنا و الأم ..و عرّابة جيل جديد أفضل، و لست أبدا ناقصة عقل.

يتبع...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى