الخميس ١٠ حزيران (يونيو) ٢٠١٠

وردة لها، باقة للبحر

طلال حمــاد

تواعدنا. قالت على الشاطئ، فسألتها: ساعة الغروب؟

أومأت برأسها، ولم تقبّلني لكنها قالت: يسعدني أن تدرك ما أريد.
وقبل الموعد بقليل، ابتعت وردة حمراء، وذهبت.
وجدتها في انتظاري، فركضت إليها، وهي ركضت إليّ.

أمسكت بي من يديّ. أمسكت بها من يديها. أمسكنا أنا وهي الوردة بيدينا. لمعت عيناها. برقتا. أغمضتهما. كدت أن أقبّلها. قالت: كنت أعرف أنّك ستأتي، وأنّك ستحضر لي وردة.. حمراء. ثمّ أشارت عليّ أن نركض باتجاه البحر. ركضت وركضت، والوردة في يدها. نسيت أن أقدّمها لها. نسيت أن أقول شيئاً ربّما يروق لها.

نسيت.. ما الذي نسيته غير هذا؟

على الشاطئ.. اقتربت من وجنتي اليمنى، وقبّلتني. وانتظرت. فاقتربت من وجنتها اليسرى، وقبّلتها.

قالت: امسك معي الوردة. أمسكت معها الوردة.

قالت: ارفعها إلى فوق. رفعتها إلى فوق.

كانت يدها أعلى. أدركت بأنّها أطول مني بذراع الوردة. وأضافت وهي تنظر إلى الأفق الذي يسبح في الماء: سنرمي بها إلى البحر..

والتفتت إليّ.

كانت عيناها محمرتين ومبللتين بالدمع.

ندمت أنّني لم أحضر باقة.. تليق. وضممتها إليّ.

لا أعرف أكانت هي التي همست، أم أنّه البحر: لا بأس عليك. وردة واحدة من يديك تكفي.

فقالت فرحة: أسمعت ما قاله البحر الجريح لي؟ أسمعت؟ لو كنت مكانك لأحضرت باقة.. تليق.

طلال حمــاد

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى