الأحد ٢٠ حزيران (يونيو) ٢٠١٠
بقلم
الأرض والعشاق والمرتزقة
(1)نافورة من دم .. أطرقتُ أشهدها من شرفة الأرقِتكاد ذاكرتي تصطك من مائها المشبوب بالحُرَقِوالماء - هذا الدم القدسي - يطلب أن يسخو الضحايا بهِيشتاق دوماً لأن يسمو بأصحابهِيهتاج إن لَفَّناَ الصمت الأنانّي في وادٍ من القلقِفالصمت مستنقع ينداح في أرضنا البكماء يرويهاويُبعد النور عن آفاقِ أحبابهمكبلاً خطوات العاشق - الطفل بالأسوار يُعْليها(2)أصداءُ غناءٍ محترقةأهي الصخب المعتاد من الناس البسطاءحين يجوبون الأرض - على أمل – و ينادون الله لكي يمطرهم ذهباويعودون إلى الأبنية الشوهاء المختنقةحيث يصبون اللعنة فوق رؤوس الزوجات ، ويشكون الهمّوهمْ في الليل يشدون الأغطية على الأبناءويفيقون مع الفجر يصلِّون لمن أعطاهم ما يشبعهم .... لكن ما أعطاهم ذهبا؟!أصداءُ غناء محترقةأهي الريح الهوجاء تعابِثُ أغصان الشجر العجفاء .. وتنبح تمتدح الصحراءحيث الرمل تدفق ذهباأما النيل المغلول فقد أصبح يشكو الأرض الشبقةويمنّ عليه وجوه القوم ببعض القمح وقرض كساءليعود الخصبُ لما نضبَا..أصداء غناء محترقةماذا في الليل ....؟ .... لعل الخوف من الشفقةينداح دوائر في نبض رجال سقطوا تحت قطار الصخب الأجوفويفيض أنينا يحسبه البلداء ... سعادةفيخفون إلى قصر منغلق ويقولون بصوت منطلق للرجل المترففلتنعم بالأكل وبالملبس فالناس هنا تخفق بالفرحة كالأغصان الميادة.... ماذا في الليل؟ .. لعل الريح .. لعل الريح...ماذا في الليل؟ ....لعل الخوف ....لا .... ليست هذي غمغمة للريحلا .... ليس هو الخوف الخجلان من التجريحهذي أصوات المرتزقةأشباح البؤس تصب على الطرقات وفي الحجرات غناءَ المرتزقة :أعِطنَا الفرصة َحتى نتغنى بنهار لن تراه الأكثريةوانفتاح للصوص سوف يأتون خفافا من بلاد أجنبيةباذرين الوهم في ودياننا حين يسوقون الجماهير الشقيةبفتات من نقود وكثير من وعود وأمان زئبقيةأعطنا الفرصة يوماً وترقبْ ما توافيك به الدنيا الدنيةإننا نركع للمال ونحيا في ارتقاب للينابيع السخيةفإذا نحن شبعنا وتجشأنا تثاءبنا وأنكرنا الرعيةونسينا غيرنا ثم انطلقنا نتبارى في القصور المرمرية(3)أهكذا يفتح التجار عالمنا بالغش والعفنِوتُسحب الأرض من أقدام عشاقهافي السر والعلنِوتشتكي زهرةُ حمراء للحق من تلطيخ أوراقها؟أهكذا دائما نشتاق يا فقراء الأرض للأرضِ!والأرض تنهشها الغيلان في نهمِيا معول الرفضِمتى تشق جدارَ البؤسِ والألمِ؟!- تعليق -يترنم في الليل القمرُ المخنوقُ بأحلام الجوعىوالجوعى ضاقوا بالجوع وبالوهم وبالهمتترحم في الليل الأفعىتترحم في الليل على من ماتوا بالسمّ!!(4)إنسانُ كل القرى في الصمت يمشي غريبَ الروح والبدنِوالناس في وطنييغالبون الأسى بالضحكة المرةويحصرون المنى في لقمة مرةلكن إذا ثاروايثور في الأرض إعصارٌ له ثارُتنهار مرتفعات الغش والعفنِنرقَى بعالمنا رغماً عن المحنِ...- تعليق -قلبي على الطفل الذي سيولد، الطفل الذي سَيُقتل، الطفل الذي سيأخذ الثأراقلبي عليهم .. إنهم أطفالنا، والدم إذ تسمو به النافورةيُفِتّح الورود في الحدائق المهجورةمصطحبا إلى الحياة عالما حُرَّا ...(5)نافورة من دم أطرقت أشهدها من شرفة الأرقتكاد ذاكرتي تصطك من مائها المشبوب بالُحرَقوالنار باردةٌ في جمرة الشعر رغم البؤس في الطرقِوالنار تنهشنا ..النار تنهشنا ..النار تنهش في غصن ... بلا ورقِ!!