الاثنين ١٢ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم نوزاد جعدان جعدان

الليل ورقية

على ضفافِ الفراتِ التقيْنا

يا رقيّة!..يا بنةَ الليلِ الحزينِ!
كنْتِ وكنّا في أنينِ الماءِ نحيّا
مِنْ شجونِ الذكرياتِ استمرُ
يا رقيّة
مِنْ صدى الليلِ صاحَ فراتْ:
آهٍ أنا صوتُ خلخالِ الأحبة!..
أَعلنْتُ توبَتي وها أنتِ ذا ترجعينَ حبكةَ الروايةِ
ففي البدءِ كنّا:
[***
اِلتقيْنا
من بعيدٍ رانتْ
بوادي القمح خصلُ شعرها
كرومُ العنبِ لونُ عيناها
أهدابها كحلُ ليلِ الفراتِ
رموشها أسهمُ قلبِ القاصدينَ
حدّقتْ في عينيَّ
أوقدتْ درباً وأغنية
لوردةِ الخدِّ أحيّتْ
حينَ فستانَها الورديَّ ارتدتْ
جاءتْ تقولُ للشراعِ
راحلةْ
ومركبٌ عليهِ صيّادُ سمك
من صيدهِ خائباً عادَ يترنّحْ
في مساءٍ يحملُ في حقيبتهِ
خيبةَ صيادٍ وأجراسَ الرحيلْ
فجلسْنا في الظلامِ
يا ليلُ يا سرَّ الشواطئ!
يا عينُ يا بئرَ اللآلئ!
يا رقيّة!
يا تلةً تشرقُ خلفَها الشمسُ وتغيبُ!
**
واحسرتاه! محبوبتي !
فمنْ جديدٍ نلتقي
عتمَ ليلٍ
وفي الليلِ ضوءُ شجونْ
والآنَ وحدي يا رقيّة
أجترُ الدرب والأغنية
يا رقيّة!..يا بنةَ الليلِ الحزينِ!
كلّما تعلو مياهٌ تصفعُ وجهي
تردّني إلى البدايةِ الناقصةِ
قولي يا دائرةَ الذكرى
حجراً أرمي إلى القاعِ
قمراً من أيّامِ كنّا تشتتْ
يا فراتُ تمضي على بدن حبيبتي
وإنّما تبللُ قلبي
إنّي أراكَ حياتً(1)
إنّي أراكَ حياتْ
يا فراتُ !
يا حلمَ الفقراءِ!
ويا نشيداً على أقلامِ الشعراءِ!
ترتدي جلبابَ ليلٍ في المساءِ
وفستانَ سماءٍ في الصباحِ
لا تخادعْ يا فراتُ
قولي لهُ يا رقيّة
على شاطئٍ دعيهِ يرسينا !
**
قاربٌ في المدِّ يبدو
بارقةً للشاطئِ يرنو
هلْ صادفتَ أيّها البحّارُ حورية
في وجهِها زهرةٌ وحدائقُ أغنية
بالحسنِ صبيةْ
بيدها تحملُ وردةً وقيثارةً
وكفنَ مرساة
شباكُ صيّادٍ أجابَتْ
والشباكُ لها قصة نسيجٍ
وألمُ فريسة
يا رقيّة!..يا بنةَ الليلِ الحزينِ!
**
في الجلوسِ على ضفتكَ طقوسٌ
والطقسُ نسيمهُ حبيبُ
يا غريمي يا فراتُ !
يا أمّاً ترضعُ أولادَها !
ويا قطّةً تأكلُ أفراخها لو أينعتْ من وجهها
تجعيدةُ الجبينِ !
أيُّ صداقةٍ هذهِ قد أخذتها حبّاً لكَ
اِتركْ رقية يا فراتُ
فلا والله ليستْ حورية
وإنّما هي نهرٌ يجرّني إلى محيطِ أشجاني
على ظهرِ المركبِ كانت تجلس
والنهرُ خادع
أزرقٌ أزرقٌ
والعيون الزرق مغرية
لؤلوٌ بدا من العمقِ كالذهب رنا
فأيُّ أنثىً ترفضُ الذهبَ
حذار حذار رقية
أسماكٌ تلبسُ ثوبَ الملائكة
أيّ سماءٍ صرتِ؟!!
يا لؤلؤاً في القاعِ سكنتِ
يا رقيّة!
يا بنةَ الليلِ الحزينِ!

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى