الثلاثاء ٢٧ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم حسين رنجبر

جبران خليل جبران وموقفه من الدين

الملخص:

إن شخصية جبران الدينية قد دخلت في الإبهام نظراً إلی أفكاره المتعددة حول الدين، فهذا يعتبره «كافر وملحد» والآخر ينظر إلیه نظرة تفاؤلية ويعتبره «نبيّاً» دون ريب.

هل كان جبران متديناً؟ ماذا يعتقد جبران في الأديان؟ سعيت بقدر استطاعتي أن أجيب عن هذه الأسئلة في هذه المقالة.

وفي نهاية المقال نشيرإلی ما وصل إلیه هذا البحث: هو اعتقاد جبران بتوحيد الأديان فيقول إن جذور الأديان ترجع إلی طريق وحيد وینتهی هذا الطريق لإله واحد ولخالق واحد مهما تغيّرت الأسماء والعناوين ومهما تختلف الأسماء والظواهر، فللبشر طينة واحدة وهي تتصل بالألوهية المقدسة.

المقدمة:

لا تبدودراسة جبران خليل جبران أمراً سهلاً وهوذوأبعاد مختلفة، فقصدت في هذا الجهد المتواضع أن أتطرق إلی آثاره وأفكاره في مقال تحت عنوان «جبران خليل جبران وموقفه من الدين.»
نعبر في هذه المقالة إلي العوامل التي أثر علی جبران وأدّت إلی تمرّّده في الحياة وناقشت البيئة العائلية والاجتماعية وآراء جبران حول الدين والشريعة والإنسان.

ثمّ تناولت الإسلام والمسيحية بشكل خاص وأفكار جبران بالنسبة إلی هذه الأديان تحديداً وآتيت بما يعتقد جبران في الكتب السماوية (القرآن الكريم والإنجيل).

الكلمات الدليلية:

جبران خليل جبران، الشريعة،الدين، رجال الدين،المتاجرة بالدين، الحرية الدينية،التمرد، الإسلام والمسيحيّة

ترجمة جبران خلیل جبران

1300-1349ھ /1883-1931 م

«هوجبران بن خلیل بن میخائیل بن سعد ، من أحفاد یوسف جبران البشعلاني اللبناني نابغة الکتاب المعاصرین الأمیرکی ، وأوسعهم خیالاً ، أصله من دمشق ، نزح أحد أجداده إلی بعلبک ، ثم إلی قریة بشعلا في لبنان وانتقل جده یوسف جبران إلی قریة «بشرّي» وفیها وُلد جبران في لیلة السادس من کانون الأول سنة 1883م/1300 ھ » [1]
كان جبران قد فقد أيّ حظ من أبيه بينما كانت تعاني أسرته من عدم مسئولية أبيه في الأسرة.
لأن« والده شدید البأس قانعاً من دنیا ه بخمرة تذهله عن مصائب الحیاة. إلتزم عدّ الأغنام والماعزفی الجرود لیُجبی عنها الرسوم للدولة.

أمّه «کاملة رحمة» ابنة الخوري اسطفان، نشیطة، حادة الذکاء. کانت زواجها من خلیل جبران أرملة حنّا السلام رحمة» [2]کان رجلاً ، طیباً ، فأخذها إلی البرازیل ومات هناک بعد أن وضعت له بطرس ،ثم أنجبت جبران وسلطانه وماریانا من خلیل جبران . « في الخامسة من عمره دخل مدرسة «مار الیشاع» في طرف بشّري حیث تعلّم مبادي العربیة والفرنسیة والسریانیة وفي العطلة الصیفیة تردد إلی جدّه الخوري اسطفان فالتقی عنده رهباناً إیطالیین یحملون رسوماً فنیّة استهوته وتحبّب إلیه التصویر» [3]

«لمّا بلغ جبران الحادیة عشرة واجهته أزمة عنیفة دمغت حیاته کلّها بعلامة سوداء .أوقف أبوه بتهمة اختلاس وفُرضت علیه إقامة جبریّة في مرکز قریب من المحکمة واحتجزت أملاکه ، فضاقت سُبُل العیش بوجه العائلة فاضطرت إلی مغادرة لبنان طلباً للرزق وهرباً من الذلّ. » [4]

حياته في بوسطن

لقد أدی الفقر والحرمان وأيضاً الأوضاع السياسية والإقتصادية المتدهورة في لبنان إلی هجرة أسرة جبران.ولهذا حملت کاملة رحمة أولاها الأربعة إلی الولایات المتحدة « فوصلت إلی مدنیة بوسطن في 25 حزیران سنة 1895 م حیثُ أقامت في حّي الصینیین، أَقدم أحیاء المدینة وأضیقها» [5]

سلسلة الأحزان:

إن(الموت) في أسرة جبران زرع فيه بذر الطغيان والتمرد وأدی إلی رحلته من لبنان إلى (بوسطن) و«في عام 1902م، عاد جبران إلی بوسطن ، محطم القلب ، جریح العاطفه ، عارم النفس بالثورة علی مقابح المجتمعات ، غیرأنّه سرعان ما توجه ، بصحبة إحدی العائلات الأمیرکیة ، لزیارة بعض بلدان أوروبا والشرق ، فلما أن عرّج علی ایطالیا، ووصل إلی بیروت ، أتته الأنباء حاملة إلیه نعیّ أخته «سلطانه» التي قضی علیها السّل ، کما استدعی علی جناح السرعة لرویة والدته التي اشتدت علیها العلّة أیضاً ، فکان أن صرخ صرخته المشهورة التي حملته علی الکفران:
لقد مات ربي عندما أمات «سلطانه» فکیف أحیا بعد الیوم ، بلا رب.» [6]
ورجع جبران الی بوسطن ،« لیروّی بدمعة ثری أخت حبیبة حال القدر دون یُلقي علیها شقیقها نظرة الوداع الأخیر ، حتی إذا حسب جبران أن القدر هادنة قلیلاً ، تهاوت أمّه ، ثم تهاوی أخوه «بطرس» تحت وطأة السّل الفاتک ، وأبقاه وحیداً مع مریانا ، یعیش بجناح واحد ضعیف» [7]

وکأنما أحسَ جبران أن الداء لن یهادنه ، هوالأخر ،فإذا به یعاني تجربة الموت والحیاة ، ویقف مشدوهاً ، متسائلاً ، متفلسفاً، أمام ظواهر الوجود:
من أین یولد الإنسان؟ لماذا یولد؟ لماذا یحیا؟ وإلی أین المصیر؟ وبذلک یضیف إلی تجربة الفقر والمرض ، والأغتراب ، والحبّ المحطم ، تجربة المصیر المظلم.

حياة جبران الاقتصادية والاجتماعية والسياسية:

أما من ناحية المالية ؛ كان الفقر والحرمان قد أحاط حياة جبران بأكمله ويقول ميخائيل نعيمه حول هذا الموضوع:«فکیف له أن یفرّج من قلبه فیسکب عواطفه في قوالب الشعریة ، إذا کان فکرة تائهاً في صحاري المعیشة یفتّش من الریال ولایجده؟ وکیف یتاح له أن یستغلّ ما في تربة خیاله الخصبة من قصائد ورسوم ، مادام صاحب البیت لایقبض شعراً منثوراً أجرة بیته... » [8]
كانت (ماريانا) أخت جبران أمله الوحيد للمعاش، ما كانت قادرة علی هذه المهمة حتي لنفسها مهما كانت تعمل الخياطة.

الاحتضار:

إن السل والأمراض الكبدية قد قتلت جبران وأخيراً مات جبران في لیلة العاشرة من نیسان سنة 1931م في مستشفی القدیس فِنْسِنْتْ.وهوفي غیبوبة ،والطبیب لایقدّر أنّه یعیش حتی منتصف اللیل ... وجبران علی فراش الموت ... سألته الراهبة:
 هل أنت کاثولیکی؟
فأجابها بنبرة قویة:
 کلّا!
فترکتْه وانصرفت .

العوامل الرئيسة لتمرّد جبران

1-البيئة المنزلية:

لقد كان محيط جبران المنزلي، من أهم المؤثرات التي ولّدت التناقض الرهيب في نفسيته، «لأن هذا المحيط كان متبايناً تمام التباين مع جوالطبيعة الخلابة التي تغمر «بشرّي». كان جبران يری في الطبيعة جنّة أحلام عواطر، وملاذ صفاء وهناء، بينما بيتُه جحيم يأس قاتل، وكهف شحناء وبؤس مقيمين، في الطبيعة كان جبران يستمع إلی شدوالطيور، وهمس النسيم، وحفيف الأوراق فوق الغصون، وأمّا في منزله، فكان لايسمع إلّا عواء فاقة ضاربة وعربدة والد سكّير، وأنين أمّ مؤمنة صابرة علی مضض الزمان، مات زوجها الأول مخلفاً لها طفلاً يتيماً «بطرس» شقيق جبران الأكبر، فتزّوجت من خليل جبران، لعلّها تبدّد شقاء الترمل، فما كان زواجها الثاني إلا ليزيدها بلاءً علی بلاءٍ، فتمرض بالسّلّ الذي سيودي وبأولادها، ومنهم جبران نفسه، بعد مدّة من الزمن؛ وإذا بأشباح البؤس العائلي، والفقر المادي، والمرض الفتاك، تطوف في مخيلة الفتی جبران، حتی إذا قارن بين واقع محيطه المنزلي، وواقع بلدته الغافية في عالم الجمال الطبيعي الساحر، تولّدت في نفسه مفارقات وتناقضات، ونتجت عن هذه التناقضات ألوان من التمرّد العنيف، والثورة الجموح، سوف ترتسم خطوطها، وتنعكس أصداؤها في مؤلفاته جميعاً.» [9]

2- البيئة الاجتماعيه:

من ناحية الإجتماعية كان جبران في جوٍ ملئ بالظلم والجور من قِبل العثمانيين إضافة علی الحرمان والفقر والتمايز الطبقي.
« كانت البيئة الاجتماعية في أواخرالقرن التاسع عشر، بيئة معقدة ظالمة، تُقرّ التمايز الطبقي، وتأخذ بالتعصب الطائفي، وتتبع سبل الإقطاعية، في وجهيها السياسي والديني، فضلاً عمّا حلّ بالبلاد من ضائقه اقتصادية، ومن وهن في آلة الحكم، حتي لم يعُد في البلاد إلا طبقتان متناقضتان: إحداهما تموت من الفقر، والمرض، الجوع، وثانيتهما يبطرها الثراء الفاحش، والرفاهية والتخمة بأنواعها.
هذه البيئة الاجتماعية التي تُسيغ المظالم، تستبيح حتی حرمات القلوب، فإذا الحبّ الذي انعقد بين قلب جبران خليل جبران، وقلب «حلا ظاهر» (ويسمّيها في الأجنحة المتكسرة: سلمی كرامه)، يتهاوی تحت أقدام التمايزالطبقي، لأنّ «حلا» من طبقة الإقطاعيين الأغنياء وجبران من طبقة الفلاحين المزارعين الفقراء. وهذا الحب البائس الذي نُتف ريشه، وقُصًّ جناحاه، قبل أن يحلّق في عالم الروح، كان دافعاً قوياً من دوافع الثورة علی المظالم الإنسانية، لدی جبران خليل جبران.

الحرية في أمريكا

«ولقد رحبت أمريكا آفاق الحرية الدينية عندالعرب المهاجرين، وجعلتهم يودعون – فيما ودعوه في أوطانهم – ذلك التعصب الديني الذي كان يبدوعلی أكثر وجوهه عنفا في لبنان خاصة، وفي الشرق العربي عامة، لقد كان وجه الطائفية البغيض يتمثل للعرب النازحين في بلاد تقدس الحريه السمحة الجميلة، سواء أكانت حرية في الفكر، أم في المعتقد،‌أم في الأوطان.

إن الفرق الشاسع بين حرية الأديان في العالم الجديد، وبين التعصب الديني في الأوطان للمهاجرين العرب قد دلهم بوضوح علی أن الطريق الجامد المتعنت لا يفضي إلی تحرر في الفكر، ولا إلی استواء في القصد، ولا إلی قوة في الكيان،‌وأن بلادهم لم يصبها بالضعف والتخاذل وانحلال القوة وتفرق الكلمة ألا ذلك التعصب الطائفي الذي عطلها وعوقها عن السير في طريق النهوض.

رأي أدباء المهجر في الأديان

للحصول علی دراسة الدين عند جبران لابد من دراسة الدين عند أدباء المهجر بشكل عام وعند جبران بشكل خاص.
« إن كثيراً من أدباء الغرب لا ينظرون إلی الأديان نظرة ملؤها القدسيّة والإحترام، فكذلك نری شعراء المهجر لا يأبهون بتعاليم الدين، ولا يحفلون بمراسم العبادة،‌حتی إن إيليا أبا ماضي يزعم أن «جهنم» ليست غير فكرة تاجر، وأن الله أمرالناس بأن يرحم بعضهم بعضاً، فكيف يرضی بأن يعذبهم.» [10]

الحريه الدينيه:

البيئة التی هيّأتها الغرب وعاش فيها أدباء المهجر كانت قرينة بالحرية وبعيدةً عن ما يخوّف رجال الدين، فاستطاع أدباء المهجر أن يبرزوا آراءهم حول الدين بحرية كاملة وهنا نتناول هذاالموضوع في الأدب المهجري.
«الحرية هي الدعامة الأولي التي قام عليها الأدب المهجري، سواء في المعتقدات الفكرية والمذهبية والاجتماعية، أوفي التعبير وفي فنون البيان. والحرية الدينية عامل عظيم التأثير، وركن من أهم الأركان التی جعلت الأدب المهجري يظفر بما ناله إلی اليوم من التقدير والأعجاب، ويحتل مكانته البارزة في تاريخ الأدب العربي الحديث.
ولعل المهجريينِ هم أهمّ فئة من رجال الفكر العربي الحديث نشرت معاني التسامح والتسّامي في الدين،‌وجعلت لذلك نصيباً كيبراً من أدب أربابها: الشعر منه والنثر.

ففي أدب هؤلاء المهاجرين نجد الحرية في التفكير والتعبير، والمناقشة والتفسير لشؤون الدين، بعيداً عن روح التعصب والجمود، والتسليم الأعمی لما جاء في كتب الدين وشروح رجاله. وأما التكفيرالذي يرمي به الشرقيون بعضهم بعضاً، وتتهم به كل طائفة وكل ملة أختها، فهوأبعد مايكون عن تفكيرالمهجريين وعن معتقداتهم وهم أبعد ما يكونون عن قبوله أوالتسليم به» . [11]

نظراً لما قلنا فالنتيجة هي:

كلّ هؤلاء المهجريين يؤمنون بالله ويدعون إلی الإيمان به ولكنهم لا يرونه لعيون المعتقدات المذهبية التي نشأوا عليها في طفولتهم.
فالسؤال: أي إلهٍ يؤمن به جبران وقد أدهش الجميع حتی إتّهم الناس جبران بالتكفير وما زالومتعجبين:
«إله جبران إله خاص، تنهل نزعته الصوفية من مناهل وتأثيرات متقاطعة في مابينها: المسيحية، الاسلام، التصوّف الاسلامي ( مذهب الاتحاد بالله وإحادية الوجود) ديانات الهند الكبري، الباطنية، التيوصوفيه، علم النفس اليونغي (نسبة إلي يونغ)... .

يعتقد جبران بأن الإيمان أمر فردي وفطري والأديان لها منشآ واحد والمنشأ هوذات الإلهي المقدس.، وهويقول: «تقول فكرتكم: الموسوية، البرهمانية، البوذية، المسيحية،والاسلام. أما فكرتي فتقول: ليس هناك دين واحد مجرّد مطلق تعدّدت مظاهره وظلّ مجرّداً». من مقالة «لكم فكرتكم ولي فكرتي». وفي موضع آخر، ترد هذه العبارات الآسرة: «أنت أخي وأنا أحبّك، أحبّك ساجداً في جامعك، وراكعاً في هيكلك ومصلّياً في كنيستك، فأنت وأنا أبناء دين واحد هوالروح، وزعماء فروع هذا الدين أصابع ملتقية في يد الألوهية المشيرة إلی كمال النفس» (من كتاب دمعة وإبتسامة) » [12]
ليس الدين شيئاً فيه التظاهر حسب رأي جبران،‌بل عمل فطري ويتعلّق بالإنسان ونيته. «كان الدين هوالواقع الذّاتي والعمل هوالتّعبير عن هذا الواقع فلقد دعا جبران إلی عمل دينيّ حرّ تكتشف الذات من خلاله طاقاتها، والمجهول الذي لم يتبلور بعد، فالدين في جوهره ليس عملاً شكليّا طقسياً وإنّما أعمال تعكس ما تخبّأ في النفوس وتجوهر بالنّيات «ولا الدين بما تظهره المعابد وتبيّنه الطقوس والتقاليد، بل بما يختبئ في النفوس ويتجوهر بالنّيات. » [13]

الشريعة في رأي جبران:

حينما يری جبران الشريعة لا تتلائم المتعالية وتنحصر بالزمان والمكان وآلةً في يد رجال الدين، يبداء بإنتقادها. نقصد دراسة «الشريعة» حسب نظرة جبران:
هوينتقد الشريعة لأن رجال الدين يسرقون من الضعفاء بضاعتهم وأموالهم وليس الشريعة إلا آلةً يستخدمها الأقوياء في الدين لأطماعهم..هذه هي الشريعة التي يعانيها جبران وينتقدها.
إن الشريعة قانون وضع للضعفاء فقط وقد حُرم الضعفاء والنساء (وهن من الضعفاء) من حقوقهم الإنسانية لأنهم يقيدون أنفسهم في إطار قوانين الشريعة التي تفرض عليهم حدوداً خاصة .(حسب رأي جبران).
إنّ شريعة تناقض المشيئة الإلهيّة، فالله خلق الإنسان حرّا، ومنحه العاطفة والعقل، وزيّنه بالمعرفة، ولكنّ الشّريعه تُهَيمن علی روحه وعقله وعاطفته، ويرزح تحت ثقلها، مسلوب الإرادة، قانعاً بواقِعِهِ، مطمئناً لضعفه وتخاذله «القلب ولد بالمعرفة واعتلّ بالشّريعة» وظهر اعتلاله في المستويات الحياتيّه جميعها من دينيَّة، واجتماعيّة، وسياسيّة وفكريّة.» [14]

لذا يعتقد جبران بأن الشريعة التي صمّمها البشر للبشر قد تكون قابلة للتغيير وللترفيع.إذاً لا شيء ثابت، ولا شريعة يمكن اعتبارها كلاماً منزلاً أوتُسنّ كقانون إلهي لا تغيير فيه إن كلّ شيء- في رأي جبران – قابل للتّطوّر والتغيير، والتحسين: «أنا من القاتلين بسُنّة النّشوء والإرتقاء وفي عرفي أن هذه السّنة تتناول بمفاعيلها الكيانات المعنوية بتناولها الكائنات المحسوسة، فتنتقل بالأديان والحكومات من الحسن إلی الأحسن، انتقالها بالمخلوقات كافّة من المناسب إلی الأنسب» [15]

حقيقة الدين

إنّ جبران يتحدث عن حقيقة الدين في أنه يشمل كل ما في الحياة. يقول في «البني» «أليس الدين كل ما في الحياة من الأعمال والتأملات؟ أليس الدين كل ما في الحياة مما ليس هوبالعمل ولا بالتأمل بل غرابة وعجب ينبعان من جداول النفس وإن عَمِلَت اليدان في نحت الحجارة أوإدارة الأنوال؟» [16] والدين تعيشه في كل أعمالك وتأملاتك وأقوالك: «من يستطيع أن يفصِل أيمانه عن أعماله، وعقيدته عن مهنته؟» [17] فالدين لا ينفصل عن الحياة اليومية وهذان يجب أن يكونا متطابقين بالكلية: «من يستطيع أن يبسط ساعات عمره أمام عينيه قائلاً: هذه لِله، وهذه لي، هذه لنفسي، وهذه لجسدي؟ فإن جميع ساعات الحياة أجنحة ترفرف في الفضاء منتقلة من ذات إلي ذات ... كل من يعتقد أن العبادة نافذة يفتُحها ثم يُغلقها، فهولم يَبلُغ بَعدُ هيكل نفسه الذي نوافذه مفتوحة من الفجر إلي الفجر... إنَّ حياتم اليومية هي هيكلكم وهي ديانتكم.» [18]

ليس الدين شيئاً منفصلاً عن حياة الناس اليومية ولايوجد غموز في الدين كما يزعمون رجال الدين ويشددوا علی الدين .«والدين بسيط في حقيقته وبعيد عن الغموض الذي يحيطُه به رجال الدين. والله، في الحقيقتة، في كل مكان وهوقريب من كل إنسان: «إن شئتم أن تعرفوا ربّكم فلا تعنوا بِحَلِّ الأحاجي والألغازِ. بل تأمّلوا فيما حولكم تجدونه لاعبأ مع أولادكم. وارفعوا أنظاركم إلی الفضاء الوسيع تبصروه يمشي في السحاب، ويبسُط ذِراعيه في البرق، وينزِل إلی الأرض مع الأمطار.

يتعمّق جبران بإلاهية الدين وربانيّته وفي كتاب «النبي» يقول:
تأمّلوا جيّداً، تَرَوربّكم يَبْسم بثُغُور الأزهار، ثم ينهض ويُحَرِّكُ يديه بالأشجار.» [19]
ایمان جبران وتأثیره بالکتاب المقدس:
نريد في هذا المبحث أن ندرس تأثير الإنجيل علی جبران فنأتي بنماذج من أقواله وكتاباته التي تأثّر بها من الكتاب المقدس.

لا شك فيه بأن أقوی تأثير علی جبران كان من ناحية الكتب المقدسة ولاسيّما الإنجيل.فلذا إذا نظرْنا إلی كتابات جبران خليل جبران، وتأَمَّلْنا في أقواله، نجد أنَّ جبران كان متأثراً بالكتاب المقدس بشكل واضح جداً، من حيث الفكر ومن حيث الأسلوب الأدبي. من ناحية الفكر، سنكتفي هنا بتحليل رأي جبران في موضوع المحبة.
لقد نادی جبران بشكل واضح بالمحبة، وهي في نظره عطاءٌ وتضحية مجّانيان ولا متناهيان، ولا يمكن لأحد أَن يمتلك المحبة أويقيّدها: «المحبة لا تعطی إلا نفسَها، ولا تأخذ إلا نفسِها. المحبة لا تملك شَيئاً، ولا تريدُ أن يملكها أحدٌ؛لأن المحبة مكتفية بالمحبة. أما أنتَ إذا أحَببْتَ فلا تَقُلْ: «إن الله في قلبي» بل قُلْ: «أنا في قلب الله» «النبي، المحبة» [20] وهذا الفكرُ نجده نفسُه في الكتاب المقدس، وخاصةً عند يوحنا الإ نجيلي: «الله مُحَبَّةٌ» (1 يوحنا 8:4).

و﴿هكَذَا أَحَبَّ اللهُ العَالَم حَتَّی بَذَل ابْنَهُ الْوحيدُ لِكَیْ لا يَهْلكَ كُلُّ مَنْ يُوْمنُ به بَلْ تكُونُ لهُ الْحَياةُ الأبَديَّهُ﴾ (1يوحنا 3 : 17) ولقد أرسل اللهَ ابنَهُ إلَی العَالَمِ لِيخلُصَ بِهِ العالَمُ (1 یوحنا 17:3) ومن كان من الله فهويحب:﴿ مَنْ لا يحِبُّ لمْ يَعْرِفِ اللهَ، لأنَّ اللهَ مَحَبَّة. بِهَذا اُظْهِرَتْ مُحَبَّةُ اللهِ فينا: أَنَّ اللهَ قدْ أَرْسَلَ ابْنهُ الْوَحِيدَ إلی الْعَالَمِ لِكيْ نَحیَابِهِ﴾ (1 یوحنا 8:3، 9).

واعتقد جبران أنّ العمل دون المحبة باطل ولهذا نشیر الی قطعة فی «النبی»: «العمل یکون باطلاً وبلاثمر إن لم یقترن بالمحبة، لأنکم إذا اشتغلتم بمحبةٍ فإنما تربطون أنفسکم وأفرادکم بعضها ببعض، ویرتبط کل واحدِ منکم برّبه [21] نقرأ في یوحنّا حول المحبة: ﴿لَیسَ لأحَدٍ حُبٌّ اُعظَمُ مِن هذا: أن یَضَعَ أحَدٌ نَفسَهٌ لِأجلِ أحِبّائهِ﴾ [22]
إنَّ جبران یجد راحة والمحبّة فی قلب الله الاُعظم، أجَل إنّ الحُبَّ هوقلب الله الواسع المشرّع لیضمّ الاُحیاء جمیعاً تحت جناحیه. وهل من ملجأ أفضل من قلب الله یؤوب إلیه الناس فی آلامهم وقلقهم؟ وأما من ناحیه تأثیر أسلوب جبران فی کتاباته بالکتاب المقدس، فإننا نجد عدة اُدلة علی ذلک، نورد هنا بعضاً منها:

فأولاً، نجد ذلک فی استحذا مه لأسماء العَلَم الواردة فی الکتاب المقدس، مثل: یسوع الناصري، مریم العذراء، مریم المجدلیة، سمعان بطرس، یعقوب بن زبدي، ویوحنّا الحبیب، وغیرهم.
ثانیاً هناک تقارب في المفردات مع الإنجیل. تجري معظم اُحداث الإنجیل من مدینة «اُورشلیم» وهذه الکلمة تعني «اساس السلام» بالعربیة، ونجد أن أحداث قصة «النبي» لجبران تجري في مدينة «أورفليس» وهذه الكلمة لعل أن تكون بمعنی «اساس المحبة» او«أساس العواطف».
ثالثاً، استخدامه لأحداث وردت في‌الإنجيل وتحليله لها وإعادة سبكه لهذا الأحداث بطريقته وفلسفته الخاصة، مثل: ميلاد المسيح، ومعجزات وأعاجيب قام بها المسيح، وأحداث الصلب والموت والقيامة وغيرها.
رابعاً، كتابات جبران تُظهر بوضوح أنه تعمّد استخدام أسلوب يشبه تحركات وتنقلات يسوع كما تظهر في الإنجيل، وأيضاً طريقة كلام يسوع وخطاباته، خاصة عند ما كان يسوع یتحد إلی الجموع أوجماعة التلاميذ.

القرآن الكريم في آثار جبران:

في هذه الناحية من الدراسة نتطرق إلی تأثير القرآن علی جبران، فنشیر إلی مقالٍ يحمل عنوان «إلی المسلمين من شاعر مسيحي»

يقول جبران:

«أنا أجلّ القرآن ولكني أزدري من يتخذ القرآن وسيلة لإحباط مساعي المسلمين كما إنني أمتهن الذين يتخذون الإنجيل وسيلة للحكم برقاب المسيحيين...» [23]
وأيضاً إذا نظرْنا إلی كتابات جبران، وتأملّنا في أقواله، نجد أن جبران كان متأثراً بالقرآن الكريم من حيث الفكر ومن حيث الأسلوب الأدبي.

كما نجد جبران في كتابه «النبي» يقول: «فإنَّ الحجاب المَسدُولَ علی عُيونِكم، سترفعه الید التي حاكتْهُ» [24]

ونظيره في القرآن الكريم: ﴿فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطآئَكَ فَبَصَرُكَ الیوْمَ حَدِيدٌ﴾ [25] ويقول أيضاً جبران في «النبي»: «وهل موت الإنسان سِوی وقوفه عارياً في الريح وذوبانه في حرارة الشمس؟ أم هل انقطاع التَّنَفُّس، سوی تحرير النفس من مدّه وجزره المتواصل، لكي يستطيح أن ينهض من سجنه ويحلَّق في الفضاء ساعياً إلی خالقه من غير قيدٍ ولا تعويقٍ؟» [26]

ويقول الله تعالی في القرآن: ﴿يا أَيُّهَا الْإنْسانُ إنَّكَ كادِحٌ إلی رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ﴾ [27]
ويقول جبران في القبح: «إذا كان القبح شيئاً ما، فما هو، في‌الحقيقة، إلّا قشرة الصداء علی عيوننا، والوقر في آذاننا.» [28]

ومثيله في القرآن الكريم:
﴿خَتَمَ اللهُ علی قُلُوبِهِم وَ علی سَمْعِهِمْ وَ علی أَبْصَارِهِمْ غِشاوَةٌ﴾ [29]
وأيضاً يقول جبران في الكمال: «هذا هوالعالم الكامل الذي قد بلغ أوجَه، عالم الغرائب والمعجزات بل هوأنضجُ ثمرةٍ في جنانِ الله وأسمی عالم بين عوالمه.» [30]

وكلام الله سبحان:
﴿وَ تَبَارَكَ الَّذي لَهُ مُلْكُ السَّمواتِ وَالْأَرْضِ وَ ما بَيْنَهُما وَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَ إلیهِ تُرْجَعُونَ﴾ [31]ويقول جبران في الموضوع الإنسان الترابي وأيضاً «نفختُ من روحي» يأتي هذه الجملة:
«وخاطَبْتُ الله قائلاً: أنا جَبْلة يديك، يا خالقي، من تراب الأرض صنعتني، وبنفحةٍ من روحك العُلْويَّة أحييتني. فأنا مدين لك بكليّتي» [32]

يُحشر الإنسان وهوقرين بالوحدة في منظر القرآن كما يُولد علی هذا النسق.فلذا يقول جبران عن حشر الإنسان:
«وحيدٌ! وماذا في الأمر؟ جئتَ إلی العالمِ وحيداً، وستمضي وحيداً في الضباب» [33]
ونظيره في القرآن الكريم:
﴿وَ لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرَادی كَما خَلَقْناكُمْ اَوَّلَ مَرَّةٍ وَ تَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَرَآءَ ظُهُوِكُمْ...﴾ [34]
إن تألق الحقيقة الواحدة في صور متعددة يُعد من صفات وحدة الوجود ويُلاحظ هذا المفهوم القرآني في آثار جبران.وهويكتب عن وحدة الوجود وصوره:
«كما أن لِكلّ منكم مقاماً منفرداً في معرفة الله ايّاه، هكذا يجب علیه أن يكون منفرداً في معرفته لِلّه، وفي ادراكه لأسرار الأرض.» [35]
ويقول القرآن الكريم:
﴿كُلٌّ يَعْمَلُ علی شاكِلَتِهِ فَرَبُّكُمْ اَعْلَمُ بِمَنْ هُوَ اَهْدی ﴾ [36]
الإيثار من الموضوعات الرئيسة في القرآن الكريم ، وقد أكّد العرفان الإسلامي علی هذا الموضوع كثيراً.يقول جبران في «النبي» عن الإيثار:
«إنك إذا أعطيّتَ فإنَّما تُعطي القليلَ من ثروتك. ولكن، لا قيمة لما تعطِيه ما لم يكن جزءاً من ذاتكَ، لأنّه أي شيءٍ هي ثروتك؟» [37]
وشبيهه في القرآن الكريم:
﴿لَنْ تَنالُوا البِرَّ حَتّی تُنْفِقُوا مِمّا تُحِبُّونَ﴾ [38]
«وفي بعض العبارات تتكرر الألفاظ المأخوذة من الطبيعة كقوله:
(الحبّ كوثر تسكبه عرائس الفجر في الأرواح القوية، فيجعلها تتعالي متحمّدة أمام كواكب الیل، وتسبح مترنّمة أمام شمس النهار).

ففی هذه العبارة المؤلّفة من تسع عشرة كلمة نعثر علی عدّة رموز للطبيعة، فالكوثر نهر في الجنّة، كما جاء في القرآن الكريم، وعرائس أسطورة الحُوريات، هذا بالإضافة إلی كلمات: الفجر، كواكب، الليل، الشمس، النهار.» [39]
المسيح(ع) ومحمد(ص) وعلي(ع) في آثار جبران
نتناول في هذا المبحث ، موقف جبران حول هذه الشخصيات الإسلامية المذكورة.
المسيح(ع):
في هذا المبحث نسعی أن نتعرف علی عيسی (ع) مثل ما عرفه جبران وليس كما عُرف في التعالیم الدينية للمسيحيين.

«رغب جبران في حياة مثالیة، أركانها المعنويَّة مصنوعة من حياة يسوع، لأنّه جاء للكلّ، وهوالطريق إلی النَّور ليبلغ بالناس إلی محجَّة المعرفة التي تقرّب بينهم بالأعمال والمحبَّة، ويدخلوا ملكوت الله: «بالحقيقة لا يوجد غرباء في ملكوتي. إنَّ حياتنا هي حياة جميع الناس وقد أعطيناها لنعرف جميع الناس، وبتلك المعرفة نحبّهم» [40]

يسوع وخصائة في رأي جبران

إن جبران يعتبر طبيعة يسوع طبيعة بشرية ولايعطي مجالاً للرخوة فيها؛ ويعتبر يسوع مظهراً للتمرد.ولهذا يقول عنه: «فهولم يكن إلهاً، بل كان إنساناً مثلنا ولكن فيه نهض مرّ الأرض ليلاقي لبان السماء، وفي كلماته تعانقت تمتمتنا مع همس غير المنظور، وفي صوته سمعنا أنشودة غورها. نعم، كان يسوع إنساناً ولم يكن إلهاً. وفي هذا منتهي عجبنا ودهشنا» (يسوع ابن الانسان). [41]

نقرأ أفكار جبران حول يسوع في كتاب «نُعيمه»:

يشير نعيمه إلی صفات يسوع نظراً إلی كتاب جبران (يسوع ابن الإنسان) ويبين الفرق بين يسوع جبران ويسوع الإنجيل:«يسوعي بشر مثلي ومثلك، وعندي أنّه كان رجل العزم مثلما كان رجل الرأفة. وأَنّه قطّ لم يكن مسكيناً أومتمسكناً. وأنا أكره المسكنة وأری التواضع ظاهرة من ظواهر الضعف.» [42]

نريد في هذا المجال نبحث الفرق بين يسوع الإنجيل ويسوع جبران كي نتعرف علی المسيح الذي كان جبران يعتقد به:«يسوع الإنجيل وُلد في بيت لحم من عذراء. أما يسوع جبران فوُلد في الناصرة من رجل وامرأة.
يسوع الإنجيل يبكي ويتألم. أما يسوع جبران فيضحك. وهوفوق الدموع والألم.
يسوع الإنجيل يطوبّ المساكين بالروح والفقراء. أما يسوع جبران فلا يعرف مسكنة ولا يری غبطة في‌الفقر.
يسوع الإنجيل أدرك منتهي الرفعة الروحية، لذلك كان «وديعاً ومتواضع القلب». أما يسوع جبران فلا دعة فيه ولا تواضع.

يسوع الإنجيل لا يخجل من أن يهتف علی الصليب: «الهي. الهي لماذا تركتني؟» لأنّه لم يكن قد تغلب بعد علی كلّ ضعف في بشریته. أما يسوع جبران فلا ضعف فيه. أوأنّه يخجل من اظهار ضعفه فيهتف: لماذا تركتنا؟» [43]
يكتب «خليل حاوي» في كتابه حول عقيدة جبران بعيسی:
يشير خليل حاوي إلی تأثير جبران من بلايك ويشرح عقائدهما حول ولادة المسيح:
«فليس يسوع جبران وديعاً ولا متواضعاً ولا مولوداً عن عذراء.

وهنا تبرز مديونية جبران لبلايك أكثر مما كانت علیه في «العواصف»، حيث لم يهتم لطريقة ولادة المسيح. ذلك بأن بلايك يقول إن يسوع ولد بالطريقة الطبيعية، بل فوق ذالك: «إن كان قصده حمل الخطيئة، كان من الواجب أن تكون اُمّه زانية» (!) [44]
غير أن جبران يقول إن يسوع ولد حينما كانت مريم مخطوبة إلی يوسف، ويشير إلی أن الولادة كانت طبيعية... ويستند نعيمه إلی هذا الامر ليبيّن أن يسوع (يطلّ من بين صفحات جبران نوعاً من السوبرمان النيشويِ...)
محمّد(ص):

يُظهر جبران إرادته القلبية بالإسلام وبمحمّد المصطفی (ص) في رسالة تحت عنوان «إلی المسلمين من شاعر مسیحي».
«... أنا مسيحي ولي فخر بذلك...
ولكنّي أهوی النبي العربي وأكبّر اسمه وأحب مجد الاسلام وأخشی زواله أنا شرقي ولي فخر بذلك ومهما أقتصتني الأيام عن بلادي أخلل شرقي الأخلاق سوري الأميال لبناني العواطف...
وأيضاً يقول:

خذوها يا مسلمون كلمة من مسيحي أسكن «يسوع» في شطرمن حشاشته و«محمداً» في شطر الآخر ...» [45]
إن يكون المصطفی أيضاً رمزاً للنبّي محمّد لأنَّ «المصطفی » هوأحد أسماء النبي محمّد ألم يكن جبران يعتبر نفسه «مسيحياً أَسكن يسوع في شطرمن حشاشته ومحمّداً في الشطر الآخر؟»
كل هذه الأدلّة تبيّن شوق ومحبة جبران بالنسبة إلی الدين الإسلامي والقرآن والنبي (ص) وهویذکر هذه المقدسات بإحترام وكرامة.

علي(ع):

وأيضاً أعجب جبران بحكمة الإمام علي (ع) وكان لنهج البلاغة أثر في آرائه وأفكاره.
ويقول عن علي بن أبي طالب (ع):
«إن علي بن أبي طالب (ع) كلا م الله الناطق، وقلب الله الواعي، ونسبته إلی من عداه من الأصحاب شبه المعقول إلی المحسوس، وذاته من شدّة الإفتراب ممسوس في ذات الله» [46]
وأيضاً يقول: «في عقيتدتي أن ابن أبي طالب كان أول عربي لازم الروح الكلية، وجاورها، وسامرها، وهوأول عربي تناولت شفتاه صدی أغانيها علی مسمع قوم لم يسمعوا بها من قبل فتاهوا بين مناهج بلاغته، وظلمات ما ضيهم، فمن أعجب به كان إعجاباً موثوقاً بالفطرة، ومن خاصمه كان من أنباء الجاهلية...

ثم يقول: مات علي بن ابي طالب شهيد عظمته...
مات والصلاة بين شفتيه...
مات وفي قلبه شوق إلی ربه...

ولم يعرف العرب حقيقة مقامه ومقداره، حتی قام من جيرانهم الفرس أناس يدركون بين الجوهر والحصي...
مات قبل أن يبلغ العالم رسالته كاملة وافية، غير أنني أتمثله مبتسماً قبل أن يغمض عينيه عن هذه الأرض...
مات شأن جميع الأنبياء الباصرين الذين يأتون إلی البلد ليس ببلدهم، وفي زمن ليس بزمنهم، ولكن لربك شأن في ذلك وهوأعلم. [47]

لقد رأي جبران الكمال إلانساني بكل معاينه وأبعاده. متجلياً في ثلاث من شخصيات العالم هم: «عيسی (ع)، محمد (ص)، علي (ع)»
يعتبر جبران «علي بن أبي طالب» اُحد اُبطال العصر والزمان ويقول:

«... تحسب فكرتكم أن أمجاد الشعوب بأبطالها الفاتحين فتترنّم بذكر نمرود وبنوخذ نصر ورعمسيس والإسكندر وقيصر وهنيبال ونابليون.
أما فكرتي فتقرر أن الأبطال هم كنفوسيوس وليوتسي وأفلاطون وعلي بن أبي طالب والغزالی وجلال‌الدين الرومي وكوبر نيكوس وباستور...» [48]
تمرّد جبران علی السلطات الدينيه والرفض علی التبعيّة المطلقه عنها
نريد في هذا المجال نثبت إيمان جبران بالمسيحية واعتقاده بالله ونتعرف علی السبب الرئيسي لتمرده عن السلطة الدينية.

«كتابات جبران كانت مصدر إزعاج حقيقي للسلطات الدينيّة والسياسية القائمة في عصره، «وفي جميع أعماله ولا سيّما في «النبي» لا يكفّ جبران عن ذكر الله: فهو«القادر»، «حارس الليل»، «الشجرة السماويه»، «رامي السهام»، «الخزّاف»، «الروح السيد علی الأرض... كل شيء يتّجه إلیه: الصلاة، المحبّة، الأهواء، الموت، العطاء، العمل... جبران مسيحيّ ماروني ترعرع في كنف أمّ مؤمنة محافظة وتربی َّ علی يد الأب سمعان، ثم علی أيدي رهبان معهد المحكمة.

كان يمتلك معرفة عميقة بالدين المسيحي والكتاب المقدس الذي ما زالت نسخة منه محفوظة في مكتبته في بشرّي. لكن هذه المعرفة لم تكن مصحوبة يوماً باحترام الكنيسة.» [49]
يرفض جبران الإتّباع المطلق للماضيين ويعتبر الصبر باطلاً ويعتبره رجال الدين من الحسنات، لأن هذا الصبر ، صبر علی مظالم رجال الدين حسب رأی جبران.«رای جبران أن سبب الوهن والتخلُّف ناتج عن استسلام موروث مقدّس، كرّسته شريعة أوجبت التبعيَّة المطلقة للآباء والجدود، فلا يسيرون إلّا حيث سار السَّلف خوف التغيير والضياع مردَّدين: «في أعماق هذا الوادي عاش آباؤنا وجدودنا وفي ظلاله ماتوا، وفي كهوفه قبروا، فكيف نتركه ونذهب إلی حيث لم يذهبوا» فجعلوا من الحاضر امتداداً شكلياً للماضي.
كان جبران يقول الحقائق، الحقائق التي لم يصلوا إليها عامة الناس، بل وضعوا أنفسهم في قبضة رجال الدين وأقوالهم، كي يستغلوا رجال الدين جهل العامة في مسير مطامعهم.واعتقد جبران «إنّ السيطرة الدينيّة علی الرّوح الإنسانيّة نوع من الاستعمار النفسي والسيطرة السياسية أوالإقطاعيّة شكل من أشكال الاستعباد والإذلال الجسديّ والمعنويّ.

كان جبران ينتقد السلطات الدينية ويعتبرها نوعاً من الإستعمار وكان يرفض التبعية للآباء والأجداد بشكل كامل ولهذا جبران وُصمَ بالكفر، ونُبِذ، وطُرِد من الدير، لأنّه يتكلم بالحق الذي جاء به يسوع، وآمن بالنور الإلهي المنبثق من تعالیم الكتاب، فرفض الانقياد والعبوديَّة، ورفض أن «ينزع عنه الإرادة والفكر، والميل وكلّ ما يختص بالنفس» وسكان القرية قد تعلّموا من الرهبان والكهان بعض كلّ من يفكر لذاته، لذلك كان خليل مقتنعاً بأنَّ «سكان هذه القرية لا يقبلون المطرود من الدير جاراً لهم ولا يسمحون له أنْ يتنفس الهواء الذي يحيهم لأنّهم يحسبون عدوالرهبان كافراً بالله وقديسيه. [50]

انتفاع رجال الدين من سذاجة الناس

يستخدم رجال الدين اسم يسوع لخداع الناس الساذجين ويسرقون أموالهم في ظل الدين «وجبران الذي أحَبَّ يسوع ورآه الطريق والهدف، قال عنه: «ولد فقيراً، وعاش متشرداً، ومات مطلوباً» ولم يؤمن بالطقوس التي تقام لإسمه لانّه يَر ی «نفسه غريباً بلا مأوی، وجائعاً بلا طعام» فرفض الطقوس والمظاهر الدينية التي يقيمها العالم، لأنها لاتخدم الدين، ولا تعالیم يسوع إنَّها ترضی الشهوات الدُّنيويَّة الّتي تبعد، طالبي الحقيقة عن الطريق والهدف والمعرفة، فصارت الطقوس الدينَّية بعيدة عن جوهر المعرفة، شكليّة، خارجيّه تعني بالقشور (العالم يعيِّد لإسمي، وللتقالید الّتي حاكتها الأيام حول اسمي، أمّا أنا فغريب أطوف تائهاً في مغارب الأرض ومشارقها، وليس بين الشعوب من يعرف حقيقتي)

والسبب الرئيس في ابتعاد الشعب عن منابع الدين، الرئيس الروحي الذي يستمد من القشور الدينيّة تعالیم تساعده في تدعيم مركزه المادي، والسُّلطوي، «رئيس دين يحوك من سذاجة القوم بَرْفيراً لجسده، ويصوغ من بساطة قلوبهم تاجاً لرأسه...» [51]

الرابطة بين التفريق والحكومة

إن التفرقة بين أطياف الناس والتشتت وسيلة لتعزيز سلطتهم وقدرتهم السياسية علی الناس «فرجل الدين أهمل الكتاب في الكنائس والجوامع، واهتّم بمركزه الديني والسّياسيّ فعمل علی تفريق الطوائف، إلی قبائل تتناحر، وتتقاتل بسلاح فكره وتخطيطه ليحفظ مجد عرشه الديني، وقد نعت جبران هذا التحريض بالخبث والإحتيال قائلاً: «بخبثهم وإحتيالهم قد فرّقوا. بين العشيرة والعشيرة، وأبعدوا الطائفة عن الطائفة ].....[ لحفظ عروشهم وطمأنينة قلوبهم قد سلّحوا الدُّرْزي لمقاتلة العربي، وحمسوا الشيعي لمصارعة السِّني، ونشّطوا الكُرْديّ لذبح البدويّ وشجَّعوا الأحمديّ لمنازعة المسيحيّ» [52]

إن رجال الدين يزرعون الخلاف بين الناس ليحصروا الناس في هذه الإختلافات ويبتعدوا العامة عن الحكومة والسياسة.«إنَّ خلق هذه الخلافات والمنازعات مؤامرة حاكها رجال الدين لإلهاء الشعب بالظواهر، وحجب الحقيقة المعنويَّة عن أبصارهم، فلا ينظرون إلی ماوراء الثّوب، وما يختبیء وراء الرمز الديني، لقد تأزّروا باللباس الكهنوتي لِسَتْر مخبَّآت صدورهم الخبيثة: «فكان المطران يبلغ أمانيه مستتراً بأَثوابه البنفسجيَّة، ويشبع مطامعه محتمياً بالصليب الذهبی المعلق علی صدره ]......[ وكان يقف يوم الأحد أمام المذبح ويعظ المؤمنين بما لا يتعظ به، ويصرف أيام الأسبوع مشتغلاً بسياسة البلاد». [53]

المتاجرة بالدين:

ودعم جبران دعوته إلی الرَّفض والتمرّد بالبراهين، مقدمّاً الأسباب والعِلل الّتي دفعت به إلی تسمية رجال الدين بالتُّجار. والسَّبب الرَّئيس هواتبعاد هؤلاء عن طريق الإيمان الصَّحيح وتحريف الحقيقة الّتي جاء يسوع بها، ولها. فهم ـ في رأيه ـ قد انشغلوا بالدُّنيا عن الآخرة، وبالمادَّة عن الرّوح، وبالحرف عن الكلمة.

الإسلام والمسيحية عند جبران

درسنا آراء جبران حول رجال الدين والمتاجرين بالدين ومواصلة للبحث ندرس أفكاره وآراءه حول الإسلام، والمسيحية خاصةً والفرق بينهما وعلی لسان اُحد الشخصيات في إحدي مسرحياته باسم (بدء الثورة):
«إن طييعة الإسلام لا تقبل الزوايد. فالإسلام حقيقة مجردة مطلقة... إنّ الإسلام ليس بدين فقط كما يظن مستشرقوالإنکلیز بل هودين وشريعة مدنية تضم تحت جناحيها الهائلين جميع حاجات الإنسان في كل عصر....
أنا أحترم المسيحية كدين. ولكنني لا أستطيع أن أوفق بين المسيحية وأعمال المسيحيين. وهذا هوالفرق بين المسيحية والإسلام. لأن الإسلام يعلم ويعمل بموجب تعالیمه، أما المسيحية فلا تفعل ذلك.
المسيحي يحب أعلاءه في الكنيسة. وعندما يخرج منها يفكر بالسبل الفعالة التي تفني اعداءه. المسيحي يمجد الفقر والمسكنة والوداعة عندما يكون جالساً أمام انجيله. ولكنه لايضع ذلك الكتاب جانباً حتی ينتصب مفاخراً بغناه مكابراً بجبروته متشامخاً بغَطْرَسَته.

المسيحي يلوي عنقه ويمد ذراعيه ويقول بصوت يضارع تنهده العذراء (من ضربك علی خدک الأيمن فحول له الايسر) ثم لا يلبث أن ينتفض كالأسد الجائع...

المسيحي يقول الدنيا لاشيء، الآخرة كل شيء؛ ولكنه يعيش للدينا ولا يذكر الآخرة.
نعم، والله أنا احترم المسيحية ولكنني أقول مع نيتشه: وجد مسيحي واحد وقَدْ مات مصلوباً. وأقول مع جبران خليل جبران: لوعاد يسوع الناصري إلی هذا العالم لمات جائعاً منفرداً غريباً. هذه هي المسيحية ألتي أعتبرها وهؤلاء هم المسيحيون الذين لا أستطيع أن أوفق بين تعالیمهم وأعمالهم» [54]

وأخيراً أشرت إلی أهم ما وصلت إليه في هذه المقالة:

يعتقد جبران (وهومسيحيّ مارونيّ بالغ الحبّ بالنسبة إلی النبي المسيح) بوحدة الأديان وبوحدة الوجود ويری أن الدين بمثابة أصابع اليد التي تنتهي إلى أصل واحد.
يری جبران أن وجود الله في أجزاء الوجود، وسترجع الأمور كلها في النهاية إليه.
يُعتبر جبران من منتقدي علماء الدين ويری أنهم استغلّوا الدين لاستثمار الناس وجعلوه آلة للوصول إلی سلطانهم الماديّ والمعنوي.

يری جبران أن الدين يُعنی بالباطن أكثر من عنايته بالظاهر فلهذا السبب يوجّه انتقادات لاذعة إلی الذين لايهتمّون إلا بظواهر الدين.
للكتب المقدسة – وبخاصة الإنجيل – تأثير بالغ في أعمال جبران.
يبجّل جبران الشخصيات الإسلامية وبخاصة نبي الإسلام محمد(ص) وعلي ابن أبي طالب(ع).
يعتبر جبران الذلة والمسكنة في الحياة الإنسانية من أمارات الضعف الإنساني ويعتقد أن علماء الدين يقومون بترويجها بُغية الوصول إلی طموحاتهم وأهواءهم.

يعتقدجبران: أن الشريعة قانون وضعه الإنسان، ولهذا يمكن تغييرها والإرتقاء بها بل يجب تغييرها وفقاً لظروف المجتمعات البشريّة.

المصادر والمراجع

  1. القرآن الكريم
  2. الإ نجيل المقدس
  3. أدب المهجر: عيسی الناعوري. دارالمعارف مصر، الطبعة الثالثة، د. تا.
  4. جبران خليل جبران، أصالة وحداثة: الدكتوره مها خيربك ناصر،دارالساقي،بيروت،لبنان،الطبعة الألي،2006م.
  5. جبران خليل جبران، إطاره الحضاري، شخصيته، آثاره: الدكتور خليل حاوي.دارالعلم الملايين، بيروت، لبنان، الطبعة الأولی ، 1982 م.
  6. جبران خليل جبران، حياته، موته، أدبه،‌فنه: ميخائيل نُعيمه. مؤسسة نوفل، بيروت، لبنان، الطبعة العاشرة، 1985 م.
  7. جبران خليل جبران،‌عبقريٌ من لبنان: فوزي عطوي. الشركة اللنبانية للكتاب، للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت، لبنان، الطبعة الأولی ،‌1971 م.
  8. حديقة النبي: جبران خليل جبران. إعداد: جوليانا عبدالله، إشراف: د. ميخائيل مسعود. دارالكتاب العربي، بيروت، لبنان،‌الطبعة الأولی ، 1997 م.
  9. الشعر العربي في‌المهجر: محمد عبدالعني حسن. تصدير: عزيز اباظه موسسة الخانجي بالقاهره، مصر، الطبعة الثالثة، 1962 م.
  10. قاموس جبران خليل جبران: اسكندر نجار. ترجمة ماري طوق، دارالساقي، بيروت، لبنان، الطبعة الأولی ، ‌2008 م.
  11. المجموعة الكاملة لمؤلفات جبران خليل جبران. تقديم: الدكتور جميل جبر، دارالجيل، بيروت، لبنان، د. تا.
  12. المجموعة الكاملة لمؤلفات جبران خليل جبران، نصوص خارج المجموعة: أنطوان القوّال. دار الجيل، بيروت، لبنان، الطبعة الأولی ، 1994 م.
  13. المجنون: جبران خليل جبران. إعداد: جوليانا عبدالله. إشراف: د. ميخائيل مسعود، دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، الطبعة الأولی ، 1997 م.13
  14. مواقع الانترنت
  15. البني: جبران خليل جبران شرح وتقديم: ابراهيم شمس‌الدين، مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بيروت، لبنان، الطبعة الأولی ، 2006 م.
  16. يسوع ابن الإنسان: جبران خليل جبران. إعداد: جوليانا عبدالله. إشراف؛ د. ميخائيل مسعود. دار الكتاب العربي، بيروت، لبنان، الطبعة الأولی ، 1997 م.

حسين رنجبر:
خريج جامعة آزاد الإسلامية في کرج


[1المجموعة الکاملة لمولفات جبران خلیل جبران ، ص3

[2م.ن،ص6

[3م.ن ، ص7

[4م.ن، ص7

[5م.ن ، ص 7

[6جبران خليل جبران،عبقري من لبنان، ص23

[7ماتت سلطانه في البیت في 4نیسان سنة 1902 ومات بطرس في البیت في 12 آذار 1903 وأمه في المستشفی في 28 حزیران سنة 1903 .جبران خلیل جبران، عبقری من لبنان ، ص23

[8جبران خلیل جبران ،حیاته ، موته .... ، ص116

[9جبران خليل جبران، عبقري من لبنان ، صص 13 و14

[10الشعرالعربي في المهجر ، ص 16

[11ادب المهجر ، ص 115

[12ص277

[13جبران خليل جبران، أصالة وحداثة ، ص 164

[14م.س، ص 60

[15م.س، ص 158

[16البني ، جبران خليل جبران ، ص 102

[17م .ن ، ص 102

[18م .س، صص 102 و103

[19م.ن، ص 104

[20ص 30

[21صص 45 و46

[22الإنجیل، الآیة «13:15»

[24النبي ، ص 121

[25ق / 22

[26النبي ، ص 106

[27الانشقاق / 6

[28حديقة النبي ، جبران خليل جبران ، ص 37

[29البقرة / 7

[30المجنون ، جبران خليل جبران ، ص 91

[31الزخرف / 85

[32المجنون، ص 17

[33حديقة النبي ، ص 44

[34الأنعام / 94

[35النبي ،ص 80

[36الأسراء / 84

[37النبي ، ص 36

[38آل عمران / 92

[39جبران خليل جبران ، أصالة وحداثة ، صص 214 و215

[40م.ن، ص 163

[41قاموس جبران خليل جبران ، ص 236

[42جبران خليل جبران حياته وموته... ، ص 239

[43م.ن ، صص 241 و242

[44جبران خليل جبران ، إطاره الحضاري...، خليل حاوي ، صص 258 و259

[47م. ن.

[48المجموعة الكاملة لمؤلفات جبران خليل جبران، نصوص خارج المجموعة، آنطوان القوّال، صص 90 و91

[49قاموس جبران خليل جبران ، ص 57

[50جبران خليل جبران أصالة وحداثة ، ص 63

[51م.ن، ص 65

[52م.ن، ص 64

[53م.ن،صص 64 و65

[54المجموعة الكاملة لمؤلفات جبران خليل جبران ، نصوص خارج المجموعة ، ص 156 ـ 158


مشاركة منتدى

  • يرجى تصحيح سورة الأنعام الآية 94 :

    الخطأ :
    ﴿وَ لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرَادی كَما خَلَقْناكُمْ اَوَّلَ مَرَّةٍ وَ تَرَكْتُمْ ما خَوَّلْناكُمْ وَرَآءَ ظُهُوِكُمْ...﴾ [34]

    وراء ظهوركم لم تكتب جيدا، كتبتموها هكذا "ظُهُوِكُمْ" حيث ينقصها حرف الراء

    والصحيح :
    ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى