الخميس ٢٩ تموز (يوليو) ٢٠١٠
بقلم زياد يوسف صيدم

نبوءة شهرزاد

ح 1

قصتي الليلة يا شهريار..لم تحدث بعد ! وإنما ستقع أحداثها في المستقبل البعيد..هنا انتفض الملك من فراشه مستغربا قول شهرزاد: وهل تنجمين يا ملكة الديار؟ بادرها متسائلا..

 ليس تنجيما أيها الملك السعيد.. لكنها تختلف عن سالفاتها التي وقعت.. وتناقل أحداثها الناس من العامة والخاصة.. وأصبحت قصصا تروى من سالف العصر والأوان..

 سأسمعك يا شهرزاد بشغف على غير عاده..فقصي على ما سيكون في عصر بعيد قادم..

سمعا وطاعة يا ملك الزمان.. أجابته بهدوء كعادتها..ثم مسدت علي شعره بحنان.. وبصوتها العذب كهمسات الربيع.. بدأت حكايتها بجملتها المعتادة في كل ليلة: كان يا مكان، في عصر قادم من الأوان.. حيث أراضى بلاد الشام..في منطقة ساحلية تقع في الجنوب الغربي للمسجد الأقصى.. سيختلف سكان تلك الأرض فيما بينهم.. ويتشتت شملهم.. ويفقدون طريقهم، ويسلكون شعابا تنحدر من مناطق بعيدة.. يأتون بعادات وتقاليد غريبة عنهم ..تنخر عقول بعضهم.. فيتناحرون ..ويعملون السيوف على رقاب بعضهم.. ثم يتوجهون لصلاتهم في مساجد زينوها بكلام البشر!..

 أيعقل هذا يا شهرزاد ؟ أيكون الناس قد وصلوا إلى درجة الكفر! وعصيان المساجد، وترك الصلاة.. حتى تستباح دماؤهم وتنتهك حقوقهم الإنسانية!

تهز شهرزاد رأسها بالنفي.. وبدا على محياها عدم الرضي والحسرة.. وبنبرة يكتنفها الحزن تجيب:لا يا ملك الديار.. إنهم يقيمون الصلاة جميعهم..ويصومون رمضان، ويؤتون الزكاة، ويحجون البيت،ويقصدون المساجد في ذاك الزمن.. لكن بعضا ممن أغوتهم الحياة الدنيا وعرضها.. يغسلون أياديهم ويتطهرون من دماء سفكوها بغير حق ..كانت توحد الخالق وتصلى لله..ثم يقصدون بيوت الله غير عابئين.. يكذبون وينافقون كما لم يحدث شيئا ! ولن يقتصر الأمر على هذا!

 وماذا بعد ؟ ماذا سيكون أكثر من هذا إذا ! أكملي بحق السماء يا شهرزاد..
نعم يا ملك الزمان.. كما سيغزو اليهود بلاد المسلمين ..ويقيمون دولة يهود، وسيملكون السماء والأرض.. ويغلقون البحار بعد أن يطردوا سكان بلاد المقدس، ويشتتونهم في أمصار متعددة.. لكن من رحم معاناتهم في مخيمات الفقر والبؤس.. ما يلبثون أن ينظموا صفوفهم.. تلتئم جراحهم.. يلتم شملهم.. تتوحد كلمتهم.. ويبدأون في شق طريقهم نحو تحرير البلاد.. ويلتفت إليهم العالم الذي ستحكمه قوتان كبيرتان.. ثم تنهار إحداهما ..ويصطف المسلمون إلى جانب القوة الطاغية.. لتتحكم في العالم بعدها مملكة يهود.. حينها يغزو عقولهم الوهن، وقلوبهم الضعف، ويلتفتون إلى أنفسهم أكثر من أمتهم.. بفعل فاعل ؟ سيقبع ويحتل أعماق عقولهم، ويلغى تفكيرهم، ويوجهها نحو تدمير قيم التسامح والعدالة، ويلغى ثقافة تحرير البلاد والمقدسات، ويستبدلونها بثقافة حب السلطة والحكم ومتاع الدنيا، وزخرفتها الفانية..ويستمرئون النفاق حتى يصدقوه.. فيتلبسهم الباطل، حتى يغرقوا فيه حتى آذانهم..فلا يفقهون بعده شيئا!...

يجتاحه ألم شديد.. يتأوه من وقع الخبر على نفسه.. يعقد ما بين حاجبيه.. يعتصر وسادته بيديه القويتين، حتى تناثر ريشها..فينتفض واقفا .. يتجه إلى شهرزاد متسائلا، والغضب يتطاير من عينيه:

 هل سيحدث هذا في غفلة منهم؟ أم نتيجة جهل وأمراض غلبت عليهم .. فدمرت عقولهم..وأماتت قلوبهم؟

تحاول شهريار تخفيف آلامه وحزنه.. فتطالبه بالهدوء والسكينة ..وأن يسمح لها بإكمال قصتها.. فيأذن لها في الحال، ويسود اللحظة صمت وسكون ...
وهنا يصيح ديك الصباح.. معلنا بزوغ نهار آخر.. فتصمت شهرزاد عن الكلام المباح.. ويغط شهريار في نومه منهكا، ومثقلا بالتفكير.. بانتظار تكملة الحكاية في الليلة القادمة..

 يتبع –

ح 2

كان منتظرا بفارغ الصبر سماع الإجابة عن استفساره الأخير.. فيما ذهب فكره في صراع داخلي مع نفسه.. فتراكمت في رأسه تساؤلات أكثر، وعصفت بذهنه هواجس وخوف أكبر، على مصير أمة المسلمين في قادم الزمان ..فسأل شهرزاد إذا ما كانت الأمة غافلة في ذاك الزمان القادم.. لتحل بهم كل تلك الفواجع.. أو كانت عاجزة، نتيجة لأمراض وأوبئة قد تفشت.. فدمرت العقول وأماتت القلوب..

 نعم يا ملك الزمان.. في تلك الحقبة، بعض الشعوب تختار من يحكمها تحت مسمى الانتخابات.. حيث يحتكم الناس لشرائع وقوانين كثيرة، إلى جانب كتاب الله وسنة رسوله الكريم.. لكنهم يصادروا حقه بعد انتهاء ولايتهم.. في الاختيار مرة ثانية.. كما سيحلون ما كان ممنوعا، ويبررونه لأجل منفعة نفر قليل منهم، ويعلنون هذا جهارا نهارا من على المنابر.. ويشرعون ما كان مستنكرا من قبل.. وهى نفسها الألسن التي أفتت هذا وذاك، لسخرية الأقدار يا مولاي!..

يمتعض شهريار مستنكرا، مكدرا، متعبا، متجهما، مستفسرا: مثل ماذا بالله عليك؟ أوضحي شهرزاد بحق السماء..فكأني لا أفقه شيئا مما تقصين على..وهنا لاحظت عليه حنقا وغضبا شديدين.. فراحت تمسد على رأسه بيديها الناعمتين كالحرير.. والدافئتان بحرارة الحب ورأفة الأنثى العاشقة..مؤكدة له بأنها ألفاظ لا تستخدم في زمننا هذا.. وإنما هي مسميات وكلمات لعصور قادمة.. مما استراح فكره قليلا.. وأومأ لها بان تكمل حديثها:

 إنها لفائف من ورق رقيق! بداخله تبغ ينفثون دخانه داخل رئتيهم.. مطلقين عليها اسم سجائر .. يقهقه شهريار..وتضحك معه شهرزاد..ثم يهز برأسه..يجلس متربعا على سريره الوفير..متكئا على وسائد من ريش النعام.، مطرزا بالحرير الهندي زاهي الألوان ..ليقطع لحظة السكون متسائلا:

 لقد ضاق صدري يا شهرزاد بما اسمعه.. وهل من نهاية لتلك الحقبة السوداء؟

 صبرا يا ملك الديار.. نعم، لكل بداية نهاية..ولكل قصة خاتمة !

 إذا.. هيا يا شهرزاد..أريد معرفة نهاية القصة .. فان روحي قد ضاقت.. وحزني قد فاض.. وقلبي يعتصر ألما من حنقه على حقبة قادمة على أمة المسلمين ..حين لا يكون فيها قائد يوجه الأمة، ويقود البلاد إلى بر الأمان، يخلص لشعبه وأمته.. فيصدقهم القول والفعل..

تلتفت إليه شهرزاد قائلة: كان لديهم قائدا يا مولاي.. توحدوا من حوله ..لكن أعداء الأمة قتلوه بالسم.. ولم يثبت ذلك في السجلات الرسمية ..ولم يسجل التاريخ الحقيقة كاملة! فالجميع كان على علم بحقيقة الأمور دون اى إثبات يقطع الشك باليقين.. فيدين أعداء الله والأمة.. كما سيكتب كثيرون من محبيه، ومن المخلصين من الأقلام التي ستجد وسائل عجيبة يا مولاي في نشر صحفهم بسرعة البرق !..وبعد موته غدرا و مباشرة ، سيحدث كل ما أقصه عليك الآن في تلك البقعة من بلاد المقدس..

 مهلا يا شهرزاد.. ماذا تقصدين بأنهم ينشرون كتبهم وأقوالهم بلمح البصر؟ هل سيكون جان سليمان في خدمتهم وتحت إمرتهم ؟

تقهقه شهرزاد بأدب ونعومة ساحرة.. فتظهر صفا من لؤلؤ مرصوص ناصع البياض من بين شفاه منمنمة مكتنزة..ثم تلتفت إليه شارحة: لن يكون هناك جان سليمان أو غيره يا مولاي ..إنها وسائل اتصالات متقدمة جدا.. يسمونها الشبكة العنكبوتية والانترنت.. هي إحدى وسائل السمع والاتصال والمشاهدة الكثيرة.. والتي تنقل الأحداث وتنشرها بلمح البصر ..عبر أجهزة خاصة تشبه بأحجامها وأشكالها صناديق العجب والمجوهرات عندنا يا مولاي..

يأخذ شهيقا عميقا..ثم ينفثه بهدوء.. فيشعر براحة فيقول:

 إذا عودي سريعا لحكايتك.. واستعجلي نهاية القصة.. فأنى متشوق لمعرفة ما حل بتلك الأقوام المتناحرة فيما بينها ..بينما الأعداء في أمان ينعمون !

سمعا وطاعة يا مولاي: سينقسم شعب بيت المقدس على نفسه بعد توحد..سيقاتل فريقا منهم يهود فترة من الزمن، رافضين صلح الفريق الآخر.. الذي قاتلهم طويلا.. وأدار صراعا مفتوحا في كل مكان في العالم، كانت حربا شرسة يا مولاي..انتزعوا اعتراف دول العالم بحقوقهم ..لكن ضعف العرب والمسلمين، جعلهم يرضخون بقسمة غير عادلة.. لكنها كانت على قدر مقبول.. تحفظ كثيرا من الحقوق لأجيالهم القادمة.. وتعيد المقدسات..في زمن يكون فيه العرب والمسلمين في أوج ضعفهم ..لكن يهود يا ملك الزمان ..أنكروا عليهم هذا، فصدق فيهم كلام الله ..وعندما كان يرفض الفريق الآخر توقيع الصلح معهم، التف من حولهم الناس..أملا في تعديل المسار القائم عوجا.. فيصدقونهم، ويأتون بهم إلى الحكم.. وبعدها سيتنكرون بما وعدوا الناس به..ويلتفتون إلى متاع الدنيا.. يشترون العقارات، ويبنون القصور، ويلهون بعربات فارهة، ويكدسون الأموال في جيوبهم دون بقية الناس.. وينشئون سراديب تحت الأرض.. يملئون منها جيوبهم بأموال طائلة.. وتجارة خائبة..تضر في أكثرها الناس جميعا..بما تأتى به من مخدرات متنوعة.. تذهب بالعقول وتصيبه بالوهن والعلل.. وكلما ادخلوا الوقود، زادت أموال الضرائب عليه.. فتزداد أموالهم تكديسا.. وجيوبهم انتفاخا.. والناس يا مولاي حينها، يتجرعون حر الصيف والعتمة.. فيسرفون في شراء مولدات الكهرباء، لأنها عصب الحياة القادمة ..وبالتالي تتضاعف احتياجاتهم لشراء الوقود..

 مهلا...مهلا...شهرزاد! ارفقى بعقلي..تأتين بمفردات لا افهمها! من أين لك بهذه اللغة الغريبة؟ تحدثت بمفردات كثيرة لا افهم مغزاها..قلت: مخدرات ! مولدات كهرباء ! ..تبتسم شهرزاد ابتسامتها الجميلة الساحرة.. وتبدأ في شرحها بشكل سهل ومقنع.. ثم يستدرك شهريار شيئا هاما لفت انتباهه.. فيتساءل والدهشة تغمر محياه ! منتظرا إجابتها بفارغ الصبر...

وهنا يصيح ديك الصباح.. معلنا بزوغ نهار آخر.. فتصمت شهرزاد عن الكلام المباح.. ويغط شهريار في نومه منهكا، ومثقلا بالتفكير والحزن..متعطشا لخبر يفرحه ويطمئنه.. وبانتظار تكملة الحكاية.. في الليلة القادمة..

 يتبع-

ح 3 (الأخيرة)

مع استمرار نبوءة شهرزاد.. وسردها لحكايات قادمة عن تردى أحوال بلاد العرب والمسلمين..كان شهريار ينام على ألم يعتصر قلبه.. ينتظر بارقة أمل منها، كي يعيد توازنه المهدور، كعبراته المنهمرة لشدة تأثره..حتى أصبحت مقلتاه كقطعتي جمر ملتهب..

كانت هذه الليلة متميزة عن غيرها.. فشهرزاد تبدو مبتسمة.. كأنها تخفى مفاجأة طال انتظارها منه..هكذا كان يحس في قراره نفسه حين رمقها في ليلة حاسمة.. استهلتها بسؤال مولاها عما كان يريد الاستفسار عنه ليلة أمس.. عندما قطع أفكاره صياح ديك الصباح.. وبقى عالقا في ذهنه .. فأجابها متسائلا:

 هل تقصدين بالعربات الفارهة، تلك المجرورة بالخيول والمزينة بالحرير؟؟

 تضحك شهرزاد: لا يا ملك الزمان ..إنها عربات من الحديد، تسير بأسرع من الخيول، تحركها قوة موتور رهيب ؟ يعمل بوقود البترول.. يبدى استهجانه من جديد! يضع يده أسفل ذقنه تارة، ويحك بسبابته فروه رأسه تارة أخرى.. مذهولا بما سيكون عليه الحال في زمان قادم.. لكنه لا يتوقف طويلا، فيومئ لها بان تكمل حديثها.. فقد فاض به الصبر ..فهو يبحث عن بارقة أمل تطفئ لهيب قلبه وفكره..

 نعم مولاي.. يحدث هذا بينما يكون الحصار شديدا على الناس .. فيعلنون الهدنة مع أعداءهم بشكل صامت..بلا ضجيج أو تصريح! وينعم في حينها الأعداء بالهدوء والأمن في ديارهم، وعلى حدودهم.. بينما عامة الناس، لا يجدون غير الشقاء، ولقمة عيش مغمسه بالذل والهوان.. ويسود الكساد والبطالة.. ويتراجع التعليم والصحة ..سيقامرون بوحدة الشعب، وتوحيد قوتهم لتحرير المقدسات .. سيتلهون بإضاعة الوقت أملا في تحريك ملفات لم تغلق بعد؟ في دول ليست بالبعيدة، تسيطر على تفكيرهم وتصرفاتهم الرهينة لديها..ستمر السنين ثقيلة.. وتنعدم كل الفرص بتوحيد الأمة و لم شمل شعب بلاد المقدس ..

 يقاطعها شهريا : كيف يكون هذا ؟ أوضح بالله عليك.. كان وجهه يمتلئ بالحيرة والدهشة..

 إنها أيادي خارجية يا مولاي.. تغشى بصرهم، وتعمى بصيرتهم..أيادي تعمل وفقا لمصالحها ..فيضيع القوم مصالح أمتهم وشعبهم إرضاءً لهم !..

يقف شهريار من جديد على قدميه..يبدأ في التجوال في غرفته الفسيحة.. يحرك يديه راسما علامات الدهشة، يمعن التفكير..ثم يكتسح وجهه حزن شديد.. وتحمر عيناه قهرا ..

فيتساءل: وهل من نهاية مفرحة للأمة بعد ذلك يا شهرزاد؟ هل من بريق نور بعد ظلام؟ أم هي نهاية المطاف، وقيام الساعة !!

 سمعا وطاعة يا مليكي.. سأجيبك سؤالك في الحال...لكن....

 ماذا ؟ هل تخفين أمرا ؟ أريد سماع الحقيقة كاملة كما هي..

 مولاي امنحن الأمان على ما سأقصه عليك إن كنت تبتغى الحقيقة !..

 لك هذا ..أكملي، ولتكن هذه النبوءات آخر ليلة اسمعها، فلم اعد احتمل بحق السماء..

 مولاي..أبشرك بخروج زعيم قوى من رحم المقهورين.. سيلتفون من حوله..ويبدأ في ترتيب أمور الناس.. فيصدقهم ويصدقونه.. يعلن الجهاد المقدس بعد أن يكفل لهم غذائهم من خيرات أراضيهم الزراعية الوفيرة..ويسخر ثرواتهم لخزينة الدولة الواحدة.. فينفق منها على تقوية الجيش، ينشر العدل بين شعوب العرب جميعا ..فتقوى شوكتهم.. وتزيد هيبتهم..يعلى صروح العلم، فيظهر العلماء منهم، وتصبح الأمة موحدة على هدف واحد، وقلب واحد، فيحررون القدس ويطردون المستوطنين الغاشمين إلى حيث جاءوا .. كما ستعود بغداد منارة علم وعزة.. حتى إذا ما اشتكى عربي في المغرب، تداعت له العرب في المشرق...

يتنهد شهريار..يهدأ روعه.. تستقر نظراته.. ينعم بهدوء وراحة..فيطالب شهرزاد بالاقتراب منه أكثر ليضمها.. يداعب خصلات شعرها الحريري.. يتلمسها بحنان.. فجأة، يصيح ديك الصباح.. فتبتعد شهرزاد.. وتصمت عن الكلام المباح.. لينام شهريار هذه الليلة هانئا، والبسمة تعلو محياه.. فتهيأ مرقدها إلى جواره كعادتها في كل ليلة ..وتخلد لنومها..

لكنها قبل أن تذهب في سباتها.. تنظر إلى السماء وتبتهل.. تتمتم بكلمات تناجى ربها ..تستجدى الشفاعة والغفران ؟! وتغرق في بحر دموعها ..قبل أن يغلبها النعاس!

 انتهت - 


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى