الأحد ١ آب (أغسطس) ٢٠١٠
بقلم محمد حلمي الريشة

أَصْنَعُ مِنْ جَسَدِكَ المُرْتَجِفِ غِذَائِي

لجويٍٍِس منصور
فَتَحْتُ رَأْسَكَ
فَتَحْتُ رَأْسَكَ
لأَقْرَأَ أَفْكَارَكَ،
وَالتَهَمْتُ عَيْنَيْكَ
لأَتَذَوَّقَ بَصَرَكَ،
وَشَرِبْتُ دَمَكَ
لأَعْرِفَ رَغَبَاتِكَ،
وَأَصْنَعَ مِنْ جَسَدِكَ المُرْتَجِفِ
غِذَائِي ...
أُرِيدُ أَنْ أَنَامَ مَعَكَ
أُرِيدُ أَنْ أَنَامَ مَعَكَ جَنْبًا إِلَى جَنْبٍ؛
شَعْرُنَا مُتَشَابِكٌ،
وَغَرِيزَتَانَا الجِنْسِيَّتَانِ مُتَّحِدَتَانِ
بِفَمِكَ عَلَى وِسَادَةِ السَّرِيرِ.
أُرِيدُ أَنْ أَنَامَ مَعَكَ ظَهْرًا إِلَى ظَهْرٍ؛
بِدُونِ تَنَفُّسٍ يَفْصِلُنَا،
وَكَلِمَاتٍ تُلْهِينَا،
وَعُيُونٍ تَكْذِبُ عَلَيْنَا،
وَبِدُونِ مَلاَبِسَ.
أُرِيدُ أَنْ أَنَامَ مَعَكَ صَدْرًا إِلَى صَدْرٍ؛
التَّوَتُّرُ وَالتَّعَرُّقُ
يَتَوَهَّجَانِ مَعَ أَلْفِ ارْتِعَاشَةٍ
اسْتُنْفِدَتْ بِقُوَّةِ الاسْتِمْرَارِ المَجْنُونَةِ وَالمُذْهِلَةِ
الَّتِي امْتَدَّتْ فَوْقَ ظِلِّكَ
مَطْرُوقَةً بِلِسَانِكَ
لِتَمُوتَ بَيْنَ أَسْنَانِ أَرْنَبٍ مُسْتَهْلَكَةٍ
سَعِيدًا.
الشَّمْسُ فِي بُرْجِ الجِدِي
ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ مِنَ الرَّاحَةِ
لمَاذَا لَيْسَ القَبْرُ؟
أَخْتَنِقُ أَنَا بِدُونِ فَمِكَ
يَسْتَنْزِفُ الانْتِظَارُ شُرُوقَ الشَّمْسِ المُجْهَضَ
السَّاعَاتُ الطَّوِيلَةُ عَلَى السُّلَّمِ
رَائِحَةُ غَازٍ
أَنْتَظِرُ الغَدَ مُنْكَفِئَةً عَلَى وَجْهِي
أَرَى لمَعَانَ بَشْرَتِكَ
دَاخِلَ الصَّدْعِ الأَسْوَدِ لِلَّيْلِ
التَّدَفُّقُ البَطِيءُ لِضَوْءِ القَمَرِ
فِي بَاطِنِ بَحْرِ غَرِيزَتِي الجِنْسِيَّةِ
غُبَارٌ عَلَى غُبَارٍ
مِطْرَقَةٌ عَلَى فِرَاشٍ
شَمْسٌ عَلَى طَبْلٍ رَصَاصِيٍّ
لَمْ تَزَلْ يَدَاكَ الضَّارِبَتَانِ تَبْتَسِمَانِ بِلاَ مُبَالاَةٍ
بِوَحْشِيَّةٍ كَسَتَا انْحِنَاءَةً نَحْوَ الفَرَاغِ
تَقُولُ لاَ، وَالكَائِنُ الأَصْغَرُ،
جَسَدُ امْرَأَةٍ، يُمْكِنُ أَنْ يُؤْوِيَ
هُبُوطَ انْحِنَاءَاتِ
نِيسَ الاصْطِنَاعِيَّةِ،
وَالعِطْرَ الاصْطِنَاعيَّ، سَاعَةً وَاحِدَةً عَلَى الأَرِيكَةِ
لِماذَا تَشْحُبُ الزَّرَافَاتُ؟
هَلْ غَادَرْتُ بِيزَنْطَةَ؟
تَنْتُنُ العُزْلَةُ
حَجَرُ القَمَرِ فِي إِطَارٍ بَيْضِيٍّ
لَمْ تَزَلْ نَوْبَةُ أَرَقٍ مُتَصَلِّبَةٌ أُخْرَى
يَرْتَجُّ خِنْجَرٌ فِي المَطَرِ مَرَّةً ثَانِيَةً
أُمْنِيَاتُ غَدِ المَاسِ وَالهَذَيَانِ
عَرَقُ شَوَاطِئِ التَّفْتَا بِدُونِ مَأْوًى
حَمَاقَةٌ كُبْرَى لإِيْمَانِي الضَّائِعِ.
تَمَزُّقَاتٌ
رَأَيْتُ شَعْرَ بَطْنِي الأَحْمَرَ الكَهْرَبَائِيَّ
يَرْتَفِعُ نَحْوَ ثَدْيَيَّ، طَائِرًا مُرَيَّشًا،
وَضَحِكْتُ.
رَأَيْتُ القَيْءَ الإِنْسَانِيَّ فِي حَوْضِ كَنِيسَةٍ مُهْتَزٍّ،
وَلَمْ أَسْتَمِعْ إِلَى قَلْبِي.
رَأَيْتُ جَمَلاً مُجَهَّزًا يُغَادِرُ إِلَى مَكَّةَ
بِدُونِ بِائِعِي الرَّمْلِ الأَلْفِ وَوَاحِدٍ،
وَالحُشُودِ السَّوْدَاءِ المُحَرْشَفَةِ.
لكِنِّي لَمْ أَتَمَكَّنْ مِنَ الذَّهَابِ مَعَهُمْ؛
كَانَ الكَسَلُ قَدْ قَلَّصَ الجَزْءَ الأَفْضَلَ مِنْ حَمَاسَتِي،
وَاسْتَرَدَّتِ الرَّتَابَةُ الرَّقْصَةَ
المَنْتَزَعَةَ لإِصْبَعِ القَدَمِ الكَبِيرَةِ.
ثُلاَثُ قَصَائِدَ
رَمَيْتَ عَيْنَيَّ فِي البَحْرِ
مَزَّقْتَ أَحْلاَمِي مِنْ يَدَيَّ
قَطَعْتَ مَشِيمَةَ بَطْنِي المُزْرَقَّةَ،
وَفِي الأَعْشَابِ البَحْرِيَّةِ الخَضْرَاءِ لِجَسَدِي العَائِمِ
أَغْرَقْتَ الجَنِينَ.
* * *
سَرَقْتُ الطَّائِرَ الأَصْفَرَ
الَّذِي يَحْيَا فِي الغَرِيزَةِ الجِنْسِيَّةِ الشَّيْطَانِيَّةِ.
سَيُعَلِّمُنِي كَيْفَ أُغْوِي
الرِّجَالَ، وَالأَيَائِلَ، وَالمَلاَئِكَةَ الَّتِي لَهَا أَجْنِحَةٌ مُزْدَوَجَةٌ.
سَيَأْخُذُ عَطَشِي بَعِيدًا،
وَمَلاَبِسِي، وَأَوْهَامِي.
سَوْفَ يَنَامُ
لكِنَّ نَوْمِيَ يَرْكُضُ عَبْرَ الأَسْطُحِ
مُتَذَمِّرًا، وَمُوْمِئًا، وَعَنِيفًا
يُمَارِسُ الحُبَّ
مَعَ القِطَطِ.
* * *
الذُّبَابُ عَلَى السَّرِيرِ
عَلَى السَّقْفِ فِي فَمِكَ
عَلَى عَيْنَيْكَ
مُضْطَجِعُونَ عَلَيْهِمْ أَغْطِيَةٌ حَتَّى عُنِقِه؛
الرَّجُلُ العِنِّينُ المَاكِرُ الجَاهِلُ
تَرَكَ لِي جِلْدِي،
وَتَرَكَ لِي بَطْنِي سَلِيمًا.
لجويٍٍِس منصور

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى