الأربعاء ١٥ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
بقلم ياسمين محمد عزيز مغيب

خَواطِرُ أُنْثىْ

الحُبّ الحَقيقي

احتضنني وأنا غارقة بأحلامي، وأخذت يده تعبث بكل جوارحي، أفاقني من سُبات عميق حبه العارم، لفّ كلا ذراعيه حول خاصرتي، غمرني شعور لا يوصف من الحب والشوق لقبلاته التي طُبعت على كل أنحاء جسدي، أغمض عينه وجعل صدري وسادة، أصرّ على إيقاظي من نومي، بأنانية مطلقة، بلهفة لا مثيل لها، أخذ يحدثني ويحدثني، وأنا لا أدرك من حديثه سوى الحب الذي طفق يسري بكل خلايا جسدي.
أخيرا استوعبت ما كان يقول عندما جذبني من ذراعي، وأجبرني على اتباع خطواته لأجد نفسي أمام الثلاجة فأفتحها له ليخرج قطعة من الشوكولاته التي يحبها، ويقول لي بصوته الرقيق، ويده الغضّة تتشبث بثيابي: أُحِبكُ يا أمي.

صِراعُ القْلبِ والعْقلِ

يُخبرك قلبك أنه لا غنى عنه، وأن فراقه موت مؤكد، لكن عقلك لا يثق به، يشير عليك أن تهجر ذلك الحب الذي لا طائل من ورائه سوى الألم، يحدث صراع داخلي بين القلب والعقل، كلٌ يحاول أن يحصد قصب السبق، وأنت في حيرة من أمرك، تقف بلا حراك لترى تصاريف القدر، يأتي من تحب ليضع حداً لهذا الصراع، بقوله: أنك كنت مرحلة انتقالية بحياته، وأنه بدأ حبا جديدا، حينها يزهو عقلك ويفتخر بقدراته الخارقة، بفراسته ورجاحته، أما قلبك فيقرر الانتحار لأنه خسر الجولة وخرج من حلبة المصارعة منكسرا ذليلا، وحينها يهرول عقلك مسرعا يحاول مواساته، ويخبره أن انتحاره موت للجسد كله، وأن عليه ألا يبكي على اللبن المسكوب، لأن ذلك حماقة وضعف، وهنا يقرر القلب أن يتصالح مع العقل، ويقسم ألا يشد رحاله إلى أي منطقة محظورة دون اللجوء إليه، حينها فقط يغلق كل صفحات الألم والحزن، ويحيا بلا نفسه.

خُضوعُ المرأةِ وفرارُ الرجلِ

تخطئ المرأة كثيرا عندما تقابل رجلا لا تدري عنه شيئا، لكنها تفاجئ أنه سلبها إرادتها فلا تملك أمامه إلا أن تستسلم معلنة له عن حبها الذي يزيده غرورا وكبرا.

لا تعرف كيف رفعت رايتها البيضاء، وكيف سلمت لريح حبه نفسها؟؟ بل وأنها أيضا تكون سعيدة بهذا الخضوع وكأنما القدر ساقه لها كي تستمتع بالانكسار، لأنها طالما عاشت حياة التمرد فلم تكن مجدية معها ولم تشعرها بلذة الحب.

لذا قررت أن تكون سكنا لمن حرك مشاعرها وزاد نبضات قلبها.

لكنها لاتلبث أن تستمتع بجو الخضوع حتى تجد من أجبرها حبه على الاستسلام قد فارق سماءها وبحث عن قلب امرأة أخرى لا يعرف الاستسلام.

غريب حال هؤلاء الرجال يبحثون دائما عن القلب القوي الصلد وما إن تأكدوا أنه استسلم أمام رياح حبهم العاتية حتى يشعروا بالغطرسة، فيبدأوا في الهروب منه ليبحثوا عن آخر يشبع رغبتهم بالانتصار وشعورهم بالرجولة الزائفة التي يتوسمونها في أنفسهم، وتبقى الدائرة مغلقة حب فاستسلام فهروب فجرح وألم وعذاب ....

ذكاءُ السّلحِفاةِ وغَباءُ المرْأةِ

كانت تراقبها خلسة وهو يطعمها ويداعبها، كانت تحسدها على كل ما هي فيه من رغد العيش، وفيض الحب، فياله من شاب وسيم يحملها بين يده ويضعها بسريرها، ظلت تستمتع بالنظر إليها يوميا، إلى أن جاء اليوم وتقدم إليها الشاب الوسيم ليخطبها ويتزوجها بسرعة البرق، يسجنها بعش الزوجية ويغلق عليها بمفاتيح غلاظ، ظلت تراقب السلحفاة، وهو يضع لها طعامها، ولكن في هذه المرة لم تحسدها ولم تتمنَ أن تكون مكانها، لأنها ملت السجن حتى وإن كان بقصره، ضاقت بها الدنيا لكن ماذا تفعل؟؟

وأخيرا وجدتها تحاول الهروب من الصندوق الذهبي الذي كان يأسرها فيه، لكنها فشلت.
مرة تلو الآخرى وهي تحاول محاولات مستميتة من أجل الخروج، إلى أن جاء اليوم الموعود ونجحت في الهروب، وجاء الشاب مذعورا يصرخ ويقول أين ذهبت السلحفاة؟؟ وكيف استطاعت الخروج من الأسر؟؟ وهل لها شخص آخر يدللها مثلي ويعطيها ما أعطيته لها من الرفاهية، حمقاء تلك السلحفاة!!!

ظلت وحيدة في البيت بعد أن نجحت السلحفاة بالفرار منه، أخذت تتهم السلحفاة بالغباء، لأنها تركت ولي نعمتها، فلربما لن تجد مثله برغم سجنه لها.

جاء اليوم الذي دخل عليها زوجها الوسيم وكان برقفته امرأة أخرى جاء بها لتشاركها فيه، ظلت تفكر وتفكر، حزنت على نفسها لأنها لم تدرك ما أدركته السلحفاة إلا بعد فوات الأوان، قررت أن تتبع خطى السلحفاة بدقة، حاولت أن تستولي على نسخة من مفاتيح السجن، إلا أن السّجان قد أمسك بها، وكانت النتيجة أنه قد زاد الأقفال قفلا أشد غلظة، وأكثر إحكاما، وهنا صرخت الزوجة قائلة: يا ويلي أعجزت أن أكون مثل السلحفاة؟؟؟ التي عرف عنها الكسل والبطء والثقل، حاولت وحاولت وحاولت إلى أن حققت ما تريد واستطاعت النجاة بنفسها من بين براثنه القاتلة، ومن حب تملك النساء الذي كان يعشقه مستغلا شرع الله....


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى