الأحد ٢٦ أيلول (سبتمبر) ٢٠١٠
بقلم مازن عبد الجبار ابراهيم

هناك نسيم الهوى والنَهَرْ.

هناك نسيم الهوى والنَهَرْ
طلول الحبيب ولحن الزَهَرْ
هنا ضحْكة الحور تشدو بلحني
هناك سرابي بدرب السحَرْ
ووسْط الهوان ولُغم الحِمام
بغير ذراعك لاتستَجِرْ
ورغم الصعاب وحكم القدرْ
فلا بد من أخذ رأي الحذرْ
فيا أم دهري جهودي قَبَرْ
ووحل الهزيمة زهري طمر
فياأم هذي فلسطين نادت
بنيها وزهو الربى يحتضرْ
فداها دمائي وولْدي وتعساً
لدرب الخنا والبِلى والخدرْ
فياأم سيري إليها وداعاً
بدعواك قلبي بحلمي ظفرْ
وإنْ قصّر الشعر في المدح يوماً
فبالزحف يوم الوغى يعتذرْ
فيا أمّ من عاش للذات يوماً
فليس جديراً بحمل الدُررْ
وإنْ عزّ مرأك يوم الضررْ
فكيف لقانا بُعيد العُمُرْ
وما كنت ممن يحب الحياة
ولكنْ حنانك يسبي النظر
بنحْرِ الجمال يُلام القدرْ
وإنْ كان يوماً بِفعل البشرْ
فيادهر تلك فلسطين نادت
فدعنى على جرح شعري أمرْ
ودعني لدرب البطولة أمضي
فمنيَ شرّ الشرور يفرْ
كذا كنت يادهر سرّي كجهري
وها أنذا مخلصٌ للسِيَرْ
وهذي البلاد غزاها العداةُ
فأين عليٌ وأين عُمرْ
وعِرض فلسطين داس (الهَمَرْ)..ن
فأين دمشق وأين قطرْ
وهذي عراقيب صارت هشيماً
فأين نزار وأين مُطَرْ
بفوسفورهم قتل إبني الأغرْ
وأموال نفطي رصاص القدرْ
تنادي فلسطين من رفض الحق بالله يوم الزحوف كفرْ
وما كنت مِمّن يخون العهودَ
وينسى الحقوقَ ويخشى الضررْ
ومن صاد شر صقور الظلامِ
فليس يخاف حِراب الحُفرْ
وإنْ قَطَف الجدب كلَّ ثماري
فمن نور هديك أحلى ثَمَرْ
وإن لم يعد في الظلام مقرٌ
ففي نور عينيك خير مقرْ
هناك القصيد ربيع السهول
وودْق قوافي العلا ينهمرْ
وفي الشرق باتت تضئ نجومٌ
لأنْكِ الشموس وضُحْك القمرْ [1]
وفيك الفضاء رحاب السمَرْ
وفي بعضها القيد لاينكسرْ
وإن سُرَّ بعض الورى بالأثَرْ
ففيك جفاف الدهور مطرْ
وفيك الخلود شعاع العلومِ
وهمس الزهور ولحن الوترْ
كأن الفؤاد بقربك بدرٌ
وهل في سواك يهيم النظرْ
وحبك قلبيَ لا لا يذر
فدنياك ليلٌ وانت قمرْ
وفي الغرب شمس الفدا لم تُنِرْ
وما غير غُرِّكِ أزكى بشرْ
ولم تهو حيفا سواك بلاداً
وبيد العلا للخلود نهَرْ
دعاهم لقتلي رفاق العمُرْ
فمالُ العدا للخؤون وطرْ
وإني أنا ابن الرباط الأغرْ
بنحر عداتك مني خبرْ
أعدتُ ليعرب مجدا غبرْ
بزحف قوافي الهدى والعِبرْ
وكل حياتي لمجدي سفر
لأني النسيم بحضن الجُزُرْ
ومن شمَّ يوما عبير الرباطِ
لماضي الهدى والمعالي عبرْ
ولو أنَّ كلُ الزمان الرباطَ
لما كان في الدهر فِتْرُ ضررْ
وما زلت وحدي ببحر الضياعِ
لينأى عن القلب شاطي العُمُرْ
فيادهر تلك فلسطين نادت
فدعنى على جرح شعري أمُرْ
ودعني لدرب البطولة أمضي
فمنيَ شر الشرور يفِرْ
وبالرغم من ظلم عبد اليهودِ
فلسطين أبطالها تنتظرْ
وغابت شموس الهدى من عصورٍ
وأرضك وسط الدجى فاصطبرْ
على رملة العرْب دعني أمُرْ
فإنّ اشتياقي محولي فَطرْ
وعاف سلاحي بدرب الهوى
ويشكو رصاصة غربٍ قذِرْ
ويضمر ودّاً لغرب اليهودِ
وشر الشرور لقومي ضَمَرْ
وأرض فلسطين نادت فتاها
وفتيانها في سجون الخَدَرْ
هناك تمادوا بغدرٍ قذِرْ
ودمّ بنيَّ لماذا هُدَرْ
فيا أمُّ اني جفاني رَويّي
لأن زماني بهجري أمرْ
سلامٌ عليك رباط الفداءِ
و شارقة المجد أحلى الدُررْ
عليَّ أيا دهر قلتُ أشِرْ
بماذا تجيب عذولاً أشِرْ
فقال سأسأل فسطاط عنها
لبيدائها شعرها كالمطرْ
دروب الفؤاد رحلت وحيداً
وعدت إليك بهذا الشررْ
وما مثليَ اليوم يهوى الدواني
وإنْ يغدُ عمري بكفي سَقَرْ
بها اهتماماً لها لم أُعرْ
ولكنْ زماتي بذا لم يُقِرْ
فطالت دروب المنى والسفرْ
وذاب بجمر الأماني العُمُرْ
وبعد الضِرار رصاص الضرَرْ
وجنْب الهموم سيول الكدرْ
ويرمى المشيب ويكرى الشبابُُ [2]
لتحمل هذا وهذا تذرْ
وإعصار شيبي عصوري عَصَرْ
فسافرتُ مني لذكرى مُضرْ
زماني شبابي قليلاً أعِرْ
لعلّي عليَّ بقبري أمُرْ
لعلي أحقق زحفي الأخيرَ
لتحرير قدس الفداء بِِكَرْ
زماني أعرني قليلاً زماني
لأني بدوني بقايا صُوَرْ
فكيف الهوان عليَّ اقتصرْ
وجيش المآسي بقلبي اختصرْ
بنحر الأماني أيجدي البصرْ
وبدر القصيد التناص غمرْ
ولم تجد نفعاً خيوط السهرْ
غريبا بحضن الهوى يحتضِر
ومن بعد ذاك العِثار عثَرْ
فؤادي بحب سمار الحَوَرْ
عليك الهيام فؤادي ظهر
بحب الجآذر يوم الأمَرْ
فذا الياسمين بهجري جهرْ
فكيف بقربي ببرْدي حضرْ [3]
وكيف بوجهي الفراقَ شهرْ
ودهري بوجهيَ سيفا شهرْ
بشرِّ الخطى لا بفعل القدرْ
وكيف ببعدك يحلو نظرْ
وليس بعيد الجفاف مطرْ
أيحلو ببعدك هذا بصَرْ
بدهر الظلام يغيب النظرْ
وُضوءَ الشموس بطيف الزَهَرْ
وضوءَ الشموس بطيف الزهَرْ
بريح المطالب يحلو الخطرْ
وبعض الجرائم يخفي الزمانُ
ولكن عِثاري سريعاً نشرْ
على محو كل جهودي حريصٌ
وحكم العدالة فيه يَذرْ
وحاولت نيل العلاء مراراً
وقيل إِلى غايهِ لم يسِرْ
أسرَّ ليَ القلب مالايسِرْ
وسيري من المرِّ نحو الأمَرْ
وسرت الهوينى بدرب الأماني
لأدنوَ منها ومنّي تفِرْ
وما كان يوماً عِثاري عثرْ
بشعريَ أرنو لأحلى الصورْ
وتلك الرماح تشق صدوري
وكانت تسمّى ليالي السَمرْ
يغربل قلبيَ منها كثيرٌ
أيخشى القتيل بقايا شررْ
وهم المشيب ذواتي كسرْ
وجمع الرزايا بقلبي كبُرْ
وما قلت للشيب عشقيَ ذرْ
فمثلي له في الغروب عِبرْ
ولم تجد نفعاً جيوش العِبرْ
فهذا المشيب لساحي عَبرْ
وسعيك أمسِ مضى واندثرْ
وغورك فيه الحقيق سبَرْ
وعقلي برغمي فؤادي عذرْ
ودهري كحِبي بقلبي غدرْ
وأفنى الشباب حفيف الأماني
وكفيَّ صوت النهى لم يُجِرْ
وأي اهتمامٍ لها لم يُعر
أضاع الفؤاد شتات العُمُرْ
ليجمع أحزان دهري الكُثُرْ
ودمّيََ هدب الغواني هدرْ
وماذا بعمريَ غير السرابِ
وجدْب القصيد بقلبي اعتمرْ
ويصفو ويحلوَ شرّ الزمانِ
لكل جهولٍ غبيٍّ أشِرْ
وهذا الزمان فتىً ما شكرْ
وظلم العداة تراه غَفَرْْ
وما زلت أمضي إليها وتنأى
وتمضي الحياة وما من دررْْ
وهذا الزمان نصيبي احتكرْ
بما قلّ فيه وما قد كثرْ
وشر الأعادي أمامي كثُرْ
وكلّي زماني عليَّ نصرْ
على كل شر زماني قَصُرْ
فمات بعمقيَ ضُحْك الشجرْ
إليَّ من الراحلات سفرْ
فحزني شديد ووهمي كبرْ
فدعني عليها زماني أمُرْ
وإنْ كان برْدي لحُلمي سفرْ
ومن أجل ذلك يحلو السفرْ
وإنْ نَحَرَ الحُلمَ نورُ العِبرْ
ومن أرض قحطان حتى مُضرْ
بياض المشيب سراج السهرْ
لماذا ألوم الزمان إذا
على ما يديم الضياع أُصِرْ
مضى العمر وسْط حفيف السرابِ
ولم يبق من ذاك إلاّ الصُورْ
وما بعد دمع الرحيل سفرْ
ومن نظرات العيون شررْ
وكان وجودي حِمام عداتي
فكيف بحدّي وجودي نُحِرْ
وشوق الزهور لهدب الحَوَرْ
بهمس البِلى والطلول اندثرْ
بحب المهانة منْ قد جهرْ
برب الخليقة من قد كفرْ
وساد بلادي لهيب الخَوَرْ
فاحرق جهدي ولام الأشِرْ
وبعد العِثار فؤادي عثَرْ
وبالأمس هجوي فؤادي نحرْ
فيا نور شعري الفؤاد أنِرْ
ْوإنْ قال هذي المكارم ذر
وحيفَ التناص العداةُ شكرْ
فما عاد لي قمرٌ في السحرْ
ومن كل فلبيَ مهما بدرْ
فليس دروب الفداء يذرْ
ويسرق حظي نجومي جميعاً
لانّ قصيدى السنى يختصرْ
ومن نقطة الصفر دعني أمُرْ
لعلي أشم عبير الوطرْ
وماذا يغربل دنيا الوطر
بدربك غير حراب السفرْ
وصارت قوافيَّ تجفو الهوى
بموت المساعي ونأي الوطرْ
وعم الجفاف حظوظ الغريبِ
وفي جدبها هل يلام القدرْ
فيادهر يوما عليَّ أشرْ
لماذا تُعيد سهام الأشِرْ
تلاشى الصفاء وعمّ الكدرْ
ومن كان يوما محباً غدرْ
وينصر خصمي بجهدي ونحري
وما خُذْ مناك سريعاً كَذََرْ
ودربي الصدود سوى ماندرْ
على قفر حزنيَ وبْلي انهمرْ
فلم تجد نفعاً فؤادي العِبرْ
وحتى ابتسام الوداع خسرْ
وهذي البلابل فوق الشجرْ
وهذا الربيع بحضن النهرْ
وبان الحبيب وعاد القمرْ
ينير الدروب بماضي الصُورْ
أغني الربيع بلاد الزهرْ
وميتٌ بحبك قلبي عذرْ
وسرت لِمصر العلى والاماني
وجدتُ الهوان بها مُسْتَسِر [4]
وشارقة العلم نور الزمانِ
ومن يجفُ دربك كيف يُسَرْ
ومِنْ شعر هذي الرباط زهورٌ
وكم بقصيدة حيفا دُررْ
فلسطين أنت رباط الخلودِ
وشارقة الحلم وسْط السَحرْ
وأرنو اليك وكيف المحبُّ
بأي مكانٍ هواك يَذرْ
وتلك الرجال بعمق الحِمامِ
هواها على ذاتها يقتصرْ
غزا أرضها الغرب بعد التترْ
وتخشى رصاص هوانٍِ قذرٍْ
وعدت إليك رباط الفدا
أقبِّل ثغر الفداء الأغرْ
رباط الفداء بلاد مُضرْ
أغني فلسطين بنت القمرْ
رباط فداء العلى ما هجرْ
شجاعاً بحبك يوما جَهرْ
بحبّك يسقي الصحارى مطرْ
وكل قوافي الحنايا سَبرْ
ولكنْ بحبك قد هام قلبي
فإن مات بعضي فبعضي عذرْ
هنالك روحي هنالك فُلّي
بفسطاط زهر العلا والعِبرْ
أأفسطاط أمي وأم القصيدِ
بعمر الخلود وزهو القمرْ
فصبرًا على الدهر للأمِ قلبٌ
يدكُ الهوان ويمحو الخَوَرْ
وما عاد شعريَ ينصف شعري
كأن خيالي الدنى ما خبرْ
وما عدت أدري بماذا أجيبُ
وقلبي بحب الرباط سكِرْ
وما عاد شعري جديراً بأنْ
يعبْرعن حبها في دُررْ
رباط الثقافة شمس مُضرْ
على درب مجدك دعني أمرْ
وبعد الهيام بدرب المعالي
أعود لقولك ذلك ذرْ
على كل جرحٍ يسير الأغرْ
ومن رام درب المعالي صبرْ
فيا أم سيري عليها وداعاً
ولانصرَ إلاّ بمحو الخوَرْ
وإنْ قصّر الشعر بالمدح يوماً
فبالزحف يوم الوغى يعتذر
تنادي فلسطين من رفض الحق بالله يوم الزحوف كفرْ
فيا أمّ أعْدَدتني للوفاءِِ
ومحو الظلام ولوم أشرْ
وما كنت ممن يخون العهودَ
وينسى الحقوق ويخشى الضررْ
أزورك أم القصيد إذا
عَدُوي بجوف الوغى يحتضرْ
فيا دهر تلك فلسطين نادت
فدعني على لغم شعري أمُرْ
فدعني لدرب البطولة أمضي
بحضن الفداء يُنال الوطرْ
بفسطاطها شعرها دائما
له الانتصار وهم في سقر
وأعددتني للفداء ومنْ
يحبّ الفداء به قد أمرْ

[1(...ملاحظة هنا أنْ ساكنة مثل كأنْ لم تغن بالامس)

[2(....يرمى ...يزداد ينمو...يكرى...ينقص يضعف)

[3(...برد هنا تعني موت المعنى الثاني لكلمة برد)

[4(..مستسر تعني ..مختفي)


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى