الثلاثاء ٥ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم وفاء عبد الرازق

فايروس

كمـَّم فمه قبل أن يدخل قاعة وصول الركاب، أزعجته امرأة هندية باحتكاك يدها في يده، رشّ بعض مطهـِّر،، على يديه، يد ابنته وفي الهواء.

تأفـَّف كثيراً عند شبـَّاك موظف الجوازات،،تفحـَّص كل شيء حوله، لم تفلت من نظراته الصور المعلـَّقة على الجدران، هازئاً من النعوش التي لم تلتهم شاباً أفغانياً منتظراً خطيبته.

في سيارة الأجرة تحمـَّد لزوجته على سلامتها ونفثَ زفرته الأخيرة ناسياً أن فايروس الموت ينزل من السماء.

بائعٌ صغير

صحفٌ يومية أتلفت اسمه بين العناوين.

استوحش مكانه،، رائحة عرق المشترين،، رائحته،،كل شيء حتى الأزقـَّة وأقراط النساء.. صار كله بحجم رأس عصفور وهو يقرأ في الجريدة الرسمية التي باعها بعرقه وقبض ثمن اسمه الجديد.

" ذئبٌ صغير".

أطلق قديمه لذئب الطريق محاولاً ممارسة التحام الذئاب.

ساعة موبوءة

الألم هائلٌ.. قال ذلك وتفحَّص عقارب ساعته.. حين رأى ساعته عاطلة لم يستغرب.
الأشياء الفولاذية تُربكه،، صحيح،، ألمها مثلها فولاذي هو الآخر.

أضاف للأبراج برج الساعة لعله يقرأ فيها طالعا مختلفاً.

كان حقيقياً ألم برجه المُبتَكر..

الدار،،الشارع،، المصنع،أسرته،،كلهم من قصدير.. رمى ساعته في المزبلة ودار حول نفسه مثل جرس يُقرع.

لم يمض الوقت

ربَّما لم يمض الوقت لتحقيق رزق الله..

قال هذا في أول يوم سكب دمعة على فقدان الأب إثر قذيفة.. ترك أخوته الصغار ينتظرون لقمة من جود تحقيق الرزق، بينما أمه ذات الخمسة والثلاثين نكبة تدعو له بالتوفيق...

نعم لم يمض الوقت... قالها وتربع على شارع مجاور لبيتهم يبيع السجائر وأعواد الثقاب.

لم يعطه الوقت فرصة،،في أقل من ثانية أصبح رزقه فريسة الدخان بينما قذيفة نظفت الشارع من جسده الغضّ.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى