الثلاثاء ٢٦ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١٠
بقلم أميمة عز الدين

اللعبة

والطريق ممتد ، متعرج على طول امتداده، وأشياء كثيرة تسقط منى وأنا أتطلع من نافذة السيارة: قلمي ورسم لم يكتمل ، كتاب منزوع الغلاف ،وصورة فتاتي وهى تبتسم لي ، والسائق يندفع بالسيارة دون أن ينتبه لوعورة الطريق ، نداء متحشرج يخرج بصعوبة ، أتطلع إلى الوجوه التي تبدو مطمئنة لكل مايجرى حولها . بجانبي صديقي اللدود أحادثه عن أشيائي التي فقدتها وأنا أتطلع إلى النافذة المغلقة، أحاول فتحها لكن الكل يهمهم ويعترض..يشمت صديقي في ويقول : لا تشغل نفسك فكل شيء على مايرام ...فنحن على سفر ولا نعرف متى نصل ؟

المسافة تبدو شاسعة البون، لكن روحي تتخطاها وأتوجس منهم ريبة، لا أحد يهتم بأشيائي التي فقدتها، بل ويسخرون منى.

ألمح طيف ابتسامة على وجه السائق في المرآة ، مازال الطريق ممتدا ، أتوسل إليهم أن يفتحوا النوافذ المغلقة
. ولا يفقهون تأويلي ويسخرون منى . ضحكاتهم تعلو وأشعر بالاختناق ..يتشاجرون على الهواء الساكن فيما بينهم واتفقوا على القائى من النافذة . أتشبث بيد صديقى اللدود ووجدته يدفعني بشدة ، ووجدتني أتدحرج ككرة مطاطية ، والغريب أنى نهضت دون أن تخدشني الصخور الناتئة ولا حتى الحصوات المدببة كرؤوس الدبابيس ، اسمعهم يتصاخبون ويتصايحون بعد أن اقترعوا على .

الشمس حارقة ، والعرق ينز من جبهتي مالحا حارقا ، الإسفلت يرسل هواءا ساخنا ، السيارات تمرق بجواري ، لا أحد يتوقف .

لمحت حبيبتي تضحك مع آخر في سيارة مارقة ..لم اهتم إلا بنفسي، وتذكرت أنها هجرتني منذ أيام.
لم أفرح كثيرا عندما توقفت السيارة وهبط صديقي اللدود يريد أن يعاود اللعبة مرة أخرى. وجوه من معه استطالت في عبثية ، لم أعبأ بهم وعاودت سيرى ، جذبوني من ذراعي يريدون ادخالى السيارة عنوة ، ونجحوا في ذلك ....بعد دقائق معدودة والسيارة مسرعة ألقوا بى مرة أخرى .


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى