الجمعة ١٠ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠
بقلم یوسف هادي بور

دراسة الشعر الخمري عند العرب قبل أبي نواس

الملخّص

قد عرف أبو نواس بشاعر الخمر وزعيم هذاالفنّ. ومع هذا نعلم بأنّه لم يخترع هذا الفن ولم يسبق إليه وإنمّا سبقه إليه كثير من الشعراء في العصور الجاهليّة والإسلامیة والأموية. فيجب علينا قبلَ أن نتناول خمريات أبي نواس، ندرس مع شى‏ء من التفصيل خمريات بعض الشعراء الّذين سبقوه وأثّروا فيه.ذلک لنتبيّن المقدار الذي سبق إليه أبونواس ولنعرف ما اخترع وما استحدث فی شعره الخمری.

الکلمات المفتاحیة: الشعر الخمری،العصر الجاهلی،العصر الاسلامی،العصر الأموی

ألف- في الجاهلية

فقد عرف الشعرالخمري عندالشعراء الجاهلييّن؛ وقليل منهم من لم يعرض للخمر في شعره. ولهم في ذلك تعابير جيّدة بالنسبة إلى ذلك العصر وبالنسبة إلى أذواق الناس التي تلائم تلك البيئة. ومن أهّم الشعراء الجاهليين الّذين تناولوا الخمرة في قصائدهم وتكلّفوابها: طرفة بن العبد، وعدي بن زيد العبادي، وعمروبن كلثوم، وعنترة بن شدّاد، والمنخّل اليشكري، ولاسيما الأعشى الأكبر.
وبإمكاننا أن نقسّمهم إلى قسمين: الأوّل هم الذيّن افتخروا بشرائها وشربها وإسرافهم في هذا الأمر دونَ أن يصفوها إلّا قليلاً.

والثاني هم الّذين وصفوا الخمرَ وأجادوافيها بعض الإجادة دونَ أن يكونَ وصفهم عميقا، وإنمّا كانوا يقنعون بالظواهر، فيصفون لون الخمر ومظهرها ويصفون أقداحها وأباريقها ويذكرون مكان شرائها ويصفون طعمها ولونها وصفا مجملاً ويشيرون إلى مفعولها في النفس.

وأمّا من الذيّن كانوا يفقخرون بشربها كافتخار هم بالبطولة والشجاعة، هوعنترة بن شدّاد حيث يقول:

«ولقد شربتُ من المدامة بعد ما
ركد الهواجرُ بالمشوف المعلم
بزجاجة صفراءَ، ذات أسِرّة
قُرِنتْ بأزهَرَ في الشّمالِ مفدّمِ
فإذا شربتُ فإنّني مستهلكٌ
مالي، وعرضي وافرٌ لم يُكلَمِ
وإذا صحوتُ فما أقصّرعن ندى
وكما علمتِ شمائلي وتكرّمی
وبعد ذلك ينتقل إلى بطشه وشجاعته في المعارك مخاطبا حبيبته ويقول:
 
هلّا سألتِ الخيلَ يا ابنة مالك
إن كنتِ جاهلةً بما لم تعلمي
إذ لا أزال على رحالةِ سابحٍ
نَهْدٍ، تعاوَرَهُ الكماةُ، مكلّمِ
يُخبركِ من شَهِدَ الوقيعة أنّني
أغشى الوغى وأعِفُّ عند المَغْنَمَ»

 [1]

وللمنخّل اليشكري أبياتٌ تشبه هذه الأبيات جدا حيث يقول:

«ولقد شربتُ من المدا
مة بالصغير وبالكبير
فإذا انتشيتُ فإنّنی
ربُّ الخَوَرنق والسّدير
وإذا صحوتُ فإنّني
ربُّ الشويهة والبعير»

 [2]

وللبيد بن ربيعة أبياتٌ تشبه أبياتهما حيث يفاخر بشرب الخمرة بعد أن رأى الصدود من جبيبته «نوار» يخاطبها ويتباهي بأنّها لا تعلم منزلته ويقول:

«بل أنتِ لا تدرينَ كم من ليلةٍ
طلقٍ لذيذٍ لهوُها وندامُها
قدبتُ سامرها، وغايةِ تاجرٍ
وافيتُ إذ رُفِعت وعزَّ مُدامُها
أغلي السّباءَ، بكلِّ أدكنَ عاتقٍ
أوجونةٍ قُدِحَتْ وفضَّ ختامُها
وغداة ريحٍ قد وزعتُ، وقرّة
قد أصبحت بيد الشّمالِ زمامُها
بصبوحٍ صافية، وجذبِ كرينةٍ
بمؤثّرٍ تأتالُه إبهامُها
باكرتُ حاجتها الدَّجاجَ، بسُحرةٍ
لِأُعلّ منها، حينَ هبَّ نيامُها
 
وبعد ذلك يفتخر ببطشه وشجاعته ويقول:
 
ولقد حميتُ الحىَّ تحمل شكّتي
فُرُطٌ وِشاحي، إذ غدوتُ لجامُها»

 [3]

وقد يلا حظ عند بعض الشعراء أنّ إفراطهم في شراء الخمر وشربها قد يؤدي بهم إلى الفقر وهذا كان يدلُّ على جودهم وسماحتهم كما نرى عند طرفة بن العبد حيث يقول:

«ومازال تشرابي الخمورَ ولذّتي
وبيعى وإنفاقي طريفي ومتُلدي
إلى أن تحامتني العشيرةُ كلُّها
وأفردتُ إفراد البعير المعبّدِ»

 [4]

ولِأبى عبّاد عمر وبن كلثوم التغلبي معلقة يستهلّها بنسيب خمري دوَن النسيب الطللي الشائع عند الشعراء الجاهليين. فله فضلٌ في هذا الإبداع إلذي مارأيناه عند الشعراء الآخرين قبله وعند من عاصروه، حيث يقول:

«ألا هُبّي بصحنك فاصبحينا
ولا تُبقي خمورَ الأندَرينا
مشُعشعةً كأنّ الحُصَّ فيها
إذا ما الماءُ خالطها سخينا
تجورُ بذي اللُّبانةِ عن هواهُ
إذا ماذاقها، حتّى يلينا
ترى اللّحِزَ الشحيحَ إذا أمِرَّتْ
عليه، لماله، فيها، مُهينا

وبعد ذلك ينتقل إلى الغرض الأصلي وهوالفخر، يخاطب حبيبته ويقول:

قفي قبلَ التفرّق يا ظعينا
نُخبّركِ اليقينَ، وتُخبرينا
بيومٍ كريهةٍ ضربا وطعنا
أُقَرّبه مواليكِ العيونا»

 [5]

وأمّا الّذين وصفوا الخمَر مع شيء من التفصيل وأشاروا إلى طعمها ولونها وإلى أثرها في النفس منهم: عدي بن زيد العبادي، الشاعر النصراني الذي عاش في «الحيرة» فى أواخر العصر الجاهلي.
له قصيدة مشهورة تدلّ على أنه كان مكلّفاً بالخمرة ومُجيدا في وصفها حيث يقول:

«بكر العاذلونَ، في وضح الصبـ
ـح، يقولونَ لي أما تستفيقُ
ويلومون فيكِ يا ابنة عبداللّـ
ـه، والقلبُ عندكُم موثوقُ
لستُ أدري إذا أكثروا العدلَ فيها،
أ عدويلومني أم صديق
ودَعَوا با لصبّوح يوما، فجاءَت
قينةٌ في يمينها إبريق
قدَّمتْه على عُقار كعين الديكِ
صفّى سلافها الراووق
مُرّة قبلَ مَزجها، فإذاما
مُزحِت، لذَّطعْمَها من يرذوق
وطَفا فوقها فقاقيع كاليا
قوتِ حُمرٌ يُثيرُها التصفيقُ
ثمّ كان المِزاجُ ماء سحابٍ
لا صدى آجنٌ ولا مطروق»

 [6]

والمشهود أنه، في هذه الأبيات - على جاهليتها - رقّة الحضارة على أنّه كانَ كثير التّردد إلى بلاد
الفارس ومتأثرا بالحضارة الفارسية.

وأمّا الأعشى الأكبر: عنده للخمرة منزلة كبيرة، ولهذا أكثر من وصف الخمر وأطال وأجادَ وصفها كوصف عاشق لمشعوق. وتبسطّ فى الحديث عنها بحيث كادت الصورة الخمرية تكتمل فيه وكادت جميع المعاني الخمرية الموجودة في الجاهيلة تجتمع فيه بصورة كاملة وكان الشاعرُ يزجُّها في قصائده، أيّةً كان أغراضها ويتوسّل بها للمدح وغيره. وهذا يظهر واضحا في معلّقته حيث يستطرد عن تغزّله في وصف حبيبه «هريرة» ووصف الروضة إلى الحديث عن اللهووشرب الخمرة، قائلاً:

«وقد غدوتُ إلى الحانوت يتبعُنى
شاومِشَلٌّ شَلولٌ، شُلشلُ، شَوِلُ
في فتيةٍ كسيوف الهندِ قد علموا
أن ليسَ يَدفَعُ عن ذي الحيلةِ الحيلُ
نازعتُهُم قُضُبَ الرّيحانِ، مُتّكئا
وقهوةً مُزَّةً راووقُها خَضِلُ
لا يستفيقونَ منها، وهى راهنة
إلاّ بـ «هاتِ» وإن علّوا وإن نهِلوا
يسعى بها ذوزجاجاتٍ له نُطُفٌ
مُقلّصٌ أسَفَلَ السربالِ، مُعتمِلُ
ومستجيبٍ لصوتِ الصنج تسمَعَهُ
إذا ترجّعُ فيه القينةُ الفُضُلُ»

 [7]

ولوانتقد النقّاد الشطر الثاني في البيت الأوّل لكثرة الشينات، ولكنّها تدلُّ على سكر الشاعر وعدم استطاعته لِإلقاء الكلام.
وفي مكان آخر عند مدح قيس بن معدي كرب ينتقل إلى وصف الشرب واللهوبعد التغزّل ويقول:

«وصهباءَ طافَ يَهوديُّها
وأبرزها وعليها خُتُم
وقابلها الرّيحُ في دنّها
وصَلّى على دَنّها وارتَشَم
تَمزَّزْتُها غيرَ مُستَدبرٍ
عن الشّربِ اومُنكِرٍ ما عُلِم»

 [8]

وأيضا عند مدح المحلّق يشير إلى شربه الخمر ويقول:

«وإذا قلتُ: «غنّي الشَربَ» قامت بمِزهرٍ
يكادُ، إذا دارت له الكفُّ، ينطِقُ
وشاوٍ، إذا شئنا، كميشٌ كمِسعَرٍ
وصهباءُ مِزبادٌ، إذا ما تُصَفَّقُ
تُريكَ القَذَى مِن دونها، وهىَ دونَه
إذا ذاقَها مَن ذاقَها يتمطّقُ
وظلّت شعيبٌ غربةُ الماء عندنا
وأسحَمُ مملوءٌ مِن الرّاح متأق»

 [9]

وأيضاً له قصيدة في الخمر يمدح في خلالها أياس بن قبيصة الطّائي يستهلّها بهذه الأبيات:

«وشمولٍ تحسبُ العينُ إذا
صُفِّقتْ وُردَتَها نورَ الذُبَح
مثل ذَكي المسك، ذاكِ ريحُها
صبّها الساقي، إذا قيلَ: تَوَح
من زِقاق التَجر مِن باطيّةٍ
جونةٍ حاريةٍ ذاتِ رَوَح
ذات غورٍ ما تُبالي يومَها
غَرَف الإبريقِ منها والَقَدح
وإذا ما الرّاحُ فيها أزبدتْ
أفَلَ الإزبادُ فيها وامتَصَح
وإذا مكّوكُها صادَمهُ
جانباه، كرَّ فيها، فسَبَح
فترامتْ بزجاجٍ مُعملٍ
يُخلف النازحُ منها ما نزح»

 [10]

إلى آخرها، ثم ينتقل إلى وصفِ مُغنّ يضربُ العودَ ويغني.

وله قصيدة أخرى في الخمر، يمدح خلالها أبا الأشعث قيس ومطلعها:

«وطِلاءٍ خسرواني إذا
ذاقَهُ الشيخُ، تغنَّى وارَجَحن
وطنابيرَ حسانٍ صوتُها
عند صنجٍ، كلمّا مُسَّ أرَنْ
 
إلى أن يقول:
 
وإذا الدّنُّ شربنا صفوَهُ
أمروا عُمرا فناجوه بِدَن
بمتاليفَ أهانوا مالَهم
لغناءٍ، ولِلِعْبٍ، وأذن
فترى إبريقهم مُسترعفا
بشمولٍ صُفِّقت من ماءِ شن»

 [11]

وله أبيات أخرى في وصف الخمر لانذكرها خوفاً لاطالة الکلام.

وأمّا إذا نتوغّل في الشعر الخمري عند الشعراء الجاهليين نرى بأنّ الشعراء الذين كان لهم حياة البداوة بمعنى الكلمة، كانوا يلمّون بالخمر إلماما ولا يلحّونَ في وصفها ولا يكثرون منه ولا يدققون فيه.
وأمّا الشعراء الذين كانوا مسيحيين أويعيشون في الحيرة والعراق من قرب ايران، قاموا بوصه الخمر أحسن وأدّق من الآخرين مع شى‏ء من التفصيل في ذكر مجالس اللّهوومايلائمه وأشاروا إلى لونها وطعمها وأثرها في النفس كما رأينا عند عدي بن زيد العبادي الذي نزل قومه فى الحيرة في أواخر العصر الجاهلي وتحضّروا وأدانوا بالنصّرانية. وكان العدي يتضّلع بالعربية والفارسية وتخرّجَ في أنواع الأدب والفروسية، متأثرا بالحضارة الفارسية كما أنّه تأثَّرَ بالثقافة النصرانية في بيزنطيّة.

فلهذا نرى رقة الحضارة في أبياته على جاهليتها دونَ أن تخلومن رصانة البداوة. وكما رأينا عند الأعشى الأكبر الذي كان مسيحيّا ولم يكن بدويا بمعنى الكلمة. إذ إنّه كان يضربُ في أنحاء الجزيرة العربية متكسّبا بشعره، من اليمن إلى العراق ويقطع العراقَ إلى بلاد فارس ليمدح ملوكها. فإنّه كان حاضرا أوكالحاضر.

ولكنّ الميزه الأساسية في الشعر الخمري عند الشعراء الجاهليين هي أنّهم لم يتّخذواالخمَر فنَّا مستقِلّا من فنون الشعر كما اتّخذوا المدح والهجاء والفخر والحماسة، كما يرى الدكتور طه حسين ويقول: «ولم يكن من الممكن أن يستقلَّ وصف الخَمر في هذا العصر ويصبح فنّا قائما بنفسه يقصد من حيث هو. لأن الحياة
الجاهلية لم تكن تسمح بذلك ولا تدعوإليه. كما تدعوإلى وصف الخيل والإبل وما إلى الخيل والإبل.
لأنّهم لم يكونوا من النعمة ولين العيش بحيث يستطيعون أن يعكفوا عليها ويعاشروها معاشرة متصّلة، كما كانوا يعاشرون الإبَل والشاة وإنّما كانت تسنح لكثير منهم فرصة اليوم أوالساعة، يشرب فيها ويلهو. فإذا فرغ من شربه ولهوه تحدّث بذلك مفاخرا، وربّما وصف الخمر وذكر اللهووهولم يشرب، ولم يأخذ من اللهوبحظّ. وإنّما دعاه إلى ذلك الفخر والفنّ. فقد دخل وصف الخمر والإ لمام بها في فنّ الفخر، والتحدّث
بمايمتاز به المفاخر من الكرم والسخاء، ومن العفّة حين يدعوكل شى‏ء إلى إطراح العفّة إلى غير ذلك من هذه المعاني الشائقة، الّتي تجدها عند الجاهليين جميعا». [12]

وممّا يؤكد هذا الرأي قول حنّا الفاخوري حيث يقول: «توقّف الجاهليّون في وصف الخمرة عند مظاهرها الخارجية وأشاروا إلى مفعولها في النفس وراحوا في تكثيف المادة التصويرية يقلّد بعضهم بعضا آخر ويكرّر بعضهم أقوال البعض الآخر... وهكذا فالشعرالخمري عندهم إلمامة سريعة». [13]





ب - في صدر الإسلام

ولمّا جاء الإسلام كان بعض الشعراء يذكرون الخمر في قصائد المديح كحسّان بن ثابت الأنصاري وكعب بن زهير. وعندما حرّم الإسلام الخمرة تقلّصَ ظلُّها في الشعر الاسلامي وسكت الناس عن الخمر. فركد الشعر الخمري في هذا العصر لأسباب يعودُ كلّها عن قريب أوبعيد إلى دين الإسلام. فمنها ما يعود إلى إشغال الناس بالتفكّر في كتاب اللّه وحفظ آياته ولِما فيه من خوف الله والآخرة. ومنها ما يعود إلى جِدّ الخلفاء وشدّتهم في شرب الخمر ووصفها. ومنها ما يعود إلى الفتح وخوض الناس فى الغزوات والمعارك. وإن تقلّصَ الشعر الخمري ولكنّه كثيرمن الناس - الأعراب البادين والمتحضرين - كانوا لايضنّون على أنفسهم بالشّرب واللّهو. فكانوا يختلسونه اختلاسا ويسترقونه استراقا. ولكن تحريم الإسلام الخمرةَ ومنع المسلمين الحضور في مجالس الشرب واللهو، أدّى إلى زوال الشعر الخمري. وفى الحقيقة ضاع الشعر الخمري في صدر الإسلام. إلاّ أنّنا نجد من الشعراء من أدخلها في قصائدهم وأكثر هم من المخضرمين الذين كانوا عندهم جودة وبراعة في هذا الصعيدوأشهرهم كعب بن زهير وحسّان بن ثابت الأنصاري:
وأمّا كعب بن زهير، نشأ فى أسرة وافرة الحظّ من الشعر وعاش زمنا في العصر الجاهلي. هجا في أوّل أمره النبىَّ والإسلامَ وثم أسلم. وقامت شهرته على قصيدته «بانت سعاد» أو«البردة» التي مدح بها النبىّ (ص) في مسجدالمدينة سنة التاسعة من الهجرة. فنراه يزجُّ الخمرة في مطلع قصيدته على عادة الكثيرين من الشعراء الجاهلييّن حيث يقول:

«تجلوعوارض ذي ظلمٍ إذا ابتسمتَ
كأنّه منهلٌ بالرّاح معلول
شجّت بذي شبم من ماءٍ محنيّة
صافٍ بأبطح أضحى وهومشمول

ولكنّه لم يأت بوصف الخمرة مباشرة، بل جاء بها في ضمن التشابيه وراح يجعلها في ثغر سعاد. لا في الزّقاق والدّنان اتقاء لغضب الرسول (ص) الذى...حرّم الخمرة. فلهذا نراه يصوّر لَحبيبته صورة سيّئة ومخلفة الوعود وشبيهة بصورة الغول إذ يقول:

فما تدوم على حال تكون بها

كما تلوّنُ في أثوابها الغول»
 [14]

وأمّا حسّان بن ثابت الأنصاري، ولد بيثرب ونشأفيها حضريّاً متأثّرا بالبداوة بعض التأثر. إتّصل بأمراء الغساسنة ومَدحَهم كما اتّصَل ببلاط الحيرة. ثم أسلم ونصر الإسلام والنبيَّ بلسانه وأكثر هجوالقريشيين. ومدح الدين الجديد حتى دُعِى «شاعر النبي» وعلى حد قول البستاني: «وغدا شعره على فحشه وإقذاعه، من المصادر المهمّة لتاريخ تلك الحقبة من النضال بين الا¨سلام والشرك... فمهّدَ السبيلَ للشّعر الديني في الإسلام». [15]

وقد تحدّثَ حسّان عن الخمرة في عدة قصائد ويصفها، «وصف من أحبّ الخمرة وعرف نشوتها و
هووصف فخري على عادة الجاهليين، أكثر ممّا هوتفصيلي وتحليلي». [16]
ومنها قصيدة يتناول الخمرة خلالها ويمدح فيها أولاد الجفنة ويعتّز بكرمهم وبأنهّم من الأحرار لا يقبلون الظلَم كما يفتخر بشربهم للخمر ويرى ذلك الشرب دليلاً على عزّهم بقوله:


«يَسقُون مَن وَردَ البريصَ عليهمِ
بَرَدَى يُصَفَّقُ بالرّحيق السَّلسَلِ
يُسقَونَ دِرياق الرّحيقِ، ولم تكن
تُدعى ولائدُهم لِنَقْفِ الحنظلِ

ثم ينتقل إلى وصف الخمر وما يتعلق بها مباشرة ويطلب من الساقي أن يعطيه خمرة صرفا غير مقتولة بالماء، لتكون تأثيرها أشد في النفس حيث يقول:

ولقد شربتُ الخمر من حانوتها
صهباءَ صافية لطعم الفلفلِ
يسعى علىَّ بكأسها متَنّطِفٌ
فيَعِلُّني منها، ولولم أنْهَلِ
إنّ التني ناوَلتَنى فرددتُها
قُتِلتْ - قُتِلْتَ - فهاتها لم تَقُتَلِ
كلتاهما حلبُ العصير، فعاطني
بزُجاجةٍ أرخاهُما لِلمفصَلِ
بِزُجاجةٍ رقصتْ بما في قعرها
رَقصَ القَلوصِ براكبٍ مستعجلِ»

 [17]

ولم يترك حسّان الأسلوب التقليدي في الشعر القديم حتى في قصيدته الشهيرة في فتح مكّة. فبدأ بذكر الأطلال فالغزل وبعد ذلك ينتقل إلى وصف الخمرة ويقول:

«كأنَّ خبيئةً مِن بيت رأسٍ
يكون مَزاجَها عسلٌ وماءُ
على أنيابها أوطعمَ غَضٍّ
مِن التُّفاح هَصَّره اجتناءُ
إذا ما الأشرباتُ ذُكرنَ يوما
فَهُنَّ لِطَيّبِ الرّاحِ الفِداءُ
نُولّيها المدامة، إن ألَمنا
إذا ما كانَ مَغثٌ أولِحاءُ
ونشربُها، فتَترُكنُا ملوكا
وأُسدا ما يُنَهنِهُها اللّقاءُ

ثم ينتقل إلى الغرض الأصلي وهوالفخر بالشجاعة ويقول:

عَدِمنا خيلنا إن لم تروها
تثيرُ النقعَ، موعِدُها كَداءُ
يُبارينَ الأسنّةَ مُصغياتٍ
على أكتافِها الأسَلُ الظِماءُ»

 [18]

فنرى حسّان يصف الخمر كأنَّه من المدمنين على شرب الخمرة وعلى التغنّي بها. حتّى لم يتراجع عن ذلك في مدائح النبي (ص) نفسه. كما تقدّم في ذكر «فتح مكة». وهذه هى نماذج أخرى يذكر الخمر فيها ويشير إلى مفعولها في النفس:

«شُجَّ بصهباءَ لها سَورةٌ
من بيت رأس عُتّقت في الختام
عتّقها الحانوت دهراً فقد
مرَّ عليها فَرْطُ عامٍ فَعام
نشرَبها صرفا وممزوجةٌ
ثُمّ نغنّي في بيوت الرُّخام
تَدبُّ في الجسمِ دبيبا كما
دبَّ دبىً وَسْطَ رَقاق هَيام
كأسا إذا ما الشيخُ والَى بها
خَمسا، تردّى برداء الغُلام
من خمرِ بَيسانَ تخيّرتُها
درياقتةً، تُورثُ فَتْرَ العِظام
يسعى بها أحمَرُ ذوبُرنُسٍ
محتلقُ الذِفرَى، شديدُ الحِزام
 
ثم ينتقل إلى وصف ناقته ويقول:
 
دَع ذكرها وانمِ إلى جَسرةٍ
جُلذيّةٍ، ذاتِ مراحٍ، عَقام»

 [19]

وبأمكاننا أن نعتبر ذكره للخمرة، قبل دخوله فی الإسلام إلا ما قال في «فتح مكة». وشأن حسّان في هذه القصيدة
شأن كعب بن زهير في قصيدته «البردة».
وخلاصة القول أنّه لم یضف الشعراء في هذه الفترة شيئا إلى الشعر الخمري وكان وصفهم، وصفاً فخرياً على عادة الجاهليين ولا يدلُّ على أنهم من المدمنين على شرب الخمرة. وربّما دعاه إلى ذلك، الفخر والفّن.

ج - في العصر الأموي وأوائل العصر العبّاسي

ما كاد ينتهي عصر الخلفاء ويثبت سلطان بني أمية حتّى ضعف سلطان الدين وانصرف الخلفاء وولاتُهم عن الحدود والشّرائع إلى الخصومات السياسيّة والجهاد بين الأحزاب والعصبيّات إلى جانب، واشتغلوا بالفتوحات والمعارك من جانب آخر. فكثرتْ الغنائم وعظمت الثروة. وكثيرون من أحفاد المهاجرين والأنصار وأشراف قريش، أقاموا في الحجاز، مستمتعين بثروة ضخمة وغنى كثير، غير داخلين في الأعمال السياسيّة خوفا وعقابا. وانصرفوا إلى اللهووعكفوا على اللّذّة وشرب الخمر وأسرفوا فيها، فكثرتْ مجالس الخمر والغنى. فتطّور الشعر الخمري في هذه الفترة، حيث عادت الخمرة والشعر الخمري شيئا فشيئا إلی مكانتها الأولى، بل إنّه اتّسع بعض الاتّساع، كما يرى حنّا الفاخوري ويقول: «وقد انتشر الترف والغنى في بعض الأصقاع، فتهافت الناس على متع الحياة، وكان للخمرة في مجالس الحجاز والشّام والعراق مكان مرموق. ولا عجب والحالة هذه، في أن يزدهر الشعر الخمري عهد بني أمية وفي أن يكون للخمرة أنصار وأعوان». [20]

إلى حدًما «اضطرّ الخلفاء من بنى أميّة إلى أن يظهروا في بعض الأحيان ضروبا من القسوة،
فنكلّوا ببعض هؤلاء الناس، عذّبوا بعضهم ثم نفوه... ومع هذا كان المسلمون يشربون ويلهون ولكنّهم كانوا يحتشمون فلا يكادون يذكرون ذلك في الشعر إلاّ إلماما، وكانوا يحتشمون إشفاقا ووقارا لم يكن المسيحيّون مكلّفين أن يحتشموا، ولا أن يخافوا، بل كانوا يجهرون بلّذاتهم. وظهر في ذلك وبرع فيه الأخطل، شاعر بني أمية.» [21]
وهومن أشهر شعراء الخمرة في العصر الأموي لكثرة إدمانه لها في حياته ولكثرة حديثه عنها في شعره. وله قصيدة مدح بها خالدبن عبداللّه بني أسيّد الأموي. بدأها بذكر الفراق في ثلاثة أبيات ثمّ ينتقل إلى وصف الخمرة بالإسهاب:

«كأني، غداة انصعنَ للبين، مُسلَمٌ
بضربةِ عنقٍ، أوغوّيٌ، معذَّلُ
صريع مُدامٍ، يرفَعُ الشربُ رأسه
ليحيا، وقدماتتْ عظامٌ ومفصِلُ

ثم يتجاوز إلى وصف السكران ويصف شعاع الخمرة ودبيبها وآنيتها وما إلى ذلك:

فقلتُ: اصبحوني، لا أبا لِأبيكُم
وما وضعوا الأثقالَ إلّا ليفعلوا
أناخوا، فجرّوا شاصيات كأنّها
رجالٌ من السّودان لم يتسربلوا
وجاؤوا ببيسانيّة، هي بعدَما
يَعُلُّ بِها السّاقي، ألذَّ وأسهَلُ
فصبّوا عُقارا في إناءٍ كأنّها
إذا لَمَحوها، جُذوةٌ تتأكّلُ
تمَرُّ بها الأيدي سينجا وبارحا
وتوضع باللَّهُمَّ حّي، وتُحملُ
وتوقفُ، أحيانا، فيفصِلُ بيننا
غناءُ مُغنٍّ، أوشِواءُ مُرَعْبَلُ
فلّذِتْ لِمُرتاحٍ، وطابت لِشاربٍ
وراجعني منها مِراحٌ وأخيَلُ
فما لَبَّثتْنا نشوةٌ، لحقت بنا
توابِعُها، ممّا نُعَلُّ ونُنْهَلُ
تدبُّ دبيبا في العظام، كأنّه
دبيبُ نِمالٍ في نقا يتهيّلُ
فقلتُ: اقتلوها عنكُم بمزاجها
فأطيبْ بها مقتولة حينَ تُقتَلُ»

 [22]

وفى قصيدة أخرى باسم «ميتة جاهلية» يصف الخمر ويقول:

«شربنا فمِتنا ميتةً جاهلية
مَضى أهلُها لم يعرفوا ما محمُّد
ثلثة أيّامٍ، فلمّا تنبّهتْ
حُشاشاتُ أنفاسٍ أتتنا ترَدَّدُ

إلى أن يقول:

وقلنا لساقينا: عليكَ فَعُد بنا
إلى مثلها بالأمس فالعَودُ أحمدُ!
فجاءَ بها كأنّما في إنائه
بها الكوكبُ المرّيخُ، تصفُووتُزبَدُ
تفوحُ بماءٍ يشبهُ الطيبَ طيبُه
إذا ما تعاطتْ كأسها مِن يدٍ يدُ
تُميتُ وتُحيي بعد مَوتٍ، وموتُها
لذيذٌ، ومحياها ألذُّ وأحمد»

 [23]

وإن كان الأخطل مجيدا في وصف الخمر ومجالسها، ولكنّه جرى في ذلك على سنن شعراء الجاهليّة وظلّت ألفاظُه ومعانيه وصورُه متكررةً، أوتمّت إلى خمريات البادية بصلات وطيدة، كما يرى الدكتور طه حسين ويقول: «إنّ الأخطَل على إكثاره في وصف الخمر: لم يكد يتجاوز ماسبقه إليه الأعشى وغيرهُ من شعراء الجاهليّة، فهوأكثَر في وصف الخمر، ولكنّه لم يخترع شيئا كثيرا». [24]

ويؤكد هذا القول قول حنّا الفاخوري حيث يقول: «وقد حفل ديوانه بالشّعر الخمري، إلاّ أنّه لم يأتِ مستقلّا، بل دُسَّ في قصائد المدح والهجاء» [25]

وخلاصة القول أنّ الشعر الخمري ما شاهدَ تطورا عميقا في هذا العصر حتى نهاية القرن الأوّل للهجرة إلى أن تغيّر الجيل في إبّان القرن الثاني بسبب الاختلاط بين العرب والعجم وأخذ يظهر آثاره الكثيرة المختلفة. ومن أعظمها وأشدّها خطرا، المجون وحبّ الخمر واللهو. وقد بدأ الشعر الخمري في هذا القرن بالوليد بن يزيد بن عبدالملك الّذي نشأ فاسقا، خليعا. متّهما في دينه وهوأوّل من بدأ من تغيير في شكل الخمريات في أوائل القرن الثاني، وهوالذي فتح للشعراء باب المجون، ويقول الرواة إنّه كان زعيما لأصحاب الخلاعة والمجون. وغضا عن النظرة السياسية والدينيّة، كان الوليد أديبا وشاعرا صادقا، لا يميل إلى الكذب في شعره، على أنّه لم يكن يتعاطى الشعر حبّا في الشعر ولم يكن يحرص على أن يكونَ شاعرا مجيدا. بل كان يتّخذ الشعر وسيلة للتعبير عمّا يجد في لهوه وجدّه وكان لايعنيه أن يقول الناس، أحسَنَ أوأصاب وإنّما كان يعنيه أن يشعر هوبأنّه وصف ما في نفسه وترجم عن عواطفه. ومن هنا كان شعر الوليد صادقا، يمثّل نفسه ثمثيلاً صحيحا. والسبب هو: «كان يقول الشعر وهوسكران، يشرب ويطرب بما حوله، وكان همّه أن يكونَ قد نالَ شعرا سجّل فيه عاطفة ثارتْ في نفسه، أوخاطرا خطر له، وكان يحبُّ شعره، لأنّه كان معجبا بنفسه، وكان يرى في هذا الشعر مرآةً لهذه النفس، وكان يحبُّ أن ينظر كثيرا في هذه المرآة. ولذلك كان لا يكادُ يقول شعرا إلاّ طلبَ أحد المغنين أن يغنّى له فيه صوتا.» [26]

هذا النوع من الشعر الذي لا يتكلّف صاحبه فيه لفظا ومعنىً. وإنما يغترفه اغترافا سهلاً، لا مشقّة
فيه، يكفي أن يخطر الخاطر، أوتعرض الحادثة، فإذا الشاعر ينظم فيه أبياتا، أى يقول فيها كلاما كان يستطيع أن يقوله نثرا، ولكنّه تعودّ النظمَ، فهوينظم فى غير عُسر. ولهذا كان الشعر أيسرَ شيءٍ على الوليد، كان يتكلّم شعرا حين ينثَرُ الناس. كان الشعر عنده كالنثر عند غيره ولهذا اصطنعَ من بحور الشعر أخفَّها وألطفها، وأقربها إلى النثر، وأشدّها ملائمة لحياة اللهووالدعة التى كان يحياها. أنظروا إلى هذه الأبيات:

«أدِرِ الكأسَ يميناً
لا تُدرها ليسار
اسقِ هذا ثمّ هذا
صاحب العَود النُّضار
من كميتٍ عتّقوها
منذُ دَهرٍ في جرار
ختموها بالأفاويـ
ـه وكافورٍ وقارِ
فلقد أيقنتُ أنّي
غيرُ مبعوثِ لنار»

 [27]

نری من الناحية الشعرية فيها عذوبة وتطّورا هاما ولكن من الناحية الفكرية فيها فساد العقيدة وكان أثرا من آثار البدع الجديد الذی نشأ من اختلاط المسلمين بالأمم المختلفة.
وفضلاً عن ذلک له عدة مقطوعات في وصف الخمرة ومفاعيلها، وذكر مجالس اللهووالطرب، ومنها قصيدة مشهورة يستهلُّها بهذه الأبيات:

«اصدع نجَّى الهموم بالطّرب
وانعم على الدّهر بابنة العنب
واستقبل العيش في غضارته
لا تقفُ منه آثارَ مُعتقب
من قهوةٍ زانها تقادُمُها
فهي عجوزٌ تعلوعلى الحقب
أشهى إلى الشَّرب، يومَ جلوتِها
مِن الفتاة الكريمة النسب
فقد تجلّتْ، ورقّ جوهرها
حتّى تبدّتْ في منظرٍ عجبِ
فهي بغير المزاجِ، من شررِ
وهيَ لدى المزج، سائلُ الذهَب
كأنّها في زجاجها، قبسٌ
تزهوضياءً في عين مرتقب»

 [28]

کما یقول الدکتور طه حسین: «نراه يميل إلى الخفّة وسهولة اللفظ والعبارة ومسايرة المعاني لروح الحضر والمدنية، وفي هذا الشعر شى‏ء من روح أبي نواس ولكنّه لم يبلغ من الصقل وصفاء الأديم ما بلغه أبونواس.

والفرق الآخر هوأنّ الوليد أقرب إلى البداوة من الحضارة محتفظا بالسنة القديمة، يتّخذ الخمر وسيلةً إلى الفخر.» [29]

ولدراسة خمریات أبی نواس سنتحدث عنها فی مقال آخر یلی هذه المقالة.وللتعرف علی خصائص خمریاته ندرسها أولاً من ناحیة الشکل وبعد ذلک من ناحیة المضمون حتی یتبین لنا الفروق الأساسیة الموجودة فیها.

-المصادر والمراجع

1. البستانی،فؤاد إفرام: المجانی الحدیثة، الطبعة الثانیة، المطعبة الکاثولیکیة، بیروت،1960م.

2. حاوی،إیلیا: فنّ الشعر الخمری وتطوّره عند العرب، لا ط ، دار الثقافة، بیروت،1997م.

3. حسین،طه: حدیث الأربعاء، الطبعة الثانیة عشرة، دار المعارف بمصر،القاهرة،1976م.

4. زیدان،جرجی: تاریخ آداب اللغة العربیة،لا ط ، دار مکتبة الحیاة،بیروت،1992م.

5. الفاخوری،حنّا: الجامع فی تاریخ الأدب العربی،لا ط ، دار الجیل،بیروت،لا تا.

د.يوسف هادی پور نهزمی

عضو هيئة التدريس بجامعة آزاد الإسلامية في کرج


[1البستاني،فؤاد إفرام:المجانی الحدیثة،ج1،ص157-158

[2زیدان،جرجی: تاریخ آداب اللغة العربیة،ج1،ص157

[3البستاني، فؤاد افرام: المجانى الحديثة - ج 1 - ص 109-110

[4المصدر نفسه - ص 61-62

[5المصدر نفسه - ص 129

[6المصدر نفسه - ص 261-262

[7المصدر نفسه - ص 228-229

[8المصدر نفسه - ص 235-236

[9المصدر نفسه ص 241-242

[10المصدر نفسه ص 244-245

[11المصدر نفسه ص 247

[12حسين، طه: حديث الأربعاء ، ج 2 ، ص 75-76

[13الفاخوري، حنّا: الجامع في تاريخ الأدب العربي، الأدب القديم، ص 696

[14البستاني، فؤاد إفرام: المجانى الحديثة، ج 2، ص 11

[15المصدر نفسه، ص 19

[16الفاخوري، حنا: الجامع في تاريخ الأدب العربي، الأدب القديم، ص 416

[17البستاني، قؤاد إفرام: المجاني الحديثة، ج2، ص 25

[18المصدر نفسه - ص 27

[19المصدر نفسه، ص 33

[20الفاخوري، حنّا: الجامع في تاريخ الأدب العربي، الأدب القديم، ص 697

[21حسين، طه: حديث الأربعاء،ج 2، ص 77

[22البستاني، فؤاد إفرام: المجاني الحديثة،ج 2، ص 91-92

[23المصدر نفسه، ص 92-93

[24حسين،طه: حديث الأربعاء، ج 2، ص 93

[25الفاخوري، حنّا: الجامع في تاريخ الأدب العربي، الأدب القديم، ص 476

[26حسين، طه: حديث الأربعاء، ج 2، ص 144

[27حسين، طه: حديث الأربعاء، ج 2، ص 80

[28البستاني، فؤاد إفرام: المجاني الحديثة، ج 2، ص 233

[29حسين، طه: حديث الأربعاء، ج 2، ص 82


مشاركة منتدى

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى