الثلاثاء ٢١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١٠
بقلم شادية عواد

رؤيا

فتاه خطى طيفها يمشي ببراءة الطفل الصغير ووشوشات فراشات الربيع تختال في كون سادة به الخرائب، وسارت في طريق تجهله بعفوية والهام، فأشرقت بوسامة وجهها بجبين ووجنتين كقمر وعنينان كبريق قطرات المطر عند سقوط أشعة الشمس على أوراق الشجر، وبأقدام تنبت أزهار الخريف متابعة خطواتها كالحمل الوديع في كون يملئه الضجيج وكزهرة تتمايل وسط الأعاصير.

فها قلبها غمره الحب في زمن تملكت قلوبه غابات سكنت فيها الأسود والوحوش لتنشب مخالبها من صفوة القلوب لتتخذ من البراءة فريسة لها ومن الحب استغلال لشهواتها، وسارت على رماد الأمل حتى بلغت قلب شاب متأمله أن تجد مكان في قلبه وتجلس به، فذهبت في حجراته الأربعة باحثة عن كرسي تجلس عليه، فوجدتهن مليئات بكراسي فتيات وصيفات قلبه، فنظرن إليها ضاحكات مخاطبتها قائلات:
اخرجي يا عزيزتي ألا تري المكان مكتظ بنا.
فعادت إلى الوراء والكرى يعيناها، وجلست خلفهن تندب غصات قلبها العذري.ولكن في ترفه عين قد جاء تلك الشاب وقال لها:
أتني بيدك وأنهضي وانظري ليس بعيون مرتعشة بل بعيون يغمرها الفرح والدهشة إلى تلك الكرسي القرمزي والرجلين العاجيين واليدين الذاهبتين والمسند الأرجواني والتاج اللؤلئي واجلسي عليها فهي لك وانظري إلى تلك الفتيات فهن خادماتك.
استميلي على أنغام قلبي وأشربي من كؤوس حبي، فأنت وحدك ملكة عرش قلبي.
عندئذ تصاعدت أصوات الفتيات تزلزل المكان وألقن بكراسهن على عرش الفتاة، فحجبت الرؤية وعادة الفتاة إلى تلك الغابات الممتلئة بالأسود والوحوش وبزغ الفجر وفاها يتراقص عما قال لها تلك الشاب:
استميلي على أنغام قلبي وأشربي من كؤوس حبي، فأنت وحدك ملكة عرش قلبي.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى