الأربعاء ١٢ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم مصطفى أدمين

زواجٌ عُرفي

أشْعُرُ بالأمان وبين يديَّ هذه الأنثى.

هي مختومة، ولديْها شهادة الجمرك! هذا يعني أنْ لا أحد مسّها قبلا منّي. هي مختومة، وسوف أكون أوّل من يفتضُّ ختْمَها.

إنْ فعلتُ ذلك في العلن، سوف تكون مصيبة، وسوف أتعرّض للاعتقال؛ أمّا إن فعلتُ ذلك في السِّر فلا مُشكلة.

فَتْحَتُها حمراء قانية شهيّة وصعبة الفتْح. ومع ذلك سأعالِجُها حتى يسيلُ سائلُها الأحمر.

في الجِوار عرسُ زفاف آخر، والناسُ آتون ذاهبون؛ ومع ذلك أشعر بالأمان لأنّني مستتِر، وأشعرُ باللذة المُسبقة لأنّني سألامِسُ جسدَها الناعم، وسأتوحّدُ بروحِها الغجرية، وسأنجِبُ منها بعض البنات... ولن أفعلَ ذلك قبل أن أهيِّئَ طقوسَ (الاتِّحاد):الضوء الخافت، الموسيقى الهادئة، الجبْنُ الفرنسي، بعضُ حبّات الجوز، وبعضُ السجائر الأمريكية (طبعا).

وقبل أن أدخُل فيها وتدخُلَ في، وجبَ أن أتفحّصَ لِباسَها السندُسي وأن أكشفه... لأجل المُتعة البصرية قبل أيّة متعة. ولا بأس إنْ بقيتُ – أنا – بملابسي الداخلية؛ فالتبرُّجُ من خصائصها، والتحجُّبُ من خصائصي.

بل وجب أنْ أقرأ - أوّلا - النقوش التي على جسدِها الزجاجي:خمسُ نجْمات بارزات على صدْرها، وكلمة (مكناس).

لمّا سألتُها عن معنى هذه النقوش، لمْ تُجِبْ... ليس لأنّها خجولة، وإنّما لأنّها خرساء؛ ومع ذلك، يا الله ما أقْدرَها على جعْل الإنسان يتحدّث!

مدينة (مكناس) مسقِطُ رأسِها؛ وفي (الدار البيضاء) نشأتْ، وها هي في (أكادير) بين يديَّ ساكنة هادئة تنتظر – في صبْر فتاة عذراء- أن أفتضَّ بكارتَها الجمرُكية، وكأنَّ عُرس الجيران عرسنا.

لن يحدُثَ الدخولُ إلى مقامِها الزّكي قبل أن أعرف هل هيَ قاصرٌ ابنةُ السنة أم أنثى عتيقة جرّبت الزمان وجرّبها. لهذا السبب الذَّوْقي ولأسباب أخلاقية مرتبطة بالأدب، اختلستُ النظر إلى بطاقة هوِّيَتِها...

ممارسةُ التداخُل مع (القاصِرات) ليسَ جريمة في هذه الحالة، المهِمُّ هو احترامُ الطقوس.
ومع ذلك، اقترفتُ ذلك الفعل المحرّم من وجهة نظر الدين، والمستحسن من وجهة نظر الأدب؛ ففتَحتُها، وشرعتُ أعبُّ من دمِها اليافع...

الغريبُ هو أنّ بطنَها ضلَّ كما هو رشيقاً ناعِما، وبطني هو الذي انتفخ، وما مرّتْ دقائق حتى أحسستُ بالمخاض، وبعدها شرعتُ ألِدُ عدّة بنات، وأقطع حبالهن السرّية بيدي، وألُفُّهُن في ورق أبيض.

عندما انتهيْتُ منها، تصرّفْتُ مثل جميع الرجال المحمومين بعِشقِ الإناث للحظة. قد أكون مذْنِباً بشكْلٍ مّا، ولكنّني لا أكذب؛ فلقد وضعتُها في كيس بلاستيك أسود، هي وأعقابَ السجائر، ونَثارَ حبّات الجوز، ومَزْقَ ما خَطَطْتُه من فقراتٍ أدبية (رديئة)، ثم أطفأتُ النورَ والموسيقى وتمدّدتُ على الفِراش وأنا أتساءل:(كم سيصمُدُ زواجُ ابنة الجيران وأنا أعرف أنّها كذّابة لعوبة؟)...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى