الثلاثاء ١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٥
بقلم رضا محافظي

اعتراف فرنسا بالذنب ؟؟؟

مع اقتراب نهاية سنة 2005 م يقترب دنو فرنسا من الوقوف وجها لوجه مع ضميرها لتراجع قرنا و ثلاثين سنة من التواجد في الجزائر و تقرر ما إذا كانت ستتحمل مسؤولياتها التاريخية في هذا الإطار و تعطي للأمر طابع الطبيعي و تتجاوز طابعه الشخصي و الأناني .

من المتوقع عند نهاية سنة 2005 م أن يتم إبرام معاهدة صداقة بين الجزائر و فرنسا في إطار اللون الجديد الذي يريد الرئيس عبد العزيز بوتفليقة أن يصبغ به العلاقات بين البلدين من أجل وضع حد نهائي للتوتر الدائم في العلاقات الذي من بين أسبابه الرئيسية الماضي الاستعماري لفرنسا بالجزائر . من بين أهم المحاور التي يدور حولها المسعى الشرط الذي اشترطته الجزائر على لسان رئيسها و المتمثل في ضرورة أن تقدم الاعتذار على ما اقترفته خلال تواجدها بالجزائر لأزيد من قرن من الزمان . شرط يعبر عما يدور في الوجدان الجزائري منذ عقود و غصة في حلق المئات ممن عانوا ويلات الاستعمار الفرنسي و لا يزالون على قيد الحياة . شرط هو بلسم شفاء لجراح طال انفتاحها و راحة لقلوب طالت معاناتها و عربون شكر لآلاف الشهداء الذين تزينت بهم بطن أرض الجزائر الطاهرة و لا تزال . شرط هو رفعة لشأن أجيال أتت بعد الاستقلال و أجيال قادمة تدق به أبواب فرنسا و العالم بفخر و اعتزاز و تخوض معه معركة الحياة بكل عزم .

تأتي الدعوة إلى هذا الشرط بعد أن فضحت جرائم فرنسا في الجزائر من طرف أبنائها ذاتهم سواء أولائك الذين رفعوا دعاوى ضد الحكومة الفرنسية من أجل تعويضهم عن ما لحق بهم من ضرر من جراء التجارب النووية بالصحراء الجزائرية التي كادوا يكونون فيها كباش فداء أو أولائك القادة العسكريون من أمثال أوساريس الذين اعترفوا بما قاموا به من تنكيل في حق المعتقلين من عامة الشعب أو من صفوة قادة الثورة الجزائرية إضافة إلى عدد غير قليل من الباحثين و الكتاب الذين غاصوا في أعماق محيط تاريخ الوجود الفرنسي بالجزائر و استخرجوا منه ما تتقزز منه نفس البشرية و ما يهيج له ضمير العالم .

لن يكون على فرنسا أن تتقبل بسهولة الاعتذار للجزائر على ما اقترفته و هي التي أصدرت قانونا في فيفري 2005 م تمجد فيه ما قامت به من " إنجازات؟؟؟؟؟؟؟؟؟ " في مستعمراتها السابقة و هي التي ما تنفك تشيد ببطولات الحركى الجزائريين الذين باعوا ضمائرهم و إخوانهم و كانوا لها سندا على بلدهم . إن اعتراف فرنسا بما قامت به و طلبها الغفران يعني ضرورة تعويض الجزائرين عن الاستغلال غير الشرعي طيلة عشرات السنين لأراضيهم و خيراتهم و عن استعمالهم هم ذاتهم عبيدا بدون حقوق لاستغلال تلك الأراضي و الخيرات . ان الاعتراف يعني تعويض أسر عشرات الآلاف من الأسر عن فقد أحبائهم بالرصاص الفرنسي و الانحناء طلبا للغفران أمام أقدام نساء عديدات أرادت أيادي دنسة أن تمس شرفهن بسوء و أن تنال من جبروتهم و عزتهن التي سجلها لهن التاريخ عبر مختلف الحقب . الاعتراف هو حق للشعب الجزائري و لمجاهديه و شهدائه على وجه الخصوص و تحية لهم على ما قدموه من جهد و دم طاهر و ما بلوه من بلاء . فهل ستقبله فرنسا ؟؟؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى