الأحد ٣٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠١١
بقلم نادية بيروك

الشرخ

كان قلبي ينزف دما، و كانت روحي ترمقني في احتقار ظاهر. أحسست بنار متأججة تلتهم أعماق أعماقي و بألم عاصف، أدركت عندها أن هذه الدنيا لا تعطي أكثر مما تأخذ. أن القمر اللامع تكسوه الحفر و تعمه الثغرات. أن الشعراء حين تغنوا بجماله خدعوا. و أن الشمس اللافحة حين نثرت شعاعها الثاقب على قلوب جامدة حرقت جميعها. هذه السماء المبقعة بالغيوم تسخر من زرقة البحر الفاقعة.

و هذه الجبال السامقة تهتز من نسمة كلمة حق. أما هذا الإنسان ضاع وراء كذبة بيضاء فصدقها. بل و أضحى يرددها كببغاء سقيم. شرذمة من الأحزان تقبع داخل جحر فؤادي الضيق؛ نبرة كئيبة تقتحم هذا السكون، تحوم في رتابة لتدمي عيونا أنهكها الدمع. وعد بالسعادة في عالم اللاسعادة، و هاجس يحكي قصة حب قديم مات قبل أن يولد و آخر ولد تحت أريج النخل المعلول. هاجس يقص تضحية أم و نكبة ابنة، طبيعة تدعو الطبيعة فتغدف اللذة

و الألم ويبقى الألم لينخر أحشاء الحقيقة، ليوقظ هذه العذراء من حلم ولى و أدبر. خطوات القدر ترسم سيرة للورد الذابل و تقرأ سطور غرام وحيد رصده الخيال حين أطلق العنان لبنات أفكاره ذات يوم.

و حقيقة قاسية تحفر بئرا للكراهية،

و تغلف أبواب الحياة لتحصن في جنون و حنين ملاك الموت العتيد و هو يعارك غضبه الأحمق.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى