السبت ٥ آذار (مارس) ٢٠١١

عذرا يا جمعة الكرامة

احمد الدليمي

بعد أن انتهت التظاهرات في جمعة الغضب على ما آلت أليه زاد تصميمنا كما الآلاف من أبناء الرافدين على الاشتراك وبفعالية عالية في جمعة الكرامة ردا على الجرائم التي ارتكبتها الحكومة بحق الشعب المطالب بحقوقه التي كفلها لهم دستور بريمر، وأخذ كل فرد من شعب العراق في كل مدنه وقراه على امتداد أرضه الواحدة الواسعة يسأل ويحث بعضهم البعض على الاشتراك في تظاهرة يوم الكرامة لرد الكرامة لشعبنا على أثر ما تعرض له في ساحة التحرير خلال تظاهرة جمعة الغضب، وكان التصميم أن تكون جمعة تتحقق فيها كل المطالب المشروعة مع ما تم إضافتها من مطالب بعد أن قامت القوات الأمنية بالاعتداء على المتظاهرين مما أدى إلى استشهاد عدد من المتظاهرين و جرح عدد كبير آخر وكما حدث في البصرة والسليمانية والكوت والانبار وغيرها من مدن العراق .

إلا أن الحكومة و ساستها وأحزابها الحاكمة أبت إلا أن تحاول إفشال هذه التظاهرة كما حاولت في جمعة الغضب ولكن هذه المرة أكثر بإجراءات شديدة صرامة وخاصة فرض منع التجوال في معظم المدن العراقية في محاولة لإرهاب الشعب العراقي و كم الأصوات التي انطلقت صادحة مدوية هزت عروش الجبابرة وأسيادهم، نشرت عشرات الآلاف من إفراد القوات الأمنية من جيش و شرطة يستقلون مختلف العجلات المصفحة يمارسون أبشع أنواع الضغط النفسي والبدني على المواطن العراقي وحجز أحياء كاملة في بعض المناطق ومنع الحركة فيها كما حدث في بغداد الحبيبة حيث عادت القوات الأمنية إلى غلق المعابر والجسور ونشر السيطرات التي تدقق في هوية الذين يصرون على الاشتراك في هذه التظاهرة كما أن العديد من إفراد الجيش والشرطة حاولوا استفزازهم من خلال أسماعهم كلمات نابية وباستهزاء ومنع عشرات الآلاف من المواطنين التوجه إلى ساحة التحرير بالوقت الذي نشرت بعض وسائل الإعلام تصريحات لمسؤولين حكوميين بأن الحكومة أجازت التظاهر في منطقة بالكرخ قرب حديقة الزوراء والأخرى في الرصافة بساحة الفردوس وأغلقوا كل الطرق التي تربط العاصمة بضواحيها ومنعت حركة العجلات والإفراد فيها .. كما تم عزل شرق الرصافة من خلال غلق كل الطرق و المعابر والجسور عبر قناة الجيش ومنع المواطنين من التوجه إلى ساحة التحرير ..

لقد حاولت الحكومة بكل جهدها أن تمنع هذه التظاهرة ولكن تصميم أبناء شعبنا البار افشل مخططها واستطاع الآلاف من أبناء العاصمة الصامدة أن تصل إلى ساحة التحرير وتسمع صوتها للقابعين في المنطقة الغبراء وعبروا عن إرادتهم بأصوات مدوية وبشكل حضاري لا مثيل له ومع ذلك فأن قوات الأمن الحكومية أبت إلا أن ترتكب جرائم أخرى بحق المتظاهرين والاعتداء عليهم بشكل همجي وقد نال رجال الصحافة هذه المرة الجزء الأكبر من هذه الاعتداءات ..

لم نستطع الحضور مع أشقائنا في ساحة التحرير بسبب الإجراءات الحكومية ومخططاتها رغم محاولاتنا العديدة مما جعلنا أن نتسمر أمام أجهزة التلفاز التي نقلت وقائع مهمة من هذه التظاهرات التي عمت كل أرجاء الوطن العزيز.. لم نستطع الوفاء بعهدنا الذي قطعناه على أنفسنا بأن نشارك مع الجماهير الغاضبة في تظاهرة التحدي واسترداد الكرامة ونتمنى أن تقبل جمعة الكرامة وساحة التحرير عذرنا وسنشارك في جمعة أخرى أنشاء الله أن كان في العمر بقية، تصميمنا كبير للمشاركة في أية تظاهرة قادمة وسنحاول أن نخترق كل الجدران والحواجز التي ستوضع بيننا وبين ساحة التحرير ورغما عن القسوة البالغة التي أظهرها أفراد القوى الأمنية تجاه أبناء شعبهم وهذا ما يجعلنا أننا نشك انتمائهم لهذا الشعب وولائهم له مما يرغمنا على رفع شعارات جديدة في المرات القادمة بحل هذا الجيش الذي أسسه الاحتلال من أفراد العصابات والمليشيات التي ولائها لغير العراق والمطالبة بإلغاء الدستور لأن الحكومة نفسها لم تحترمه بإجراءاتها القمعية ومنع التظاهر السلمي كما جاءت نصوص عدة فيه تكفل للمواطن حق حرية التعبير والتظاهر و حرية الإعلام وغيرها الكثير وستكون العزيمة على التحدي والتظاهر في ساحة التحرير وكل مدن العراق أقوى مما كانت في جمعة الغضب وجمعة التحدي في جولة أخرى لتحقيق مطالب الشعب المشروعة

احمد الدليمي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى