الثلاثاء ٨ آذار (مارس) ٢٠١١

حول النص الجزائري الجديد

جلاصي منير

وأنا أتصفح أسبوعية القادسية بالجزائر العدد 03/2007 والتي أتمنى أن تقدس النص الأدبي الجزائر الاختلافاني فإن شد انتباهي عنوانا جذابا (حول الرواية الجزائرية) للصحفي القدير وحيد أيوب وأنا في سفري إلى تونس حيث أقيم حاليا (وللعلم فإني أقيم بالجزائر 1987 إلى يومنا هذا) وبدوري كذلك أناشده نقديا حول ما توقف عنده بن ساعد قلولي يستدعي نقاشا حادا وخصوصا في ما يتعلق بالنص الجزائري نقدا وسردا.

لذا فهناك أسماءا أراها جديرة بالنص الجزائري والكتابة الروائية والنقدية والقصصية إلا أن بعضها ما يزال يعيش في الظل بصرف النظر على عامل السن لأن الفن لا علاقة له بعمر الكاتب والكتاب العظام كلهم كتبوا روائعهم في فترة الشباب وعليه نجزم من جهة أخرى بأن بعض الكتاب الآن ما فتح لهم المجال للتسلل إلى الساحة الأدبية سوى دور النشر وفرص الطبع مجانا والشهادة الجامعية أحيانا أخرى ومحاباة هذا الناقد أوداك للكتابة عنه خصوصا مع طغيان أدب المناسبات والولائم في جل الملتقيات الأدبية التي أفرزت كوكبة من النقد الهش المتعلق بالمجاملات وكثيرا ما يكون عنوان الملتقى في جانب والمطروح من قبل المشاركين في جانب آخر. وعليه فأكاد أجزم مرة أخرى بأن الذي يملك الذوق النقدي غالبا ما يكون كاتبا روائيا أوقاصا من الطراز الرفيع لأن جل من جد بتشديد الدال في كتابة الرواية والقصة معا كان يزاوج في عمله بين النقد والإبداع أي له قريحة ذوقية نقية خاصة وذلك ما سنراه لاحقا عبر هذه القراءة.

أخي وحيد أيوب نستهل الحديث من المرجعية التاريخية لمسار النص الروائي يجدر بنا أن نعود إلى أدب السبعينات حيث الطاهر وطار ون هدوقة وعرعار محمد العالي ووسيني لعرج الذي نستثني من أعماله سوى رواية «نوار اللوز» و«الفاجعة السابعة» وقصص «البر المتوحش» و«وقع الأقدام الخشنة» ومع ذلك فهوناقد ممتاز للرواية العربية من خلال عمله الضخم (اتجاهات الرواية العربية الجمالية) الحبيب السايح وعمار بن لحسن وقصص «حرائق البحر وفوانيس» طبع مؤسسة الكتاب الجزائرية فضلا عن تجاربه النقدية بخصوص الرواية سوسيولوجية وقصص السعيد بوطاجين وتجربته النقدية البنيوية والنهار يرتسم في الجرح لحرز الله والفيضان نشر مؤسسة الكتاب لبلحيا الطاهر وابراهيم سعدي ومصطفى نطور ومحمد دحوالخ.

أما الأسماء الشابة التي شكلت منعرجا آخر للكتابة السردية والنقدية وهي حقا مشحونة جماليا ومتعة في بعضها الخطابي والدلالي مفتوحة المشاهد وجديرة بالأطروحات الجامعية لأنها تشكل بنية الحداثة الجزائرية الشابة الآن منها الأستاذ مفتي بشير ورواية أرخبيل الذباب وقصص أمطار الليل منشورات رابطة إبداع هوروائي يتصدر مقدمة الشباب وخليفة قرطي ورواية تماسيح المدن وبقية قصصه وتجاربه النقدية منشورات رابطة إبداع ورواية القيرع للزين نور الدين المنشورة بالجرائد التونسية وقصصه جنون في منتصف الذاكرة وقصص رائحة الوشم حيث كان يرى فيه المرحوم بختي بن عودة ناقدا آتيا مستقبلا وهذا ما يظهر في عمله النقدي الكتابة والنص أوالقراءة في مساءلة الذات عبر مجلة كتابات معاصرة بيروت والخير شوار ونبيل دوداة ورواية شطحات عز الدين جلاوجي خلال روايته رأس المحنة والفراشة والغيلان وكذا أعمال بن منصور وبوفاتح سبقاق وغيره، هكذا نختم هذه القراءة السريعة بقول أحد الفلاسفة السوفيات (إيجابية الفن تكمل تكمن في كوننا لا نستطيع أن نكذب فيه إن الكذب في الحب والسياسة وفي الطب ممكن أما في الفن فلا يمكن خداع الناس) وأخيرا أتمنى من المتقفين والكتاب أن يتخذوا من جريدة القادسية نقاشا أدبيا لأهم القضايا المثيرة.

النقد الجزائري بين التحقيب الزمني والفني لمن أراد التأريخ له أكاديميا .

تمت الإشارة من طرفنا «إلى النص الجديد» عدد 05/2007 في نفس الأسبوعية، إذ أنه لما كنا قد تواصلنا إلى وجود نصوص روائية واستثنائية في أفق النص الجزائري عامة. كان لابد مواكبة ذلك طرحا نقديا وهذا ما حد بنا إلى التطرق إلى التحقيب الزمني والفني للنقد الجزائري.

مع أنه هناك عدم تكافؤ الفرص بين هؤلاء النقاد. وهذا ما طرح اختلافا جماليا بينهم عمل على إثراء الساحة النقدية عندنا، كواحد من الجزائريين.

فيعود النقد الجزائري زمنيا وجماليا إلى التحقيب التالي:

الرعيل الأول: فيه الدكتور مصايف، عبد الله الركبي، سعد الله، صالح خرفي، عمر بن قينة، محمد مرتاض، عبد المالك مرتاض، الطمار.

الرعيل الثاني: دائما فيه الدكتور عبد المالك مرتاض متربع على النقد الجزائري حديثه وقديمه وحداثته جماعا بين هذا وذاك حول ما يزيد عن 40 كتابا.

الرعيل الثالث: فيه عمار بن زايد، محمد مرتاض، البشير بويجرة، عمار بن لحسن، عبد القادر فيدوح، عبد الحميد بورايو، أحمد يوسف، محمد ساري، إبراهيم رماني، رشيد بن مالك، السعيد بن طاجين، بختي بن عودة، علي ملاحي، الزين نور الدين، بن ساعد قلولي، نور الدين السد، إبراهيم صحراوي،...إلخ.

أرجع مؤكدا بأننا أحيانا كالقراءة السابقة أعلاه، استثنينا عامل السن خاصة فيما يخص الرعيل الثالث لكونه ظهر نشاطه كثيرا عبر المجلات الأجنبية والصحف الجزائرية والملتقيات، فأكبر النظريات النقدية العالمية لم تبرز إلا عبر المجلات والجرائد وللحديث بقية.

 المراجع: الكتب، والمجلات، والصحف

جلاصي منير

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى