الخميس ١٠ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم غزالة الزهراء

وداع مبكر

بعد انتظار رتيب طويل استغرق تسع سنين أنجبا بقدرة الخالق الوهاب صبية مباركة عمرت أجواء حياتهما الجدباء، الموحشة أمنا وسلاما وسعادة، سعادتهما الجوهرية تكمن في أنهما بقربها الحميمي ينعمان، ويتطلعان بأعين ولهى متطفلة إلى نمو جذعها الطري في طراوة أنفاس الفجر المبتلة بقطيرات الندى، باستمرار يغذيانها من منبع حبهما الكوثري الدفاق، ويغسلانها بشلال دفئهما النابع من قلبيهما الثريين.

في بستان رعايتهما المعشوشب أينعت )هويدا( واستقامت حتى صارت تتقاطر خلقا طيبا، وجمالا آسرا لا نظير له، وفي مدرستها الحبيبة كانت الطالبات تشرن إليها بأصابعهن هامسات بحسد مقيت يطفو على طرف ألسنتهن.
ـــ تلك هي) هويدا ( المحظوظة المحبوبة.
ـــ دوما متفوقة في دراستها حيث أنها تحصد أعلى الدرجات.

كومة الظلام الدامس طفقت تتدحرج على صدر المدينة شيئا فشيئا، وما هي إلا هنيهة حتى لعلع الرصاص في الشارع القاهري محدثا زوبعة اضطراب هائلة مروعة، دخان كثيف همجي يتصاعد مموجا، صيحات فوضوية عارمة تشوش أجواز الفضاء لإجهاض بوتقة الفقر والبطالة.

تسمرت )هويدا ( خلف النافذة المطلة على الشارع وقد استبد بها هلع كبير، نظراتها الاستطلاعية القلقة تحوم هنا وهناك، طلقات الرصاص تتكاثف بشكل مثير، الصيحات ترتفع بحدة دون جبن أو تراجع.
ـــ أستر يا رب!
ما إن تلفظت بهذه الجملة حتى سقطت كغصن أيكة عصف بها إعصار جهنمي مريع، لقد أصابتها رصاصة طائشة اخترقت صدرها للتو.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى