الأربعاء ٩ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم فلاح جاسم

إذا زيّن ربيعك بلّ لحيتك

كنت أتابع أخبار ليبيا عبر إحدى قنوات التلفزة، التقى مراسل القناة مع إحدى النساء، وقد ناشدت العلم والعرب بقولها: «أين العالم؟ أين العرب؟». جعلني هذا القول ابتسم ابتسامة سخرية لأن شر البلية ما يضحك وما يبكي معا، وليس كابتسامة بعض المذيعين البلهاء في بعض القنوات عندما يقرأ نشرة الأخبار، ويبتسم وهو يخبرنا عن أعداد القتلى، فيجعلني ذلك أتساءل عن مغزى الابتسام هاهنا!

ذكرني استنجاد تلك المرأة بالعرب، بالمثل الشعبي الفراتي القديم؛ الذي يقول: «إذا زيّن ربيعك بلّ لحيتك»، وفي لهجة أهل الفرات «يزيّن» تعني يحلق اللحية، وربما جاء هذا المثل من واقع معين، في أيام خلت، عندما يتوافد الناس إلى الحلاق «لتزيين» لحاهم، وقد استطال شعرها، إذا زينّ أحدهم فيجب على الذي يليه أن يبلل لحيته، تأهبا لدوره، بعد من يجلس على كرسي الحلاق. هل حان دور من يأتي بعد القذافي ليبلل لحيته؟ وبدأ الذين يلون من بلل لحيته بتحسس لحاهم، لتوديع شعر ألفوه لمدة طويلة؟

هل كان استنجاد تلك المرأة في غير محله؟ وقد وصل البلل إلى الكثير من اللحى، وأن أي لحية ليست بمنأى عن موسى الحلاق؟

هل سيتوقف الأمر عند حلق بعض اللحى، والدعس على شعرها، بعد أن كان عزيزا؟ وإذا اقتصر الأمر على «التزيين» سيكون اخف الأضرار، إذ هناك بعض اللحى بما تـُنتف نتفاً، أو تـُحرق حرقاً. هل ستسير الأمور الحلق كان وضع اللحى الأولى، أم أن لحى «ستزيّن» بدون «بلالة»، أو بلل؟ هذا ما ستؤكده الأيام القادمة. وسلامة لحاكم.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى