أكْرَه

من البشر؛ أكره المتاجرين في الطفولة بالدعارة، والتخدير، والتسوّل، والمُجنِّدين للأطفال في حروب الكبار التي لا يفهمونها.

كما أكره منهم المتنكّرين للوطن باتخاذ جنسيات أخرى والتباهي بها عند الحاجة وبدونها، والخونة والانتهازيين، والقائلين بأنّ المغاربة (شعب من الأمّيين الحقراء).
بالطبع أكره المغنّية المتنكِّرة لمغربيتها الحقيرة سميرة بنسعيد التي في لقاءاتها التلفزيونية تتحدّث بلهجة مصرية ركيكة وتتنكّر للهجتها الوطنية.

من السياسيين، أكره، المتاجرين في ثروات البلد لصالحهم الخاص وضد مصالح الشعب، الراشين والمرتشين، وأولئك الذين يخسرون مائة مليون وأكثر في حملاتهم الدعائية زمن الانتخابات... وأتساءل:[كيف لمن يخسر الملايين من الدراهم أن يدّعي بأنّه سيخدم مصالح الشعب؟]

أكره من رؤساء الدول،رئيساً ذا ثروة تقدّر بملايين الدولارات، وعندما يطالبه شعبه بالرحيل، يقوم لتقتيله.

كما أكره تعنّتَ وغباءَ الحُكّام العرب.

أكرهُ من السنين، سنوات الجمر والرصاص؛ وأحمدُ الله لأنّها ولّتْ، وأتمنّى ألاّ تعود.

ومن الأشهر؛ أكره شهر (رمضان) لأنّه شهر كسل وتخاذل عن القيام بالواجبات، وشهر الموت بسبب الإفراط في كلّ شيء: السرعة في الطرقات، البدخ في الطعام، السهر حتى حدود السحور... وكذا الموت المعنوي والروحي بسبب البرامج التلفزيونية المقيتة.

ومن أيام الأسبوع، أكره يوم الجمعة، لأنّه يوم النفاق والمنافقين، وهو بالأساس يوم الرِّياء والمُرائين، ويوم التخلّي عن الواجبات...

ومن الساعات، أكرة (الثامنة صباحا) و(الثامنة ليلا)؛ في هاتين الساعتين، لن تجد في بلدي موظفاً في موقعه؛ فلا إدارة عمومية، ولا بنك، ولا صيدلية، ولا بوليس تستنجد به، ولا وقاية مدنية تقيك من أحمق أو انتحاري إلى أن تحدث الكارثة.

من السموم البيضاء، أكره الكوكايين والهيروين، والملح والسكّر؛ فهذا يجعلُك متعصِّباً والآخر يجعلُك عاجزاً، وهما معاً يجعلانك قاب قوسين و أدنى من الموت؛ والأوَّلان يجعلانك عبداً حقيراً يبيع أمَّه من أجل جرعة مُميتة.

كما أكرهُ شركة التلفزيون لما تُقدِم عليه من برامج حقيرة.
ومن الصحافيين، أكره أولئك الفارغين فكرياً وإنسانياً ويقمعون مستضيفيهم للدفاع عن أولياء نعمتهم من الحقراء.

ولأشدّ ما أكره، أن أكون خروفاً مستسلماً ضمن قطيع...

أكره الكثير من الأشياء؛ ولكنّني أحبّ...

أحبُّ ثورة الشباب العربي، وأعوّلُ عليه لينقدَنا من جميع الأمور التي نكره.