الخميس ٣١ آذار (مارس) ٢٠١١
بقلم أوس داوود يعقوب

شاعر الحرية الحمراء

في الثلاثين من آذار نتذكر المناضل النصراوي توفيق زيَّاد مهندس «يوم الأرض» الغائب عنا، الحاضر فينا
قامت الدولة العبرية على دمار الشعب الفلسطيني وتشتيته في كل أنحاء المعمورة وبقي منه داخل ما يسمى بـ(إسرائيل) المعلنة عام 1948م قرابة 145000 نسمة، فقط، سلبت أراضيهم مع أراضي الذين طردوا من البلاد ومنعوا من الرجوع إليها بعد إعلان الهدنة.

وقد كانت المصادرة الكبرى سنة 1975م الحافز الرئيس لتأسيس لجنة الدفاع عن الأراضي في (إسرائيل). وكانت هذه اللجنة هي التي قادت نضالات شعبنا وتحضيره سياسياً ونفسياً وجسدياً ليقوم بالأعمال الجبارة ضد مصادرة الأراضي في الداخل المحتل، وأعلنت الإضراب العام في الثلاثين من آذار سنة 1976م، إلّا أن سلطات الاحتلال الصهيوني الغاشمة، ومع سبق الإصرار والترصّد، قررت تحويل هذا اليوم إلى يوم دام، آملة من ذلك تلقين المحتجين العرب درساً، وإرهابهم حتى تواصل مخططاتها، ولمنعهم من المطالبة بحقوقهم المدنية والسياسية. فسقط في ذلك اليوم ستة شهداء في الجليل والمثلث، هم: (خير أحمد ياسين من عرابة، ورجا حسين أبو ريا من سخنين، وخضر عبد خلايلة من سخنين، وخديجة شواهنة من سخنين، ومحسن يوسف طه من كفر كنا، ورأفت زهيري من نور شمس). إضافة إلى المئات من الجرحى والمعتقلين. وكان هذا الحادث الشرارة والمؤشر الذي أخرج المارد الفلسطيني من القمقم. يومها قال الشاعر والمناضل النصراوي توفيق زيَّاد: « لقد أضفنا إلى شعبنا يوماً كفاحيّاً ونضاليّاً جديداً ». وكان يعرف، تماماً، أن هذا اليوم مسؤولية تاريخية وعلى القيادة أن تتحمل هذه المسؤولية، وتقف بصمود دفاعاً عن شعبنا وعن حقه في الحياة والتطور على أرضه ووطنه.

ومنذ ذلك التاريخ عُرف هذا اليوم بـ «يوم الأرض»، والذي تحوّل إلى يوم كفاحي يحيي ذكراه كل عام شعبنا الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، ومع كل الشعوب العربية والعديد من شعوب العالم وقواه الخيّرة.
ولقد لعب الشاعر والقائد الوطني البارز توفيق زيَّاد «أبو الأمين» دوراً مميزاً في تثبيت قرار الإضراب في يوم الأرض وقيادة هذا الإضراب، فقد كان، وبحق، مهندس «يوم الأرض». وكان زيَّاد منذ نعومة أظفاره نداً وخصماً عنيداً لمن اغتصبوا أرضه وأرض آباءه وأجداده، مؤمناً بمقولة الشهيد البطل غسان كنفاني: «لا تمت قبل أن تكون نداً».

زيَّاد الشاعر المناضل ..
كان لانتصار جبهة الناصرة الديمقراطية بقيادة توفيق زيَّاد في انتخابات بلدية الناصرة في 9/12/1975م ووصول الشاعر توفيق زيَّاد لرئاسة بلدية أكبر مدينة عربية في البلاد تأثيراً كبيراً على دور وعمل لجنة الدفاع عن الأراضي، والتي كانت في طور التكوين، وهي التي اتخذت القرار الأول بإعلان الإضراب العام في 30 آذار 1976م. والذي تبنته فيما بعد لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية، إلّا أن تركيبة لجنة الرؤساء، وارتباط الغالبية الساحقة منهم بسلطة الاحتلال الصهيوني وأحزابها، شجع المسؤولين الصهاينة في الحكومة لاستعمال هذه اللجنة كأداة لتغيير قرار الإضراب.

وبالفعل عقدت لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية اجتماعاً لها في بلدية شفاعمرو في 25/3/1976م لاتخاذ قرار بإلغاء الإضراب، عندها انبرى لهم توفيق زيَّاد رئيس بلدية الناصرة، يسانده عدد قليل من الرؤساء، معلناً أن الشعب قد قرر الإضراب ولن يقوى أحد على إلغائه. وهكذا كان.

فهبَّ شعبنا بأكمله في إضراب عام، ونضال شعبي مشروع هَدَفَ إلى إسماع صرخة احتجاج على هذه المؤامرة الجديدة، وفي نفس الوقت، التعبير عن تمسّك الإنسان العربي بحقه في الحياة والتطوّر على أرض آبائه وأجداده وفي وطنه الذي لا وطن له سواه. ودفاعاً عن ما تبقى له من أرض، في وجه الهجمات المتجددة، وتحديداً مخطط تهويد الجليل ومصادرة مساحات واسعة من أرضه العربية بهدف إسكان اليهود، وتغيير الطبيعة الديمغرافية لهذا « الجليل » المسكون بأصحابه الأصليين من أبناء الشعب العربي الفلسطيني، بكثافة تزيد على عدد المستوطنين اليهود.

ولقد كان يوم الأرض بأحداثه وبالتطورات اللاحقة، محطة مهمة على طريق نضال جماهير شعبنا الفلسطيني الباقية في وطنها، وثبت في يوم الأرض أن هذا الشعب الذي أرادوا إرهابه، قد كبر سنوات وسنوات، وهو قادر على توحيد صفوفه والوقوف بكل بسالة في وجه أعدائه، والطامعين في مقدّراته، وأن هذا الشعب مصرّ على نيل حقوقه مرفوع الرأس موفور الكرامة، وانقلب السحر على الساحر وبدأت سلطات الاحتلال تفكر وتخطط لأساليب جديدة، تتعامل من خلالها مع هذا الشعب بعد أن تأكدت أن الإرهاب والقمع لا يزيد هذا الشعب إلّا قوّةً وصموداً.

صبيحة الثلاثين من آذار.. زوجه تتذكر:
تفاصيل ذلك اليوم، ترويها لنا رفيقة دربه، المناضلة نائلة زيَّاد «أم الأمين»: كان من الصعب علينا أن نخلد للنوم، وما أن غفوت قليلاً في ساعات الصباح الباكر، وإذ برنين الهاتف يوقظني حوالي الساعة الرابعة صباحاً. كان على الطرف الآخر من الخط متصرف لواء الشمال آنذاك المدعو «يسرائيل كينيغ». طلب أن يكلم رئيس البلدية توفيق زيَّاد. سألته: بخصوص ماذا تتصل بهذا الوقت؟ فأجاب: أريد أن أطلب منه إلغاء الإضراب وأحمله مسؤولية ما يمكن أن يحدث. سألني توفيق – وكان يقظاً- من المتحدث. أجبته «كينيغ» يريد أن يكلمك بخصوص الإضراب. تحدث معه وسمعته يجيب بكل كبرياء وثقة. لستَّ من يوجه أوامره لي وللشعب. فسياستكم المستمرة ضد الجماهير العربية الفلسطينية، وكل أشكال التمييز القومي العنصري وسلب الأرض، قد أوصلت الشعب إلى قرار الإضراب. وأنت وحكومتك فقط تتحملون مسؤولية كل ما يمكن أن يحدث في الوسط العربي في يوم الأرض. ولا أسمح لك أن تطلب مني مثل هذا الطلب وأقفل الخط.

ومع بزوغ الفجر، كان كل جبهوي وجبهوية في الناصرة يعرف مسؤوليته وموقعه لإنجاح الإضراب. مرّ الإضراب بنجاح كبير منذ ساعات الصباح الباكر، وكان توفيق يتجول في جميع أحياء الناصرة من موقع إلى آخر، يتحدث مع الناس و يسمع ردود الفعل. وكان الجميع يتابع أخبار الإضراب في جميع المناطق عبر الإذاعة. وعندما وصلت أنباء سقوط عدد من الشهداء في سخنين وعرابة وديرحنا وكفركنا وسقوط عدد كبير من الجرحى ومئات المعتقلين، بدأت الجماهير تخرج إلى الشوارع مستنكرة هذا الاعتداء الوحشي. كنت في طريقي إلى منطقة العين في الشارع الرئيسي لمدينة الناصرة، قرب عمارة بيت الصداقة، حيث قوة من حرس الحدود قد أغضبها نجاح الإضراب، فأخذت تتحرش بالناس، وقاموا بضرب أحد الشبان على رأسه فتدخلتُ صارخة بوجهه: « بأي حق تضربه ؟ » وسألته: « هل أصدرتم أوامر منع تجول حتى تعتدوا على الناس بهذا الشكل الوحشي ؟ ». وجرت مشادة كلاميّة بيني وبينهم حيث تخيلت في لحظتها أن الناصرة محتلة مرة أخرى بعد 28 سنة من احتلالها العام 1948م. وقد امتلأت الشوارع بالجنود المدججين بالسلاح.

بعد أن هدأ الوضع قليلاً تركت المكان عائدة إلى للبيت بعد أن وصلت أخبار أن الجنود يقتربون من بيتنا، حين وصلت إلى البيت كانت قوة من حرس الحدود تدفع بالناس المتجمهرين في الشارع الرئيسي باتجاه بيتنا، ساحة البيت مليئة بالنساء والأطفال والشيوخ، وكانوا يبتعدون عن قنابل الغاز المسيل للدموع. بعد بضع دقائق توجهت كتيبة من حرس الحدود مقتربة من بيتنا. توقفت في الساحة المجاورة لبيتنا. وفي لحظة وقف قائد الكتيبة يصدر أوامره قائلاً: «أغلقوا المدخل الشرقي للبيت واقتحموا البيت وأحرقوه على من فيه». بسرعة البرق طلبت من الجميع الدخول إلى المنزل وأغلقت بابه ووقفت أمامه صارخة في وجوههم: «لن تدخلوا هذا البيت إلاّ على جثتي». هاجموني محاولين إبعادي بكل قوتهم عن الباب. كانوا بكثرة ولكنهم لم يتمكنوا من دخول البيت رغم كثرتهم وقوتهم. وألقوا عليّ وعلى الباب والنافذة قوارير الزريعة التي كانت تزين مدخل البيت، محاولين دخول البيت لتنفيذ أمر ضابطهم. هذا الصدام والعراك استمر بضع دقائق. ثم تراجع الجنود، وفيما بعد تبين أن الذي أنقذ البيت على من فيه هو ظهور إحدى وكالات التلفزة الأجنبية (التلفزيون البلجيكي) وقد قام بتصوير الهجوم.

أما الهدف المؤكد لهجومهم هذا.. فكان اغتيال توفيق زيَّاد. إذ عرفت فيما بعد أن توفيق تواجد في المنزل، خمس دقائق قبل الهجوم حيث دخل البيت من بابه الرئيسي وخرج من الباب الخلفي ولم يلحظوا ذلك. وكان طيلة النهار مراقباً ومطارداً من أعوان الشرطة، وكان يعرف هذا الأمر.

تضيف «أم الأمين »: «وأنا استذكر بعض الذكريات الشخصية ليوم الأرض، تذكرت المحاولات العديدة للاعتداء على بيت توفيق زيَّاد. ففي كل إضراب كان لابد من هجوم على بيت القائد الذي عرف، دائماً، كيف يدافع عن حق شعبه ضد سالبي وناهبي أرضه وحقه في الحياة.

في العام 1977م حاولوا اغتياله وهو عائد إلى البيت من اجتماع شعبي في طمرة، كذلك أطلق الرصاص على بيته يوم إضراب صبرا وشاتيلا واعتقل المئات من الجبهويين والجبهويات وتم التحقيق معهم وقسم منهم حوكم بتهم كاذبة مختلفة.

وفي إضراب العام 1990م إثر مقتل العمال الفلسطينيين في «ريشون لتسيون» على يد الإرهابي الإسرائيلي «عامي بوبر»، وأثناء الإضراب وبعد أن اعتقلت في هذا الإضراب بتهمة التحريض على ضرب الحجارة. وفي نفس اليوم دخل الجنود ساحة البيت. اعتدوا على كل من تواجد في الساحة. ومن هناك أطلق أحدهم قنبلة غاز مسيل للدموع على شباك البيت الذي كانت تقف وراءه ابنة توفيق زيَّاد (ابنتي، عبور) وقد أصيبت في عينها إصابة بالغة جراء هذا الاعتداء.

كما ذكرت، فقد كان بيت توفيق زيَّاد هدفاً للهجوم في كل أيام شعبنا المشهودة، ومعاركه النضالية. وبقي هذا البيت وأهله على هذا الحال حتى بعد رحيل توفيق زيَّاد ».

قصائده .. منارة لكل الثائرين
مضى على رحيل الشاعر والقائد توفيق زيَّاد نحو سبعة عشر عاماً، عاش طوال حياته فداء الوطن، وأعطى من حياته دون كلل أو ملل، أحب الناس وأحب الوطن. وهو القائل:

اغني للحياة
فللحياة وهبت كل قصائدي
فقصائدي هي كل ما أملك

ولد توفيق أمين زيَّاد في 7 أيار (مايو) 1929م في مدينة الناصرة. تعلّم في المدرسة الثانوية في مسقط رأسه، وهناك بدأت تتبلور شخصيته السياسية وتبرز لديه موهبة الشعر، ثم ذهب إلى موسكو لفترة قصد دراسة الأدب الروسي، ومنذ شبابه انخرط شاعرنا في الحركة الوطنية والحزبية، وقد انتخب رئيساً لبلدية الناصرة عام 1978م وظلّ يشغل هذا المنصب حتى تاريخ وفاته.

أصدر زيَّاد العديد من المجموعات الشعرية منها: (أشد على أياديكم، وأدفنوا موتاكم وانهضوا، وأغنيات الثورة والغضب، وأم درمان المنجل والسيف والنغم، وشيوعيون، وكلمات مقاتلة)، إضافة إلى ترجماته لأعمال من الأدب الروسي وأعمال الشاعر التركي ناظم حكمت. وما من دراسة أدبية تناولت حركة الشعر الفلسطيني المقاوم إلا وأتت على ذكره، فقد كان علماً بارزاً من أعلام الشعر الفلسطيني يُذكر اسمه إلى جانب راشد حسين ومحمود درويش وسميح القاسم وحنا أبو حنا وسالم جبران. وقد تُرجم كثير من شعره إلى مختلف اللغات في العالم، وتناوله عديد من الدارسين العرب والأجانب بالبحث والدرس.
يقول البحاثة والشاعر راضي صدوق في كتابه «شعراء فلسطين في القرن العشرين ـ توثيق أنطولوجي»: «كان زيَّاد شاعراً مقلاً في الخمسينيات ثم تدفقت شاعريته مع تزايد جرائم الاحتلال الصهيوني ضد أبناء الشعب الفلسطيني الصامد، فصور بشعره معاناة هذا الشعب وكفاحه ومواجهته للتعسف والاضطهاد في ظل الاحتلال».

وقد عُرف عن شاعرنا الكبير اهتمامه بالأدب الشعبي، وما من دارس للأدب الشعبي الفلسطيني إلا وأتى على آثاره يسترشد بها ويعتمد عليها، وقد صدر له في هذا المجال عدة كتب هي: (عن الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة/ 1970م، ونصراوي في الساحة الحمراء / يوميات/ 1973م، وصور من الأدب الشعبي الفلسطيني / دراسة/ 1974م، وحال الدنيا «حكايات فولكلورية» 1975م).

وقد دخلت قصائد توفيق زيَّاد وأشعاره الحماسية الغاضبة، بيوت الفلسطينيين في حيفا ويافا واللد والرملة وجنين وغزة، وفي المخيمات في بلدان الشتات، وفي المنافي البعيدة، من خلال صوت وألحان الفنان المصري الراحل الشيخ إمام عيسى (1918م-1995م) والفنان اللبناني مارسيل خليفة والمقدسي مصطفى الكرد وحسين نازك (فرقة العاشقين الفلسطينية) وغيرهم من الفنانين العرب الملتزمين، عشاق الكلمة الحرة المضمخة بدماء الشهداء، وأصبحت قصائد زيَّاد المغناة جزءاً من التراث الحي لأغاني المقاومة الفلسطينية، فمن منا ينسى رائعته «أُنَادِيكُمْ»، قصيدة الثورة والغضب والعنفوان التي قام بتلحينها وغنائها الفنان اللبناني أحمد قعبور.

«أُنَادِيكُمْ..
أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم..
أَبُوسُ الأَرْضَ تَحْتَ نِعَالِكُم..
وَأَقُولُ: أَفْدِيكُم..
وَأُهْدِيكُم ضِيَا عَيْنِي..
وَدِفْءَ القَلْبِ أُعْطِيكُم..
فَمَأْسَاتِي التي أَحْيَا..
نَصِيبِي مِنْ مَآسِيكُم..
 
أُنَادِيكُمْ..
أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم..
أَنَا مَا هُنْتُ في وَطَنِي
وَلا صَغَّرْتُ أَكتافِي..
وَقَفْتُ بِوَجْهِ ظُلاَّمِي..
يَتِيمَاً، عَارِيَاً، حَافِي..
حَمَلْتُ دَمِي عَلَى كَفِّي..
وَمَا نَكَّسْتُ أَعْلامِي..
وَصُنْتُ العُشْبَ الأخضر
فَوْقَ قُبُورِ أَسْلاَفِي..
 
أُنَادِيكُمْ ...
أَشدُّ عَلَى أَيَادِيكُم..!».

في الخامس من تموز (يوليو) عام 1994م رحل صاحب قصيدة «الرجوعيات»، وهو راجع إلى الناصرة المدينة التي عصيت على التهويد والترويض. نتيجة حادث طرق مروع، إثر مشاركته في استقبال الفلسطينيين العائدين من تونس إلى أريحا بعد اتفاقيات أوسلو المشؤومة...

نعم لقد رحل «أبا الأمين»، لكن قصائده ستبقى منارة لكل الثائرين من أجل الحرية، في حركة التحرر الفلسطينية وحركات التحرر العالمية، وسيبقى شعره الثوري العربي والفدائي الفلسطيني شوكة في حلوق الصهاينة، وستحتفظ ذاكرة أجيالنا ـ جيلاً بعد جيل ـ بملامح حضوره الإنساني والثوري والشعري القوي والمؤثر في جليلنا المحتل وفي ربوع وطننا العربي الثائر الهادر.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى