الأربعاء ٦ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم نادية بيروك

همس الموتى

كنت أتجول قرب المقبرة القديمة، قادتني الطريق الضيقة حيث القبورالمرصوصة وهياكل الموتى المصطفة

كنت أضحك وأنا أعجب من أناس يحتقرون التراب ويتبرؤون منه. أدركت سخفهم وقلة حكمتهم وحقارة أفكارهم.

ماذا كان سيقول هذا المقبور لو تحدث عن حياته وأيا معه على هذه الأرض؟ ربما حمد الله أنه لم يعش حتى يرى ما وصل إليه قاطنوها من جشع وبخل وغطرسة وغلظة وتكبر وثراء وظلم.

كان أسلا فنا أكثر منا قناعة وعملا. كانوا أقدر منا على تحمل الصعاب والمصائب. أما نحن فصبرنا نافذ، عفتنا قليلة وأعذارنا كثيرة.

كان هذا القبر لجنين فارق الحياة عند الولادة. يبدو أنه كان يعلم عبثية هذه الدنيا الزائلة وتقلباتها ففضل الموت على البقاء حيا. تساءلت حينها أنحن أحياء فعلا؟ فارتد الصدى مذويا، نحن نتنفس. هذا مؤكد. ولكن هل نعيش؟ لاأعتقد ذلك. ربما كان هؤلاء الموتى أوفر منا حظا وأحسن منا حالا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى