الجمعة ٨ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم ندى يزوغ

خطط الطوارئ والخطط البديلة

أجمل إحساس.. قد يكتسح الإنسان! تلك اللحظات التي يحسُّ فيها بالتفوّق على ذاته!، (أهوائه، وضعفه، وميوله، وانفعالاته، وتبادل الحوار مع الذات)، ثم يتربّص - بعد ذلك- بقناعاته، ضمن إطار أمور ظلَّت لمدة! تفرض طقوسها عليه.

هاته الأمور مجرّد معلبات جامدة! من الإحساس (بالفشل، أو بسوء الحظ)، فكل الذين يقفون عند عتبات سوء الحظ!، مسؤولون مسؤولية تامة عن كافة المنغصات التي يتلقفونها، أمّا سوء الحظ فيبقى العائق أمام انفتاحهم على عوالم السعادة والوصول إلى الآفاق البعيدة، التي وصل إليها غيرهم (أقرانهم أو سواهم).

لا أظنها (والحديث عن الأمور تلك) سوى صحوة من بعد كسل، أو خمول داخل مهووس يعتقد بالحظ وسوئه، وتلك لعمري كذبة كبيرة نبلسم بها أحاسيسنا بالمرارة تجاه ذواتنا المتّكلة، والتي تفضِّل (الاستسلام، وعدم الرغبة في تغيير الضفة، أو ربما تغيير المركب الذي يبحر بنا)، والنتيجة: إحساس موجع يحسُّ به فقط!، المنقلب على رأسه، والمستسلم لآهاته من سوء حظه! كما يظُن.

منْ غيّر أسلوب حياته، وطريقة تفكيره، وقاوم ممارسة المغلوطات؟!.
منْ بدَّل أنيسه (كتاباً، أو مقهى، أو عادة وأسلوب حياة)؟، فليس ضرورياً أن يبدِّل زوجاً، أو يقتحم مبطلات يعتقدها، قد ردَّها إلى فروض أو واجبات؟ فيلوح -آنذاك- بالفشل؟!.

أزعم على يقين أن (النجاح الحقيقي، والإحساس براحة الضمير) لا يتحقَّقان دون عناء!، فالأحلام الوردية (إن لم تتحقّق كلها أو جزء منها من جهة، وإن تعاظمت وتُركت للتناسل من جهة أخرى)، قد تكون وباءً عظيماً تعود (بالضرر والدمار) على صاحبها، فمعهما تنهار معالم الاستقرار، وقواعدها التي كان ينعم بها، قبل الحلم.

إن السبق الوقائي -قبل الانهيار- يتجلى بالوقوف أمام الذات (لا بالتأييد، ولا بالمكافحة)، إنما هو إجراء لا بد منه يغني عن سقوط الحالم فريسة! (لمخالب مرض فقدان المناعة، أو لضحية الإصابة بجلطة في التفكير السليم، أو لهشاشة اتخاذ القرارات السليمة).

إن قياسات التفكير لدى الإنسان تختلف من شخص لآخر، وتتعدَّد معايير السعادة لديهم.
منْ يقدم على تغيير تلك المعايير؟، أو يشكك في نزاهة موضوعياتها، فيستغني عن حماقات اعتقاداته بأن السعادة هي ما تترعرع بين أحلامه؟!. إذْ بالمواجهة تتربَّع المشكلة.
ماذا لو خلقنا وسائل بديلة تتحقّق معها الأهداف، وتكون (أجمل، وأوثق، وأغنى، وأمتن)؟!،
أنا لا أدعو للتخلي عن الأهداف الكبرى، إنما للتخلي عن الوسائل والأساليب (الفاشلة، والمبتورة، والمشوهة الناقصة)، تلك التي لم تعد تصلح لهذا الزمان، أو التي انتهت صلاحيتها.
فلابد من سلك طريق حرب العصابات ..

إن تغيير الخطط الموضوعة واعتماد أخرى بديلة يعتبر ذكاء فيما لو تم اكتسابه، فبالتغيير يمكن عبور جسور تحقيق، يتجلّى بها قدر مقنع من الاستقرار يكفي للإحساس بالسلام مع الذات!، لاسيما مصافحة الهدوء النسبي المشحون بإيقاعات متناغمة في لحظات جوهرها عطاء، وخالية –بالتأكيد- من (اكتساحات واقتحامات الهوى، وبلادة الروتين) ضمن إطار صورة.. لا تقبل التجزئة.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى