السبت ٩ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم نادية بيروك

الأرض

كنت أنظر من زجاج السيارة الأمامي إلى هذه المناظر الخلابة اللامتناهية وعجبت من اختلافها وتناسقها. أسرني جمالها الأخاذ وتمنيت أن أدفن بين طياتها إلى الأبد. شدت انتاهي صروح ضخمة ومنازل هائلة، راعني وجود أخرى زنكية عشوائية وأعجبتني البيوت الطينية البسيطة وكل هذه الخضرة الرائعة. لكن إنتابني في اللحظة ذاتها شعوربالمرارة والألم. كيف لهذه الأرض الطيبة، الجميلة، الآسرة أن تنجب الجهل والفقر والظلم والضياع؟ كيف لهذه الأم الحنون أن تخنق بناتها وتقتل أولادها؟ كيف لهذه السهول الخضراء أن تطرح غلة مقيتة وأجسادا مشوهة؟

وجوه مقطبة منسية وأنهار مهجورة مقهورة

كيف يترك المرء هذه الديار ويفرط في هذه الأرض ليركض وراء أحلام عابرة وليبني وطنا ليس له؟ لماذا لا تستطيع هذه الأرض أن تشد أبناءها وأن تملك عليهم قلوبهم وعقولهم؟ مالذي جعلك رخيصة، تافهة وأنت الجميلة الشامخة؟ مالذي جعلك عقيمة، سقيمة وأنت دائمة الشباب وخالدة خلود الزمن؟

مالذي يحدث أو مالذي حدث؟ كيف تستهوينا أرض ليست لنا؟ كيف

نقدم حياتنا قربانا لتراب لم نأكل يوما زرعه أو نشرب يوما ماءه؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى