السبت ١٦ نيسان (أبريل) ٢٠١١

سفلة لا سلف

إبراهيم حمّامي

لاتوجد كلمات او عبارات يمكن ان تصف بشاعة ودنائة العمل الاجرامي الذي راح ضحيته «فيتوريو اريغوني»، هذا الرجل الذي ترك اهله وبلاده في ايطاليا ليتضامن صادقاً مخلصاً مع الشعب الفلسطيني، بل ليعيش في غزة ومع اهلها ليس سائحا ولكن جسوراً مقداماً ومدافعاً عنها في وجه الاحتلال الذي لا تقل جرائمه بشاعة عن جريمة هؤلاء الذين تستروا ويتسترون بعباءة الدين والسلف وهو منهم براء براءة الذئب من دم يوسف، لايمكن ان يكونوا من بني البشر او يملكون ذرة احساس ادمي، وسواء فعلوها هم او الصقت بهم فالامر سيّان، نعم لافرق لأن أفعالهم السابقة وفكرهم المنحرف ومنطقهم الاعوج لم يترك مجالا للتشكيك، وهم الذين لم يجلبوا إلا الدمار والهلاك للمسلمين أولاً، ومحبة مقارعة الكفار لأجندتهم في ميادين المواجهة، بل ينتعشون عند قتل الابرياء الامنين من بني جلدنهم ودينهم بدعاوى التكفير، وقتل الآمنين من أمثال المغدور فيتوريو بحجة أنه جاء للفساد والافساد من بلد كافر، فتاوى جاهزة ومعلّبة لجميع، إلا العدو الحقيقي الذي لا يشغلهم!.

هل فكر من قام بهذه الجريمة البشعة ولو للحظة من يكون هذا الرجل اللذي قتلوه غدراً وظلماً؟ هل سألوا أنفسهم ما الذي فعله؟ ألا يعرفون أنه فعل الكثير والكثير وقدم الأكثر لغزة التي شوهوها بجريمتهم النكراء؟

ما هكذا هو الاسلام وليس هذا هو نهج السلف الصالح، سامحنا يا «فيتوريو» فأشباه الرجال لايعرفون قدر الرجال وأدعياء الاسلام لا يفقهون منه شيئا، سامحنا وقد عجزنا وللأسف أن نوفيك حقك وقدرك، أنت الذي واجهت المحتل وتلقيت رصاصاته في جسدك، وانت الذي رحلوك جواً رغماً عنك فعدت بحراً رغماً عنهم، انت من يعرفك كل صياد في غزة ويعرفك كل متضامن مع غزة، سامحنا فقد آذانا السفلة قبل أن يؤذوك، وطعنونا قبل ان يشنقوك، سحقاً لهم عليهم من الله ما يستحقون.

لكن ذكراك ستبقى وصورتك ستبقى وعملك سيبقى، سيذكرك الناس بالخير، وسيذكرون السفلة بالعار والشنار، فقد كنت فلسطينياً أكثر منهم، وكنت في أخلاقك مسلماً أكثر منهم.

الوفاء لك سيكون بالاستمرار بما بدأته، فهيهات هيهات أن ينجح السفلة في وقف التضامن مع غزة، وهيهات هيهات أن ينجح من جنّدهم سواء كان الاحتلال أو أذناب الاحتلال أو حملة الفكر الذي لا يخدم إلا الاحتلال، لأن فكرهم وفعلهم لا يصب إلا في خانة المحتل لا جدال.

سنكمل ومعنا أحرار العالم المشوار حتى يسقط الحصار، وحتى زوال الاحتلال.

اليوم توحدت غزة بمختلف مشاربها حزناً عليك، وتوحدت غضباً لك، وتوحدت اصراراً على مواجهة السفلة أصحاب الفكر المنحرف البعيد عن تراثنا وعاداتنا وأخلاقنا وديننا، وتوحدت في طلب القصاص العادل من القتلة، وتوحدت في الدعاء عليهم أن ينتقم منهم شر انتفام.

ليسوا على نهج السلف الصالح، ولا يمثلون السلفية، بل هم سفلة وأقل من ذلك، يقول رسولنا الحبيب صلى الله عليه وسلم: «ألا من ظلم معاهدًا أو انتقصه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ منه شيئا بغير طيب نفس فأنا حجيجه يوم القيامة» رواه أبو داود، وحسنه ابن حجر والألباني، ويقول عليه الصلاة والسلام «من قتل نفساً معاهداً لم يُرح رائحة الجنة، وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاماً» - صحيح البخارى، أين هؤلاء من هذا؟ وبأي ذنب قتلوك يا فيتوريو؟

وداعاً فيتوريو.

إبراهيم حمّامي

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى