الأحد ١٧ نيسان (أبريل) ٢٠١١

لا يزال هناك ما يستحق التضحية ..

أحمد حسني عطوة

أطفال قطاع غزة المحاصر في كل بيت بات هناك طفل يبحث عن الحياة يبحث عن الأمل أو حتى عن لمعة شمعة بعيدة في الظلام الذي يعيشه أطفالنا وهم مع الأسف بالنسبة إلى العالم كما قال المثل الشعبي (على بال مين ياللي بترقص بالعتمة ؟!)، فعلا هذا حال أطفالنا فليس لهم سوى كلمات يسمعها من هنا وهناك حول مصالحة ستغير مجرى حياتهم ويصبح لهم حقوق يتمسكون بها ..

الكثير سيسأل هل تؤثر المصالحة الفلسطينية على الطفل الصغير في الشارع أو في البيت أو حتى في المدرسة ؟؟!! سنرد قائلين .. نعم ففي الماضي كانوا يلعبون لصوص أو حرامية وبوليس وبعدها أصبحوا يلعبون يهود وفدائية واليوم يلعبون حمساوي و فتحاوي فتأثر الطفل في الشارع بهذا الانقسام وبشكل مباشر ناهيك عمن افترق عن أهله بسبب الانقسام وأصبح ينتظر مكالمة أبيه أو أخوه أو حتى أمه عبر الهاتف والجوال بسبب الانقسام والكثير من المؤثرات السلبية التي أدت في النهاية إلى مفاهيم خاطئة لدى الطفل الفلسطيني في الشارع ولن أبالغ لو قلت في الشارع العربي ككل .

فريق أحلام الطفولة

اليوم هذا الطفل تكبر جراحه مع كل يوم تزداد فيه حدة الانقسام ويزداد شعوره بالوحدة والانطواء أصبح بلا أماكن ترفيهية ولا متنفسات يستطيع فيها هذا الطفل تفريغ طاقاته المكبوتة فقد أصبح الطفل في المدرسة يفرغ هذا الكبت في زملائه في الفصل أو في الشارع ومع أخوته في المنزل هذا ليس إعلانا ترويجيا لفريق أحلام الطفولة ولا حتى كتاب لطلب المساعدة والمساندة وإنما حالة اليأس والإحباط التي يراها الفريق على وجوه أطفالنا في قطاع غزة أصبحت تتزايد يوما بعد يوم وأصبحت كل موارد الترفيه الخاصة بالأطفال مجرد مشاريع استثمارية إلا هذا الفريق الذي يؤمن بمبادئ الحب والعطاء ويعرض لأطفال القطاع في الشوارع والميادين متحديا كل الظروف الصعبة التي يواجهها والعقبات التي توضع في طريقه وبالرغم من كل هذا لا يزال الفريق مصمما على الاستمرار والعطاء .

انتشر فريق أحلام الطفولة بسرعة فائقة لأنه خرج من معاناة أطفالنا يعبر عن حاجتهم وعن آرائهم وطموحاتهم فمنذ عام 1997م كان فريق أحلام الطفولة يضم في طاقمه ستة أعضاء يقدمون برامج الطفولة من خلال المؤسسات ورياض الأطفال التي تطلب الفريق مسعفا لينقذ البسمة على شفاه أطفالنا ولإيمان الشباب برسالة الفريق اليوم يضم الفريق ما يزيد عن ثلاثون عضوا متدربين على أرقى مستوى في تنفيذ مختلف برامج الأطفال وأصبح الفريق يضم ثلاث وحدات متنقلة تعمل بشكل دائم ومتواصل في مختلف مناطق قطاع غزة وهذا لشعور الفريق بالمسئولية التي تقع على عاتقه .

أزمة الفريق الحقيقية ..

الفريق يعمل بدعم ومجهود ذاتي من خلال تقديم برامجه لأطفال القطاع وقد بدأ يتراجع في أدائه لقلة الموارد وضعف الإمكانيات إلا أن الفريق لديه التصميم في إكمال مشواره لرسم البسمة على شفاه أطفال القطاع ويتمنى لو يصل إلى كل طفل فلسطيني داخل فلسطين وفي الشتات ، فقد أصبح الفريق يتسول من هذا الطفل الذي يستحق منا كل التضحية فهذا الطفل هو الغرس الجميل الذي ننتظر ثماره ليكون قائدا لنا في المستقبل ليمثل الشعب ويحرر الأرض من الغزاة فكيف له تحقيق هذا الحلم والوطن يسلب منه أبسط حقوقه .

لازال هناك الكثير في جعبة الفريق ليقدمه لأطفالنا في القطاع وبشكل مجاني فأجندة الفريق تضم كرنفالا ندعوا الجميع للمشاركة فيه ليتسنى لأطفالنا التعبير عن آرائهم وأفكارهم وأحلامهم بمستقبل مشرق من خلال كرنفال ( أحلام طفل ) وكذلك استكمال سلسلة مهرجانات أحلام الطفولة التي توقفت بسبب الموارد المالية للفريق والتي أصبحت تشكل عقبة سيتخطاها الفريق بإذنه تعالى ليصل إلى نهاية السلسلة في الميادين والشوارع والأماكن العامة التي يتواجد فيها أطفالنا فكل ما تشاهدونه من صور في هذا المقال هي وقفات من أعمال الفريق .

فكونوا معنا وشاركونا فرحة هذا الطفل الذي يستحق منا كل التضحية والعطاء .

أحمد حسني عطوة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى