الاثنين ١٨ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم بوشما حميد

بحجم وطن تنهشه الثعالب

همس القبور

طلَّ برأسه من تحت غطاء ثقيل و صرخ:« أمَّاه اُنظري ما يحدث في تونس ومصر وليبيا، وفي اليمن وسوريا والبحرين فالمغرب...واا».

جرته بعنف، وغلقت الثقب وهمست:«صَهْ.. فحتى وقت قريب كانوا ميتين مثلنا، دعهم يصنعون تاريخهم فالولادة تأتي بعد مخاضٍ عسير»

المرأة التي كانت تلْتهم أبناءها السيدة السلطة العربية؛ قرأتُ على شاهد القبر.

عقدة السيطرة

أوصوه بالصرامة منذ الوهلة الأولى،وليُرعِبها في ليلةِ الدخلة خبط قطه البدين بعرض حائط المبكى ، وبتوالي الأيام، تناسخت قطط كثيرة، صارت تجوب حجرته جيئة وذهابا...

وفي كل غفوة كنتُ أراني قطاً منتوفا يقفُ أثرك أينما حللتِ وارتحلتِ، مواءُ قططكُ بذهني يُزعج طيور السماء التي ظلت تتخاطف خبزاً، كنتُ أراكِ تحملينه فوق رأسك دوماً، وفي المرة التي حاولت أن أهش عليها أجهزت عليك خطأً . واليوم بعد عقدين سجنا، أتيت لأدر تراب قبرك على وجهي ندما واعتذارا...

مائة سنة من العُزلة

سمِعتهُ عندَ بابِ حجرتهما يرددُ بهمس: «انتظرني»، ودَّت استفساره غير أنه قبلها بشفتين باردتين وتداعى في حضنها، فهمت أنه رحل رفقة ضيفه.. استرجعت أربعين سنة من العقم، أغاني أم كلثوم ، طائر أيكه... فقررت مرافقته عبر النافدة العلوية.

بعد ستين سنة اقتحموا حجرتهما، فلم يجدوا سوى مذياعا يحتضر، وصورة حائطية لحواء وهي تنتحب.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى