الجمعة ٢٩ نيسان (أبريل) ٢٠١١
بقلم نادية بيروك

غابت عنا الحقائق

كل واحد منا متى استطاع كتابة اسمه وبضعة أرقام، خال نفسه عالما يحتذى به... فينعت هؤلاء بالأميين وأولئك بالجهلة. كانت الأجيال السابقة أكثر استقامة وأشد حبا للعلم والعمل. لم تكن الأمهات متعلمات إلا فيما نذر، لكنهن كن يأملن أن يتعلم الأبناء، وكن يفتخرن بنجاح فلذات أكبادهن، وكن خير سلف لخير خلف.

تحررت الثغور واستقلت البلاد بجهود نساء لم يحملن القلم يوما، لكنهن حملن السلاح...

عن أي أمية نتحدث؟ أهي أمية الضمائر؟ أهي أمية الأخلاق؟ أهي أمية المبادئ والقيم؟ إن كان الأمر كذلك، فطريقنا طويلة ووعرة.

لا أظن أننا نستطيع محو أمية المرض الذي تفشى في أجسادنا كجرثومة خبيثة، قاتلة.

لا أظن أننا بين يوم وليلة سنمحوا سواد العقول وقلة الصبر وفاقة العصر وقهرالظلم وسطوة العذاب.

لا أظن أننا نستطيع أن نسبق سرعة الضوء، أن نسقط استعارات مجانية على ما جاء وليد الصدفة ووفق اللامعقول.

لا أظن أن منطق الجوع سيشيد صرح الحضارة أو يبي أبراج القوة والعزة.

لا أظن أن العدل سيعيد ظل الحقيقة وظلال الخراب والدمار لا تزال قائمة.

كيف تشرق الشمس من جديد. كيف نبني وطنا من حديد. كيف نصنع إنسانا عاقلا، منتجا، فاعلا، قويا، مسؤولا، نقي المحتد والضمير... غابت عنا الحقائق وضعنا وسط عالم ضائع...


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى