الخميس ١٩ أيار (مايو) ٢٠١١
بقلم نادية بيروك

الألم

كان رأسي يدق، يولول ويصرخ. ألم لم أعهده وتصلب يشد عضلات وجهي ومفاصلي. أتجه صوب مكان المسكنات آخذ حبة الدواء الأولى، أبلع الثانية وأقضم الثالثة رغم أن الطبيب حذرني ألف مرة من عواقب الإفراط في تناول المسكنات. لم يعد الأمر يهمني. فالطبيب نفسه لن يقوعلى تحمل الألم الفظيع الذي أتحمله. ذهبت إلى الفراش وأنا أضغط على نصف رأسي الأيمن الذي سينفجر.

عدت إلى العلبة مجددا، ثم ابتلعت ما تبقى من الدواء. لكن الألم لم يتوقف، ازدادت حدته بشكل رهيب وأصبحت عاجزة عن الحركة وكانت رغبتي في التحطيم، في تدمير شيء أو تكسيره ملحة.

الضوء والضجيج أصبحا ألذ أعدائي؛ لعنة الله على الضوء، إنه يخترق عيني اليمنى لينخر أحشاءها وليحرق رأسي المريض. صوت أبنائي، صوت المذياع، صوت المرناة، طنين الذباب، جرس الباب. ...كلهم خصوم جبارة تفتك برأسي لتدمره.

لم أعد أستطيع الصبر، التوثر والغضب والعياء يجعلونني في وضعية لا أحسد عليها. أصبح وجهي مشوها: نصف منتفخ وعين دامية. أتمنى الموت من شدة الحفر والوخز في جانب رأسي الأيمن.

لا زلت أذكر يوم فكرت في الانتحار إثر نوبة الألم السابقة لولا لطف الله. صرخت في وجهي ابني الصغير حتى يبتعد عن طريقي. صفعت الأكبر دون سبب ظاهر. كنت أشد رأسي وأنا ألعن الساعة التي ولدت فيها.

اتجهت إلى غرفتي، أسدلت الستائر وأنا أحاول طرد الضوء خارجا. شعرت بالغثيان الشديد، تركت غرفتي مسرعة وغلبني القيء الرهيب. عدت وأغلقت الباب، ارتميت على السرير وضعت وسادة فوق رأسي وأنا أصارع ألما لا قدرة لبشر على تحمله.

صالة العرض


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى