الاثنين ٣٠ أيار (مايو) ٢٠١١
بقلم عبد الستار نور علي

القصور الرئاسية تتداعى

القصور الرئاسيةُ تتداعى
تحتَ مطرقةِ العصافير
زقزقة العصافير تنقّرُ الأسوارَ فتهدّمها
الأفواه الفاغرةُ أصواتها تقرع الطبولَ
طبولَ اللاعنف
في العنفِ تصمتُ القناديلُ وتقفلُ نوافذَها
تُحبَسُ الأنفاسُ
في العنفِ تُقطَعُ الطرقاتُ بالسيفِ وبالطعنِ من الخلفِ
ما بين باب القدمين وباب الحقلِ ذي الزرع والضرع
تتزلق الأجسادُ في هوة الليل بلا صخب ولا لسان
أعناق الأصابعِ تشرئبُّ ، تُنحَرُ
وألسنةُ النار تلتهمُ بقايا التعبِ
القصور الرئاسية تتداعى
العصافيرُ تزغردُ فوق أعمدة القلوب
في الساحاتِ والأزقةِ والحواري والفيسبوك
الرعبُ في قلب الرئيس يستحيلُ دباباتٍ وقناصةً
وضواريَ بأنيابٍ من الحقدِ والرصاص الحيّ
هل تأكلُ لحمَ أخيكَ ميتاً ؟!!
لقد أكلته حيّاً؟!
أكلتَهُ على مائدة القائد الضرورة
والقائدِ الصورةِ
والقائدِ الأخضر
والقائد الأصفر
والقائدِ الرماديَّ
والقائد الذي يشتعلُ عجزاً
القصور الرئاسية تتداعى
والقصر الملكيّ صامدٌ
في الخراب
القصور الرئاسية تتداعى
تحت مطرقة الكلام المُباح
في زمنِ المباح
لم يعد الكلام غير مباح
وممنوعاً عن الكلام
لم يعدِ الكلامُ محرّماً
والهواءُ محرّماً
والصراخُ محرّماً
فالساحاتُ ملأى بالكلامِ المُغرّدِ
والهواء المُورِّدِ
والصراخ المُعبَّدِ
لم يعدِ الخوفُ مُباحاً
والصمتُ فلاحاً
والإختناقُ نجاحاً
ولم تعدِ الرعشةُ في القلبِ مقيمةً
وفي الجسدِ أنيمةً
لم تعدِ الهزيمةُ غنيمةً
مثلما في زعيق الطغاةِ الساهين عن شعوبهم
لم تعدِ القلوبُ هي القلوبَ التي ارتجفت على نصال الخوفِ
وهدير الرصاص وشحذ السكين والسيفِ
لقد أصبحوا في خبر كانَ
يوم افتتحتِ الميادينُ أفواهها بالهتاف
لا تقحمِ العجلاتِ والدباباتِ والقنّاصةَ !
لنْ تستطيع أنْ تدوسَ الكلامَ
ولا أنْ تخنقَ الأحلامَ
ولا أنْ تحلّلَ الحرامَ
ولا أنْ تُحرّمَ الغرامَ
ولا أنْ تذبحَ الحمامَ
الكلامُ أثيرُ الفضاء الرحبِ
ومُفجّر الأحلام في القلبِ
ورسول الغرامِ في الدربِ
ومُمهِّدُ السهل في الصعبِ
والأجسادُ عرباتُ الرغبةِ المدجّجةِ
بالإصرار
محمد البو عزيزي أحرق الستار
وهدّمَ الأسوار
فتعرتِ الوجوهُ المُعبّأةُ بالأصباغِ
والرصاص والدمار
القصورُ الرئاسية تتداعى
واحداً ...
واحداً ...
فاحملوا حقائبكم الرديئةَ فارغةً
من التاريخ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى