الثلاثاء ٥ تموز (يوليو) ٢٠١١
بقلم عبد الستار نور علي

اللصوص

الى الشاعر سامي العامري معارضةً لقصيدته "عباب السراب":

فها تنهالُ ضرباً، أنتَ حربُ
على مرضٍ ويعجزُ فيهِ طبُّ
سوى قولٍ بفصلٍ أنتَ منهُ
شـرارٌ، لا يدانيهِ مَهـبُّ
بلادي قد حوتْ خيراتِ ربّي
يعيثُ بساحِها لصٌّ وذئـبُ
وينهشُ لحمَها أمراءُ حربٍ
يُجفِّفُ كنزَها نهبٌ وسلبٌ
وتاريخٌ، تربّى في ظلامٍ
سوادٌ في سوادٍ يشرئبُّ
صحائفُ منْ قرونٍ غابراتٍ
يُشَدُّ بحبلها عينٌ ، ولُبُّ
لصوصٌ منْ كهوفِ افتحْ يَسِمْسِمْ *
فليسَ بشـرعِهمْ دينٌ ، وربُّ
بضاعتُهمْ كلامٌ في كلامٍ
تجارتُهمْ محاصصةٌ وحزبُ
ذبابٌ فوقَ كرسيٍّ صراعٌ
برامجُهمُ أكاذيبٌ ونَصْبُ
فما همْ منْ رجالِ الحكمِ حكماً
ولكنْ همْ لنهبِ الكنزِ حَسْـبُ
فلمْ تشبعْ بطونُهمُ التهاماً
و لا يرويـهُمُ زورٌ ، وكِذبُ
وشعبٌ راسفٌ في نيرِ فقرٍ
فزادوهُ افتقاراً ليسَ يخبـو
فأهلُ الدارِ زادُهمُ سرابٌ
وينعمُ فيهُمُ شرقٌ وغربُ
ونحنُ بدارةِ الأغرابِ نصلى
بنارِ الغُرْبِ يجرفُنا المَطبَُ
هجرْنا دارةَ الأحبابِ جوراٌ
وفينا جمرةُ الذكرى تشبُّ
يُعاشرُ بعضُنا اليأسَ التصاقاً
فلليأسِ استكانوا واستحبّوا
وما لليأسِ حظٌّ في حياةٍ
إذا كنا لنورِ الشمسِ نصبو
ففي الآمالِ غرسٌ منْ ضياءٍ
وساقيها لنا أرضٌ ، وشـعبُ
فلا شعبَ ارتضى بقيودِ باغٍ
ولا بدجىً على الأنوارِ حربُ
هي الدنيا وآيٌ مُحكَماتٌ
فما ظلمٌ يطولُ ويستتبُّ

* اشارة الى قصة (علي بابا والأربعين حرامي) واخفائهم سرقاتهم في كهف ذي باب صخري ضخم لا يمكن فتحه إلا بكلمة السرّ (افتحْ يا سمسمْ !)


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى