الأربعاء ٦ تموز (يوليو) ٢٠١١
بقلم بوعزة التايك

مارادونا و مرضنا العربي

مارادونا يحمل رقم 10 ومرضنا يحمل رقم 99,99 %. مارادونا يراوغ كل اللاعبين ومرضنا يراوغ كل من طالب بحقوقه. مارادونا يسجل أهدافا رائعة ومرضنا يسجل حتى أسماء دمى الأطفال لإحصاء أنفاسها. مارادونا يوزع الكرات الجيدة على أعضاء فريقه ومرضنا يوزع الصفعات على من يمد له يده.

مارادونا يدافع عن قميص فريق بلده ومرضنا يأخذ لنا حتى أقمصتنا يوم العيد. مارادونا يعمل ما في وسعه لحمل كأس العالم إلى بلده ومرضنا يرغمنا على شرب الكأس حتى الثمالة. مارادونا يدافع بشراسة عن سمعة بلاده ومرضنا يفرض علينا الدفاع عن كلاب الأحياء الراقية. مارادونا يبكي كلما خسر مباراة ولو كانت حبية ومرضنا يبكي كلما تعطل محرك السيارة التي تحمل أطفاله صوب ملعب الكولف.

مارادونا يفرض على زملائه احترام محبيهم ومشجعيهم ومرضنا يفرض علينا محبة وتشجيع مادونا طيلة شهر رمضان. مارادونا يقبل علم بلاده ويغرسه في صدره ومرضنا يغرس في قلوبنا أسنانا من الفولاذ. مارادونا يكاد يفقد عقله حين يعلن الحكم عن ضربة جزاء ضد فريقه ومرضنا لا يعود إليه رشده إلا حين يكيل لنا الضربات الموجعة جزاء لنا على الشخير في الليل وإزعاج كلاب حراسته.

مارادونا يهجر النوم عينيه بعد كل هزيمة ومرضنا يطير النوم من أعيننا كلما أحس أن لنا موعدا مع أجمل الأحلام. مارادونا يطرد نفسه من اللعب ويغادر الملعب تلقائيا إذا ما اتهمه أحد زملائه بالتهاون في الدفاع عن القميص والعلم الوطنيين ومرضنا يطرد كل مشجع يغالي في التعبير عن فرحته حينما ينتصر فريقنا الوطني. مارادونا، يا مرضنا، متى نشفى منك وتشفى منا ؟


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى