الجمعة ١٥ تموز (يوليو) ٢٠١١
بقلم حوا بطواش

لقاء آخر معك

في كل ليلة حين تنزلق قريتي في حضن الليل، تصمت الشوارع وتنطفئ الأضواء... أبحث عنك. بين العيون التي ترنو إليك، والقلوب التي تضرع إليك، كحلم من الأحلام لا يحكى ولا يفسّر... وجدتك، وقد أتى الحلم أشهى وأحلى من كل خيال.

في كل ليلة، حين ينطفئ المكان، يطاردني وجهك في عتمة الليل، تحت ضوء القمر الذي يربض خلف النافذة، يوقظ أشواقي اليك. تسقط نظرتي على صفحة وجهك، فتنبسط أمامي دنيا عجيبة، دافقة، هائلة. يمتلكني حبك، يحيطني من حيث لا أدري ويملأني فرحة ليس لها مثيل. حبك اتّخذ لنفسه عشا في صدري، لا يهتزّ ولا يزول ولا يعرف الذبول.
في كل ليلة، حين أتوحّد بك، أسبح في بحار كلماتك، أهيم في هواك، أعانق فيك الأحلام. أجلس ساعات أكتب لك. تتفجّر بي كنوز الخير والإبداع. أخبرك عما يجول في خاطري، وما يشتعل في صدري ويتأجّج في داخلي. حين أكتب لك يتحول قلمي إلى وردة حمراء، أسطّر بها حروفي فتفاجئني أوراقي تحت يدي.

أيها الرجل الذي يحرضني على التأمل والأمل والفرح كلما سكنت الدنيا وطلع القمر، أتشوّق للقاء آخر معك. لدي كلام كثير لأقوله لك. أخبرني كيف أحظى بك للحظات؟

آه حبيبي، ما زلت بصدري أعظم وأشهى الرجال. حبك بقلبي ينمو وحده كما الزهور تزهر، ويدفئ روحي بينما أكتب لك أجمل حروفي وأتلهّف للقائك بكل وجودي.

ها أنت من جديد تأتي للقائنا دون أن تخلف الميعاد. يا لبهاء طلتك. يا لروعة حضورك.
كم أحب وجهك الذي يأتلق بذلك البريق الساحر الخلاب! في حضورك ينبض قلبي عشقا وشغفا وطربا، أشعر بالأمان وأنعم بالحنان.

في عينيك أبحث عن ذكرى ذلك اللقاء الأول بيننا. لم أكن أعي حينها ان الأقدار تخبّئ لي سعادة لم أرتب لها ولا عرفت مثلها. ولم أكن أعي أنني لم أعِش لحظة واحدة قبلها.

دعني أهمس لك وأخبرك عما يختلج في صدري. دعني أفتح لك قلبي وأضمك إلى صدري. ليس بيننا شيء سوى حلم واغنية ونبضات قلب. دعني في حضنك أستريح، وللحظات أغيب وأغرق في الحنين.

أحطني بحنانك ودفئك... أنعشني...أشعلني...أطفئني، ولا تسألني عما أردت ان أقول. كل شيء قد قيل من قبل أن أبوح.

دعني أكتب لك وأفضي لك كل ما بجعبتي. أصابعي ستغتالني ان نمت ولم أكتب لك شيئا.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى